الأربعاء، 31 يوليو 2013

صباح الخير يا وطن



# حوليات

(31)

في بيتنا كتاب

صباح الخير يا وطن : شهادة من بيروت المحاصرة

 لـ / رؤوف مسعد

 
الكتاب عبارة عن يوميات الصحفي رؤوف مسعد أثناء حصار بيروت عام 1982 م يتحدث عن يوميات الحرب وعن منظمة التحرير الفلسطينية وجمهورية الفكهاني وبيروت الشرقية والغربية والمنظمات الفلسطينية والكتائب والجنوب.

أكثر ما لفت انتباهي هو التشابه الرهيب بين حصار بيروت وحصار غزة والحرب على بيروت والحرب على غزة ، نفس التفاصيل مع اختلاف الأماكن والشخوص ، فالحرب لها نفس الوجه أينما حلت.

استفدت من الكتاب كثيراً ، في معلومات لم أكن اعرفها عن تلك الحقبة من تاريخ قضيتنا الفلسطينية.

كما أعجبني تحليله لبعض المواقف والأحداث.

كتاب أنصح بقراءته للمهتمين.

****

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

خربشات خارجة عن القانون و كش ملك



حوليات

(30)

في بيتنا كتاب

خربشات خارجة عن القانون

و كش ملك

 لـ / أدهم الشرقاوي "قس بن ساعدة"

 
ماذا أقول عن تلك الخربشات .. ؟ لا اعرف ، كل ما اعرفه أنها سرقتني من نفسي وأخرجتني من الحالة التي كنت بها إلى حالة جديدة.

لم أجد خربشة واحدة سيئة أو لم تنال إعجابي .. كلهن في غاية الروعة والواقعية والألم أحيانًا.

بعد انتهائي من قراءتها في جلسة واحدة .. بدأت في قراءة كتابه الآخر " كش ملك " لأنهما يحملان نفس الأسلوب والفكرة .. مقتطفات وخربشات على وجه القهر والظلم.

شعرت وأنا اقرأ بروحي جلال عامر وأحمد مطر تشع من بين السطور ، نفس الأسلوب الساخر في نقد أوضاعنا المزرية في العالم العربي ، وقد اختار الكاتب أن يختبئ خلف اسم مستعار أو بالأصح خلف اسمين هما : أدهم الشرقاوي / قس بن ساعدة.

وله كامل الحق في ذلك .. لأن الكلمة أصبحت تهمة تمشي على قدمين في وقتنا الحالي .. وكم تمتلئ سجوننا بسجناء الرأي والكلمة.

أتمنى للكاتب الأمن والأمان والاستمرار في إمتاعنا بكتاباته الساخرة.

بعضٌ مما راق لي من تلك الخربشات:

ذاكرتي مثقوبة تسقط منها كل الأماكن التي أحببتها إلا حضن أمي.

المظلوم كل الأوطان وطنه والظالم غريب ولو ملك الأرض.

تعالوا لنقتسم هذا العالم .. خذوا كل شيء واتركوا لي قلب أمي.

ماذا قالت القذائف للأطفال حتى أقنعتهم بترك أمهاتهم ؟

أحياناً نضحك لأننا استنفدنا رصيدنا من البكاء .

داروين : شخص عجزت البشرية عن إقناعه بأنه ليس قرداً.

أجدني دوماً مشدوداً إليكِ .. أتراهم يا أمي نسوا أن يقطعوا بيني وبينك الحبل السري !؟

*****

 
هو الكتاب الثاني للساخر / قس بن ساعدة أو أدهم شرقاوي، وقد بدأت بقراءته بعد " خربشات خارجة عن القانون " مباشرةً.

صحيحٌ أن هذا الكتاب أطول من سابقه إلا إني استمتعت بالقراءة.

في البداية تشعر بأن فكرة هذا الكتاب هي نفس الكتاب السابق لكنه أضاف إليه خواطره وهي أطول من الخربشات.

ولقد راق لي الكثير مما كتب منها:

·        قالوا له : حدثنا عن العدل في بلاد المسلمين
قال : نهانا الإسلام أن نتحدث عن الغائبين.

·        أصحاب النبي قديماً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ، أصحابه اليوم سيماهم في ظهورهم من أثر السجون.

·        كان وطنًا ملء القلب يا جدي ..فكيف لم يعد لك فيه متسع ؟

وأعجبتني حد الألم والوجع كلماته عن " أرشيف المعذبين في الأرض " !؟ و صباح الخير يا غزة.

الكتاب كله ممتع وجميل .. رغم الألم الذي ينضح من جوانبه .

استمتعت بقراءته وسعدت باكتشافي أن الكاتب فلسطيني واستغربت لماذا ينشر صورته في نهاية الكتاب على الغلاف الخلفي دون ذكر اسمه الحقيقي إذا كان فعلاً يخاف من ملاحقة رجال الأمن أو المخابرات، سؤال يحتاج لإجابة !

******

الاثنين، 29 يوليو 2013

حين يرتجف الهواء



# حوليات

(29)

في بيتنا كتاب

حين يرتجف الهواء لـ / آلاء القطراوي

 
آلاء القطراوي شاعرة فلسطينية أقل ما يقال عنها أنها رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة.

وديوانها هذا يستحق كل دقيقة أمضيتها في صحبته ، فهو ديوان أقل ما يقال عنه أنه رائع أيضًا.

كلمات متقنة جميلة معبرة سلسة ، تشعر بأنفاس نازك الملائكة والسياب ودرويش  تنساب بين السطور، ولقد استمتعت فعلًا  بإبحاري مع آلاء في ديوانها الأول.

ولهذا الديوان قصة غريبة معي ، فلقد كان حفل التوقيع الجماعي لأربع دواوين شعرية لأربع شاعرات فلسطينيات شابات في صالة السلام على شاطئ بحر غزة برعاية رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين ، حيث قررت الذهاب للحفل لحضور هذا العرس الثقافي والحصول على النسخ الأربعة ، ولقد كان هذا اليوم هو أول يوم اخرج به من البيت بعد "الولادة" بدون طفلي الصغير أحمد وكانت أول مرة في حياتي أقابل الدكتور نبيل فاروق وعبد الرحمن يوسف وكريم الشاذلي ، كما أنه تم اغتيال الجعبري أثناء الحفل وتأثر جميع الحضور إلا أنهم أصروا على إكمال الحفل ، ومن ثم بدأت الحرب على غزة ، وبسبب الحرب انقطعت عن القراءة ونسيت تلك الدواوين على رف المكتبة ثم عدت بعد ذلك للبحث عنها في مكتبتي وقرأت هذا الديوان.

ولقد أخطأت في تأخري في قراءته ، ولكن عذري بأني لم أكن اعلم أنه بهذه الروعة.

وهذه بعض الاقتباسات من الديوان:

لا تبتئسْ إن غارَ خنجَرُهُم بصدركَ
قل لهمْ : شكراً
وخفِّفْ قسوتَكْ !

***

إذا لم تُعَلّم عصافيرَ روحكَ كيفَ تطيرُ ..
فكمْ كُنْتَ قبرَكْ .. !
هنالك متسعٌ للحياةِ
وأنت تمدُّ يديكَ
لتُطْعِمَ ثَغْرَ الفراشاتِ
عِطْرَكْ .. !

***

بروحيَ توقٌ وتوقٌ وتوقْ
يقولونَ : أعلى
أقولُ : وفوقْ .. !
ولو تعلم الأرضُ سرَّ الحنينِ
لفكَّتْ وثاقيَ من فرطِ ( شَوقْ )
وسافرتُ أنّى أريدُ كطيرٍ
وكبّلتُ كلَّ الحدودِ بطوقْ

***
أنا كيفَ لا أهواهُ ؟ والحبُّ اشتعالُ
الروحِ مذ بدأتْ تخاليقُ النطفْ
حتّى النخيلُ يحنُّ لو يدرِ النخيلُ
لشدّهُ من ثوبهِ حينَ ارتجَفْ
يبكي إليهِ الجذعُ منكسراً وكَمْ
في صدريَ المشتاق من جذعٍ نزَفْ !
لو لم يكن في الأرضِ إلا خطوهُ
لكفى الجياعَ قليلُ أوراقِ السعفْ !
لو أنّهم يدرونَ ؟ كم من غيمةٍ
هرعت إليهِ تظلّهُ حين انعطَفْ
كيف استطال سجودهُ , خوفاً عليهِ
من الوقوعِ صغيرُ ابنتهِ الأخَفْ
ترك الحسينَ وقد تعلّقَ فوقَهُ
خشيَ الوقوفَ وقد أظنّوه أزفْ
لكنّهُ القلبُ الذي في جوفهِ رجلٌ
على كلِّ الخليقةِ قد عطفْ
ماذا أقولُ لهُ : حبيبي ؟ بلْ أرقُّ
عليَّ حين أضيقُ من مطرٍ ندَفْ
ولكَم أتوقُ لرشفةٍ من كفّهِ
يروى الفؤادُ إذا براحتهِ ارتشفْ !

***

يا كربلاءُ تعبتُ
ماذا لو أعرتيني قليلاً من دموعكِ في مزاراتِ الحُسَينْ
يا كربلاءُ الليلُ أسودُ حالكٌ
والحبُّ مدفونٌ كجُثَّةِ عاشقَينْ !
والقبلةُ الأولى تَأذّتْ
من مرورِ رصاصةٍ قبل اكتمالِ الرعشتينْ
ما كلُّ هذا الموتِ ما ... ؟
حتّى القبورُ توسعتْ
فترى بأنَّ على صدورِ الأمهاتِ نمت من الحزن المُعقّدِ
وردتينْ !
ما ذنبُ عصفورٍ دمشقيٍّ يغنّي
كي يُوارَى صوتهُ في طلقَتَينْ
ما ذنبُ هذا الياسمينِ
على جدارِ المنزلِ القرويِّ
أنْ يذوي ولم ترجفْ بهِ بعدُ الصبايا
لمْ تُعَلِقْهُ السماءُ كنَجْمَتَينْ
ما ذنبُ أمٍّ أن تضمَّ صغيرها
المفقودَ صورةْ .. ؟!
وتعيشَ بَيْنَ جنازتينْ !
ضَعْ قُبلةً أخرى ليرتعشَ الجَسَدْ
ضَعْ قبلةً أقوى , فقدَ مات الولدْ .. !

***

الأحد، 28 يوليو 2013

وزارني يوسف زيدان



# حوليات

(28)

وزارني يوسف زيدان ..

 
حلمتٌ بالأمس القريب حلمًا غريبًا حيث قام د. يوسف زيدان بزيارتي في المنام ، وكان متأنقًا ، يرتدي بدلة سوداء وربطة عنق كحلية ، يجلس أمام طاولة ويكتب لي إهداء طويل على الصفحة الأولى من روايته " النبطي " بعد أن قمت بإهدائه ورقة بها عرض لرأيي المتواضع حول تلك الرواية ، وقد أعجب بها أيم إعجاب لذلك قرر أن يكتب لي إهداء عليها ، وقد كنت في غاية السعادة والسرور.

وبعد أن أعطاني الرواية غادر المكان ، واستيقظت أنا من النوم .

لا اعرف بالضبط هل هذه رؤية أم حلم عابر أم أضغاث أحلام أم كابوس !!

المهم أني لم اقرأ الإهداء بل احتضنت الكتاب وبقيت صامتة إلى أن غادر د. يوسف على أمل أن افتحه فيما بعد واقرأه في خلوةٍ بعيداً عن الأعين المتطفلة ، لكن للأسف استيقظت قبل قراءته!

وللعلم ، أنا لم اقرأ رواية " النبطي " من قبل ، قرأت له فقط " عزازيل " و " تجليات الحلاج " وبدأت في " اللاهوت العربي " ولم أكمله بعد .

لكن بعد أن " ناداني " يوسف زيدان فسوف ألبي ندائه وابدأ في قراءة رواية " النبطي " قريبًا .. قريبًا جدًا !

******

السبت، 27 يوليو 2013

حين تترنح ذاكرة أمي



# حوليات

(27)

في بيتنا كتاب

حين تترنح ذاكرة أمي لـ / الطاهر بن جلون

 
 
هذه هي القراءة الثانية لي مع الطاهر بن جلون بعد " تلك العتمة الباهرة " ، في هذا الكتاب يتحدث الطاهر عن والدته ومعاناتها مع مرض الخرف " الزهايمر".

وهذه هي تجربتي الأولى في القراءة الجماعية مع صالون الجمعة رغم أني لم انهي الكتاب معهم لأسباب خارجة عن إرادتي.

راقت لي بعض المقاطع في الكتاب ومنها:

·        أنا دار مهجورة ، خاوية ، دار بدون سقف ، بدون أبواب.

·        يكفي أن تدعو لي أمي لأحس أنني محميّ من كل سوء.

·        لكن الموت لا شيء ... إنه فقط مجاز إلى شيء آخر أجمل من الحياة.

في هذا الكتاب الكثير من "الصراحة" والتي احسد الطاهر عليها وخاصة أنه يسرد سيرة ذاتية عنه وعن والدته ، ووصفه لوالده بأن له لسانًا لاذعًا وأنه كان سيئًا مع والدته ، بالإضافة إلى أشياء أخرى عن أشخاص آخرين.

رغم الملل الذي أصابني في الكثير من المواقف بسبب التكرار المبالغ فيه والذي اعتقد بأن الطاهر كان يتعمد ذلك حتى يبين لنا طبيعة مرض الزهايمر إلا أنني استمتعت بقراءة هذا الكتاب لأني في الكثير من المقاطع كنتُ أرى أمي رحمة الله عليها رغم أنها لم تصاب بهذا المرض والحمد لله.

لكن آخر عشر صفحات تقريبًا أصابتني بالاكتئاب والحزن لأنها أعادت لذاكرتي حادثة وفاة أمي رحمة الله عليها ، الحديث عن الجثمان والقبر والمنزل الفارغ والمشاعر الحزينة التي انتابت الكاتب ، كلها مررت بها أنا وإخوتي.

ولولا التكرار الذي سبب لي الملل ، ولولا بعض المشاهد المبتذلة وغير المبررة والتي لم تخدم السياق لحصل هذا الكتاب على خمس نجوم.

وطبعًا كما للكاتب الحرية فيما يكتب ، فأنا أيضًا لي كامل الحرية في تقييم ما كتب حسب رغبتي ورؤيتي ، ولهذا لن يحصل الكتاب إلا على ثلاث نجمات فقط من أصل خمسة.















****


 


الجمعة، 26 يوليو 2013

التغريبة البلالية



# حوليات

(26)

في بيتنا كتاب

التغريبة البلالية لـ / بلال فضل

بعد انقطاع دام طويلاً .. أعود من جديد لقراءة كتب بلال فضل ، بصراحة الاسم مغري .. فما هي التغريبة البلالية والتي هي على وزن التغريبة الهلالية ؟

لقد تعودنا على أن كتب بلال فضل ما هي إلا تجميع لمقالاته لكن هذا الكتاب مختلف ومميز وبه شيءٌ جديد ، أتوقع أنه سوف ينال إعجاب الكثيرين ..

فالكتاب عبارة عن تدوين لرحلات بلال فضل المختلفة بين عدة بلدان ، ينقلنا معه عبر حكاية هنا وهناك.

أبكاني في قصف بيروت وحصاره هناك مع زوجته، وتذكرت حرب غزة الأخيرة وكيف علق الدكتور نبيل فاروق وكريم الشاذلي والشاعر عبد الرحمن يوسف فيها لعدة أيام قبل مغادرتها ومعايشتهم لتلك الأيام العصيبة مع أهالي قطاع غزة والذي تعرض لحرب إجرامية بشعة من قبل الجيش الإسرائيلي.

ثم ينتقل بي إلى اسكتلندا ومن ثم لأمريكا ثم يحط رحاله في تركيا ،، وما قرأته عن تركيا أبهرني وفاجئني بصراحة وجعلني أتمنى زيارتها والتعرف أكثر على أهلها وكيفية حياتهم.

وفي تركيا يحط الرحال أكثر من مرة ، تارة يبحث عن قبر عبد الله النديم ، وتارة يتناول العشاء برفقة أردوغان ويعقد المقارنات بين مصر وتركيا.

ثم يسافر بنا مرة أخرى لدمشق والكتب الممنوعة والمهربة ثم يطير بنا لنيويورك ليحدثنا عن " مسيرة إسرائيل " وعن " الخمس كاميرات المكسورة " ليعود مرة أخرى لبريطانيا ويحدثنا عن أبو موتة البريطاني.

سعدت بعودتي الكريمة للقراءة من جديد لبلال لكني كنت أتمنى أن يمنحني لحظات إثارة أكثر وأن يتناول بلاداً أخرى أكثر حيث شعرت بأن لتركيا نصيب الأسد في هذه الرحلات.
وقد لفتت انتباهي هذه العبارة :

******