الجمعة، 28 أغسطس 2015

منافي الرب


في بيتنا كتاب
منافي الرب لـ / أشرف الخمايسي


هي تجربتي الأولى وربما الأخيرة مع هذا الكاتب ، كنت قد قررت كتابة مراجعة ولو قصيرة عن الكتب التي قرأتها في الفترة الماضية بعد انتهاء الحرب الأخيرة ، لكن لسببٍ ما رغبت عن كل شيء ، فبعد انتهاء الحرب لم أعد أنا كما كنت.

كنت قد توقفت عن شره القراءة وبدأت في الابتعاد قليلًا عن عالم القراءة والكتابة ، وقد عدت مرة أخرى إلى عالمي المفضل لكني لم استعد عافيتي القرائية بالشكل المناسب أو على الأقل بالشكل الذي كنت أوده.

ورغم عودتي للقراءة إلا أنني لم أوفق في العودة إلى كتابة المراجعات الخاصة بتلك الكتب ، وسوف أحاول جاهدة تعويض ما فاتني وإن كنتُ أشك في ذلك.

نعود إلى هذه الرواية ، بداية تعارفي على الكاتب كانت من خلال صفحات الفيس بوك ، وقد سمعت أن هذه الرواية قد تم ترشيحها لجائزة البوكر العربية ورغم ذلك لم اتشجع لقراءتها ، ثم صدر للكاتب رواية أخرى بعنوان انحراف حاد وقد حاولت البدء بقراءتها لكني توقفت بعد قراءة ثلاثة صفحات تقريبًا كعادتي مؤخرًا.

وفجأة دون مقدمات ، قرأت إحدى المراجعات على موقع الجودريدز عن منافي الرب ولا اعرف سببًا محددًا جعلني ابحث عن الرواية وابدأ في قراءتها.

في البداية شعرت بالملل والضجر لكني أصررت على المواصلة في محاولة للخروج من الدائرة المفرغة التي أدور فيها وقد صاحبني للأسف شعور الملل طوال القراءة.

ملاحظاتي على الرواية:

الكاتب حاول بكل الطرق أن يقنعني بأنه " عميق " ويكتب رواية " عميقة " لكنه فشل بالنسبة لي فشلاً ذريعًا في ذلك ، لأني كنت اشعر بالتصنع وإدعاء العلم والفلسفة.

الكاتب حاول اللعب في ملعبي الدين والجنس لأهداف هو يعلمها وحده وإن كنت أشم رائحة الرغبة في الشهرة ، فنجده وقد دخل يعوم في الدين ويحلل ويفتري على الله وعلى الأنبياء ويورد أحاديث على لسانهم ما أنزل الله بها من سلطان ثم نجده وقد دخل في عالم الجنس فاستخدم ألفاظ بذيئة تخدش الحياء وتثير التقزز والاشمئزاز ، ولوهلة شعرت وكأن محمد شكري قد نط في وجهي خارجًا من "الخبز الحافي".

المهم ، العبرة في الموضوع أنني لم أعجب بهذه الرواية واعتقد بأنها سوف تكون حاجز بيني وبين القراءة لأشرف الخمايسي مرة أخرى.

ملاحظة:

كنتُ أنوي أن أؤجل كتابة مراجعة لهذه الرواية بالذات ، لأني لا أريد أن يزج باسمي في الحرب الأدبية القائمة بين أشرف الخمايسي وآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أرجو عدم تحميل الموضوع أكبر من حجمه فهذا مجرد رأي في رواية وليس في شخص الكاتب، وربما اقرأ كتاب أخر لنفس الكاتب ،وإن كنت استبعد ذلك في الوقت الراهن ، وأعجب به أيما إعجاب ، من يدري!

*****


الخميس، 20 أغسطس 2015

فن الرواية


في بيتنا كتاب
فن الرواية
لـ / ميلان كونديرا


لقد اخترت هذا الكتاب لقراءته بناءً على اسم الكتاب وليس اسم مؤلفه ظنًا أنه يتحدث عن فن كتابة الروايات في محاولة مني لسبر أسرار هذا العالم ، وقلت في نفسي بأنه ربما يكون أيضًا تجربة جيدة للبدء في القراءة لكونديرا ، لكني فوجئت بالكاتب يتحدث عن بعض الشخصيات التي وردت في الروايات الأوروبية الشهيرة بالإضافة إلى شخصيات أبطاله في رواياته التي لم اقرأها بعد ، وهذا الشيء أزعجني وبشدة لأني لم أكن اعرف عما أو عمن يتحدث بالضبط.

فهذا الكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص التي وضعها كونديرا حول تأملاته وآرائه المختلفة في الرواية الأوروبية وروايات كافكا وبعض الكلمات الجوهرية التي وردت في رواياته المختلفة.

الكتاب كان بالنسبة لي ضبابيًا ، لذلك شعرت بالحيرة والتشتت والضيق، ورغم ذلك واصلت القراءة على مضض ، وقد أحسست بأنه قد تم خداعي بهذا العنوان البعيد عن المضمون أو المحتوى.

لو قرأت هذا الكتاب بعد قراءتي لروايات كونديرا لكان اختلف الأمر وما كان بهذا السوء كما رأيته للأسف.

على أية حال ، لقد استمر الاحساس بالخديعة في صحبتي حتى أنهيت الكتاب بكثير من الضجر والملل وتقليب الصفحات سريعًا.

لكن كلمة حق تُقال ، اعتقد بأن العيب ربما ليس في كونديرا أو كتابه بل هو في قدرتي الضعيفة على استيعاب ما ورد فيه. 

*****

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الإنسان يبحث عن المعنى


في بيتنا كتاب
الإنسان يبحث عن المعنى
لـ / فكتور فرانكل


من الكتب الأكثر روعة وتأثيرًا في حياة الفرد وفكره ، هذا الكتاب من الكتب التي تجعلك تقف لوهلة مع نفسك ، تتفكر في ذاتك ، من أنت وما هدفك من الحياة وما المعنى الذي تبحث عنه في هذه الدنيا ، هذا المعنى الذي قد يجعلك تتحمل مشاقها ومصاعبها اللامتناهية ، تتحمل هذه الدنيا بكل ما تحمله من سوء وظلم وضعف ودونية وطغيان وكراهية.

لماذا يستسلم البعض ويضع حدًا لحياته عندما يقابل أتفه المشاكل أو الصعوبات ، بينما يقاوم البعض الآخر ويستمر في الحياة وهو يقابل أكبر المعوقات وأشرس الكوارث والمصائب.

ما السر في ذلك، ما/من الذي يمنحنا القوة الكافية لمجابهة كل هذا ويجعلنا نستمر في كل هذا العبث الذي نختبره ونحن على دراية كافية بأنه لا مفر من النهاية المتمثلة في الموت تاركين كل شيء خبرناه خلفنا دون عودة أو استفادة منه في حياتنا الأخرى.

النقطة الجوهرة التي يتحدث عنها الكاتب هنا هي العلاج بالمعنى فيقول : أساس هذا أن الإنسان إذ وجد في حياته معنى أو هدفًا فإن معنى ذلك أن وجوده له أهميته وله مغزاه وأن حياته تستحق أن تعاش بل أنها حياة يسعى صاحبها لاستمرارها والاستمتاع بمغزاها.

هذا الكتاب أعطاني دفقة من الأمل وقضى – بعض الشيء – على كبوات اليأس التي تعتريني بين الفينة والأخرى.

أما نقطة خلافي الوحيدة مع الكاتب أنه أغفل موضوع هام وهو موضوع الايمان بالله وباليوم الآخر وبحرمانية الانتحار.

ومن الجدير بالذكر أن المدرسة النمساوية الأولى في العلاج النفسي هي مدرسة فرويد والمدرسة النمساوية الثانية فهي مدرسة آدلر، أما المدرسة النمساوية الثالثة في العلاج النفسي هي مدرسة فرانكل صاحب هذا الكتاب.

أنا سعيدة جدًا لقراءتي هذا الكتاب وتعثري به بالصدفة البحتة واعتقد بأنني لن أنساه بسهولة.

أما هذه فليست اقتباسات من الكتاب بل ملاحظات شخصية سجلتها حيث كان لها ومضات خفية داخل نفسي وأحببت أن اشاركها معكم.