الجمعة، 23 نوفمبر 2012

وانتصرت




وانتصرت ..


نامي هنيئاً ، الليلة يا غزة
وغداً لملمي جراحكِ وانتصبي
قد أُطفِئتْ عواميد السحاب
بقاذفات الحممِ واللهبِ

***

طيرٌ أبابيل ..
في فمها حجارةٌ من سجيل
تلهو في سمائكِ وتلعبِ

***

" ثمانية "  ولو لم يمسسها نورٌ
أضاءت في القلبِ
وزرعت الفرحة المنقوصة
في قلوب الثكالى ولو بالسلبِ

***

نعم ، فراق الأحبةِ موجعٌ
لكن رحمة ربي
وسعت كل رحبِ

***

فـ افرحي ..
بنصرٍ من الله مؤزرٍ
بعد انقضاء الشدة والنَصَبِ

***

كُتبت ليلة إعلان التهدئة  21 نوفمبر 2012

****

الأحد، 16 سبتمبر 2012

صبرا وشاتيلا ، المذبحة




في بيتنا كتاب

صبرا وشاتيلا ، المذبحة

لـ : صفاء حسين زيتون



أنقاض شاتيلا مرت بنا فجرا
والريح في صبرا تطفي القناديلا
يا طارقين الباب لن نفتح الآنَ
قد سافر الأحباب وكان ما كانا
ليل وسفاح والكوكب اهتزا
هم صادروا الزيتون وأحرقوا الأرزا
لن نترك الميدان ولتشهد الدنيا
الموت للطغيان وشعبنا يحيا

(فرقة العاشقين)

****


في الذكرى الثلاثين للمذبحة ، يجب أن نقرأ عنها لكي لا ننسى ، فأيلول الأسود يرمي بثقله على كل فلسطيني ، فهو شهر المجازر والانتهاكات والهزائم والخيبات أيضاً.

وفي هذا الكتيب تنقل لنا المناضلة والكاتبة الفلسطينية صفاء حسين زيتون شهادات حية لأناس عاصروا مجزرة مخيمي صبرا و شاتيلا  الفلسطينيين ، كما تنقل لنا تفاصيل المجزرة التي راح ضحيتها ما بين 3500 إلى 4000 شهيد ما بين طفل وامرأة وشيخ وشاب على يد ميلشيات الكتائب اللبنانية المسيحية تحت غطاء إسرائيلي صهيوني بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية من بيروت الغربية عام 1982م.

تنقل لنا صور ومشاهد المذبحة التي استمرت لثلاثة أيام من تقطيع أوصال واغتصاب وفقأ عيون الأطفال والنساء والشيوخ والتمثيل في جثثهم  ومن ثم دفنهم في قبور جماعية أو تركهم للذباب والحشرات تنهشهم في شوارع المخيمين دون أن يسمع أحد خارج المخيم عن تلك المجزرة إلا بعد أن انتهت.

تقول الكاتبة:

" أكثر من أربعة آلاف ضحية , لكل منهم قصة, بعضها قصير جداً , ولد أثناء حصار بيروت و ذبح و هو يرضع قبل أن يبلغ سن التمييز بين الأصوات والألوان, و بعضها طويل جداً: ولد في فلسطين في أواخر القرن الماضي , أجبر على الهجرة مراراً , دفن أبناء وأحفاد سقطوا شهداء على طريق العودة إلى فلسطين ,حمل ذاكرته وحاول الخروج من المخيم أثناء المذبحة, ذبح جهاراً نهاراً و تعرفت عليه كاميرات المصورين حياً و مذبوحاً".

توجه الكاتبة هذا الكتيب لأصحاب الضمائر الحية مذكرة إياهم بأن تلك المذبحة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في حياة الشعب الفلسطيني.

وفي نهاية كتيبها توجه كلامها للقارئ فتقول:

" على القارئ أن يتخيل القصص والتفاصيل .. على القارئ أن يتخيل عبارة مثل: كان بالمستشفى حوالي ألف مدني ، عندما عدنا كانوا قد أخذوا وقتلوا .. ألف في عبارة واحدة .. على القارئ أن يقرأ هذه العبارة آلاف المرات ، لأن هذه الكلمة الصغيرة تعني ألف إنسان .. ألف حكاية .. ألف مأساة ".





****

الخميس، 13 سبتمبر 2012

الأجنحة المتكسرة




في بيتنا كتاب

الأجنحة المتكسرة

لـ : جبران خليل جبران

الآن فقط عرفت لماذا وقعت مي زيادة في غرام جبران خليل جبران !

سمعت الكثير والكثير عن جبران ومي ، وآثرت في نفسي أن ابدأ بالقراءة أولاً لمي ربما لأنها أنثى مثلي ، أما الآن فقد حان دور ذلك الأديب الحالم ، وكانت رائعته " الأجنحة المتكسرة " هي البداية .. منذ أن بدأت عيناي تلتهم روايته أو قصة شبيبته .. تراقص أمام ناظري مقطعٌ قديمٌ من قصيدة كتبتها في زمن شبيبتي أقول فيها :

" هنــــــــــــــاك هنــــــــــــــاك
لا يجلس أحدٌ سواي
يبكي على أطلال ذكراي
وعاري وما اقترفته يداي
وقلباً كسيراً ضمته عيناي "

إنها ذكريات عهدنا الأول بكل شيء هو طاهر ونقي في حياتنا ، عهدنا بكل شيء لم تلوثه أيدي الآخرين بعد.
هنا يسترجع جبران ذكرياته مع الحب الأول الذي طرق باب قلبه وهو في الثامنة عشر من عمره ، ويجبرنا  - بمحض إرادتنا – أن نعود معه لنستمع إلى آهات قلبه وندبات حزنه .

قد تبدو قصص الحب الأول متشابهة .. لكنها بالتأكيد مع جبران مختلفة كل الاختلاف ، فجبران هنا ليس مجرد عاشق ، بل مفكر وفيلسوف يبحر بنا عبر مقطوعات كلامية ، تجعلنا نتوقف لنتأمل ما خط قلمه ، وما أكثر تلك المقطوعات التي قد نخرج بها من أعماق أعماقه لنحملها في ثنايا الروح وشغاف القلب.

مع جبران تعلمت أن " الشيوخ يرجعون بالفكر إلى أيام شبابهم رجوع الغريب المشتاق إلى مسقط رأسه ، ويميلون إلى سرد حكايات الصبا ميل الشاعر إلى تنغيم أبلغ قصائده ، فهم يعيشون بالروح في زوايا الماضي الغابر ، لأن الحاضر يمر بهم ولا يلتفت ، والمستقبل يبدو لأعينهم متشحاً بضباب الزوال وظلمة القبر".

ومع جبران أدركت أن " أصحاب النبوغ تعساء مهما تسامت أرواحهم تظل مكتنفة بغلاف من الدموع".

وأن" النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما – فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها ، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور ، والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً".

وكيف أنسى أن " المحبة هي الزهرة الوحيدة التي تنبت وتنمو بغير معاونة الفصول".

لقد تحدث جبران هنا عن معاناة المرأة الشرقية التي تنتقل عزيزة من بيت والدها لتعيش ذليلة في بيت رجل أخر يقال عنه " زوجها " ، لتعيش معذبة الروح ، مهلكة الجسد ، كما يشبه وضع المرأة المزري في ذلك الزمان بوضع الأمة الضعيفة المتهالكة بين حكامها وكهانها.

فيقول: " إن المرأة من الأمة بمنزلة الشعاع من السراج ، وهل يكون شعاع السراج ضئيلاً إذا لم يكن زيته شحيحاً ؟".

أيها الجبران :

يبدو أني وقعت أسيرة شباك كلماتك ، كما وقعت مي أسيرة في شباك غرامك!

فإن نفسي المتهالكة والمُتَعبة التي تهوى العزلة والانطواء قد وجدت ضالتها بين سطور كلماتك ، ووجدت خلاصها بين ثنايا حروفك لأن " النفس الكئيبة تجد راحة في العزلة والانفراد فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى في كهفه حتى يبرأ أو يموت".

لقد جعلت الحنين يجرفني إلى صدر أمي ويزيد من لوعتي على فراقها حينما قلت : " الأم هي كل شيء في هذه الدنيا ، هي التعزية في الحزن ، والرجاء في اليأس ، والقوة في الضعف ، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران ، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه .. " صدقت يا جبران – أي والله – صدقت .

فإن قلوبنا تحملها أجنحة متكسرة ، ما طارت بنا نحو أملٍ بعيد حتى وقعت مضرجة بدمائها بعد أن عجزت عن الوصول إلى الأفق المنشود والغاية المرجوة.

فـــــــــــ" أشفق يا رب وشدد جميع الأجنحة المتكسرة " .

ملاحظة:

الكلمات باللون الأزرق هي اقتباسات من الكتاب ، لتحميل نسخة منه اضغط : هنـــــــــــــا.

****

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

لفتة جميلة من الأخت العزيزة زينة زيدان





لفتة جميلة من الأخت العزيزة زينة زيدان

قامت الأخت العزيزة زينة بالكتابة عن سلسلة " هؤلاء أسلافي " والتي قمت بإعدادها وتقديمها في حملة التدوين اليومي السابقة ، كما قامت بالإشارة إلى مولودي الأول إن شاء الله " حد الوجع ".

سعدت جداً بهذه التدوينة وبالتعليقات الجميلة عليها.. فألف شكر للعزيزة زينة ولكل المعلقين .. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي دائما وأبداً .. 

بالنسبة للسلسلة فلقد أخذت مني مجهود جبار وخاصة أن الكتابة كانت بشكل يومي دون انقطاع ، إلا أن ردود الأفعال تجاه تلك السلسلة أشعرتني بأن تعبي لم يذهب سدى .. فشكراً لكل شخص تابع السلسلة أو استمتع بقراءتها .. وألف شكر مرة أخرى يا زينة على الكلمات اللطيفة التي كتبتها في حق السلسلة وفي حقي ..

لقراءة التدوينة من مدونة " شروق الشمس " : اضغط هنــــــــــــــــــا .

****

السبت، 4 أغسطس 2012

تلك العتمة الباهرة




في بيتنا كتاب

تلك العتمة الباهرة

لا اذكر بالضبط من الذي رشح لي قراءة هذه الرواية ، إلا أني قمت بتحميل نسختها الالكترونية وأرجئت قراءتها حتى أفرغ من الكتب التي تزدحم على رف " الكتب المقروءة حالياً ".

ذات يوم بينما كنت مستغرقة في قراءة رواية " فرج " لرضوى عاشور ، مرت عليا كلمة " تزمامارت " وهو اسم معتقل مغربي ، مورست ضد قاطنيه أبشع صور التعذيب الجسدي والنفسي ، وبقيت تلك الكلمة عالقة في بالي لفترة طويلة ، ولم أتصور أن هناك من كتب عن ذلك المعتقل البشع ، وأن تلك الرواية التي أرجئت قراءتها ما هي إلا رواية لأحد معتقلي ذاك السجن!

أثناء قراءتي لكتاب " خمس دقائق وحسب " لهبة الدباغ ، سارع بعض الأصدقاء بطرح نماذج أخرى وكتب شبيهة بهذا الكتاب منها: " القوقعة " للسوري مصطفى خليفة و" تلك العتمة الباهرة " للمغربي الطاهر بن جلون ، فتذكرت على الفور أن تلك الرواية موجودة بحوزتي ، وقررت البدء بها لأرى النموذج المغربي في الاعتقال والتعذيب.

وقد هالني ما قرأت ، كيف يُساق ضباط وجنود إلى انقلاب عسكري وهم لا يعرفون شيئا ، بل يعتقدون بأنهم في إحدى المناورات العسكرية الدورية ، هذا ما حدث بالضبط أثناء المحاولة الفاشلة لاغتيال العاهل المغربي الحسن الثاني في منطقة الصخيرات عام 1971م.

بعد أن تم اعتقال كل من شارك بالانقلاب ، قامت السلطات بإعدام كبار الضباط الذين قادوا الانقلاب ، أما صغار الضباط والجنود ، فقد تم الحكم عليهم بالسجن لمدة عشر سنوات في سجن القنيطرة ولكن سرعان ما تم نقلهم إلى معتقل تزمامارت عام 1972 م ، ليموتوا هناك ألف مرة في اليوم الواحد قبل أن يحصلوا على العفو الملكي في عهد العاهل المغربي الجديد محمد السادس عام 1991م.

كان عددهم 58 معتقلاً وبعد ثمانية عشر عاماً خرج من ذاك المعتقل 28 أسيراً بعد وفاة 30 آخرين!

إنه الجحيم نفسه .. يروي الكاتب الطاهر " والذي هوجم فيما بعد لصمته الطويل قبل كتابة تلك الرواية التي تفضح المأساة التي مورست بحق هؤلاء" ، يروي كيف مات 30 أسيراً .. ورغم أن الأسباب قد تعددت وأن الموت واحد .. إلا أن موت كل شخص منهم كانت صدمة وفاجعة مختلفة عن أختها ، فمنهم من مات بسبب الإمساك وأخر بسبب الإسهال ، وهناك من مات بعد أن أكلته الصراصير ، ومن مات مسموماً ببيوض الصراصير أو ملدوغاً من عقرب ، ومنهم من مات بعد أن قام بشنق نفسه أو من قام برطم رأسه في الجدار ، ومنهم من أصابه الجنون الذي أدى إلى موته فيما بعد ، والكثير من القصص المخيفة والمرعبة في ذلك القبر أو الحفرة التي وضع كل شخص فيها ، بحيث لا يدخلها النور أبداً ولا يستطيع المُعتقل أن يقف معتدل الظهر مما سبب لهم ضعفاً وآلاماً مبرحة في الظهر وفي المفاصل .. ثمانية عشر عاماً ، تخيل معي ، ثمانية عشر عاماً داخل قبر وأنت مازلت في عداد الأحياء ، أي ظلم وأي جبروت هذا الذي يدفع بإنسان ليقوم بتلك الأفعال الشاذة تجاه إنسان أخر لمجرد أنه أخطأ – مهما كان ذلك الخطأ – هل يستحق أن يعاقب بذلك العقاب ؟!

لطالما سألت نفسي هذا السؤال بعد انتهائي من قراءة تلك الرواية ، وصدق الكاتب حين قال على لسان والدة بطل الرواية " سليم " : " إني أعرف مقدار ما يستطيعه البشر إذا قرروا أن يؤذوا بشرًا آخرين".

فـتذكر أيها الإنسان إذا ما دعتك قدرتك على ظلم الناس ، فتذكر قدرة الله عليك.


رواية مرعبة ومخيفة بحق ولكنها جديرة بالقراءة ، للتحميل .. رابط مباشر من هنــــــــــا 


*****

الأحد، 29 يوليو 2012

خوف



خوف

" قصة قصيرة "

في طريق عودتهم من المدرسة .. مر أحمد وصديقه وائل من أمام الملعب الترابي القريب من الثكنة العسكرية الصهيونية  .. رأوا بعض الفتية وهم يلعبون كرة القدم .. اقترح وائل على صديقه الانضمام إليهم .. تردد أحمد قليلاً ولكنه قبل في النهاية طالباً من صديقه عدم التأخر في العودة للمنزل .. خوفاً من غضب والده.

-         مرر الكرة بسرعة .. هيا !
-         لا أستطيع .
-         لماذا ؟
-         أخاف على الحذاء الجديد ، أخاف أن أتلفه فيغضب مني والدي .
-         أوه .. حسناً .. ضعه من قدمك ، والعب بدونه .
-         حسناً.

حاول أن يلعب .. لكن الكرة أبت أن تأتي إليه .. حاول أن يلاحقها من هنا وهناك .. ولكنها لا تأتي .. انتظر قليلاً لعلها تكون من نصيبه هذه المرة.

علّت صيحات الفتية ، واختلطت الأصوات .. لم يسكتهم سوى وابل من الرصاصات التي اخترقت عالمهم من الثكنة العسكرية القريبة من الملعب ..

صمتوا وانتظروا .. وسرعان ما هربوا من الملعب بعد أن رأوا الرصاصات تغوص تحت أقدامهم في التراب ..
بعضهم خاف .. والبعض الآخر بدأ في الضحك .. هربوا بسرعة من الملعب .. ورصاصات العدو تلاحقهم ..

-         انتظر ..
-         انتظر ماذا ؟
-         لقد نسيت حذائي .
-         إذن ؟!
-         سوف أعود واحضره .
-         هل جننت ؟
-         أخاف أن يوبخني والدي إذا عدت إلى البيت حافياً بدون حذائي الجديد.
-         دعك من الحذاء الآن .. لنهرب قبل أن تصيبنا تلك الطلقات..
-         لا .. سوف اذهب لأحضره ..وأعود سريعاً .. انتظرني هنا.

لم ينتظر رد صديقه .. أسرع بخطواته نحو الملعب .. يتسارع في داخله الخوف من الرصاص والخوف من والده.

لم يعبأ بالرصاص .. ظل فكره مشغولاً بالعقاب الذي سوف يحل عليه إن عاد إلى البيت بدون الحذاء.

اقترب أكثر فأكثر .. التقط حذائه .. وقبل أن يهم بالعودة .. وقع على الأرض مضرجاً بدمائه .. نظر إلى صدره وإذا بالدماء تغطي قميصه .. أسند رأسه على الأرض .. شعر بالبرودة تجتاح جسده الصغير .. وقال قبل أن يغمض عينيه للأبد:

سوف يغضب والدي كثيراً .. لأني لطخت قميصي الأبيض بالدماء !


*****



الجمعة، 27 يوليو 2012

خمس دقائق وحسب




سلسلة " في بيتنا كتاب "

كتاب " خمس دقائق وحسب .. تسع سنوات في سجون سوريا "

للكاتبة : هبة الدباغ

كانت تسكن بجوار بيتنا فتاة فلسطينية قادمة مع عائلتها من سوريا حيث استقروا في غزة ، وقد نشأت علاقة صداقة بين تلك الفتاة وبين أختي الكبرى ، وذات يوم جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ، وطلبنا منها أن تحكي لنا عن سوريا والحياة هناك .. فإذا بالفتاة تصف لنا قسوة النظام السوري في التعامل مع المواطنين والمعارضين له ، وكيف أنه يمنع على الفلسطيني إحضار كتب معه من الخارج وهو داخل إلى الأراضي السورية ، والتشديد عليهم ومراقبتهم المكثفة.. بالإضافة إلى عشرات القصص والنوادر عن الأوضاع هناك وأن الحياة في غزة المحتلة والمحاصرة أفضل بكثير من الحياة هناك في ظل تلك الظروف.

بقيت كلماتها عالقة في ذهني لفترة طويلة ، حتى قرأت ذات يوم عن مجزرة حماة في عهد حافظ الأسد في الثمانينات من القرن الماضي والطريقة البشعة التي تم فيها قتل آلاف البشر لمجرد الاختلاف في الرأي أو المذهب ، وكيف تم تدمير مدينة كاملة وإبادة أهلها لمجرد وجود عناصر " خارجة عن النظام " فيها ، ومعاقبة أهلها أشد عقاب لإيوائهم تلك " العناصر المخربة " من وجهة نظر النظام العلوي الحاكم .

وعندما بدأت الثورة السورية ، لم استغرب تصرفات النظام والشبيحة ضد المواطنين والأطفال السوريين وعمليات القتل البشعة التي مورست بحقهم في مجزرة الحولة وغيرها، فهذا الشبل بشار من ذاك الأسد حافظ !

كل يوم نسمع القصص التي تشيب الولدان وتندى لها جبين الأمة جمعاء ، عمليات قتل ممنهجة وتدمير قرى وبلدات كاملة تحدث هنا وهناك ، دون رادع وكأن الشعب السوري مجموعة خراف ترعى في حظيرة الأسد ، والذي يحق له ذبح من يريد وبالكمية التي يريدها.

ومن هنا بدأ اهتمامي يزداد لمعرفة إبعاد وأصول الحكاية في سوريا ، وطبعا سبيلي الوحيد هو القراءة ، فقرأت قبل فترة كتاب " حيونة الإنسان " للكاتب السوري ممدوح عدوان والآن انتهيت من كتاب " خمس دقائق وحسب " للسورية هبة الدباغ.

وقد هالني ما قرأت في ذاك الكتاب ، الذي هو عبارة عن مذكرات الكاتبة في السجون السورية لمدة تسع سنوات وكل تهمتها أن لها أخ ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وأنه تم اعتقالها لتكون رهينة عند النظام حتى يسلم أخوها نفسه للسلطات.

تحكي الكاتبة عن كيفية اعتقالها وتعذيبها أثناء التحقيق وحبسها في مكان أقرب ما يكون للقبر ، ومقتل جميع أفراد عائلتها في مجزرة حماة ، كما تتناول قصص وحكايات المعتقلات الأخريات وكل حكاية تفزع القلب وتقض المضجع.

حكايات وأسماء نساء تعرضن لأبشع أنواع التعذيب وتهمتهن أنهن أمهات أو زوجات أو حتى أخوات لأعضاء في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين ، وبعضهن لا صلة لهن بالتنظيم ولا جماعته ، ولكن تم اعتقالهن لمجرد الاشتباه أو حتى البلاغ الكاذب بحقهن.

قدمت للكتاب السيدة زينب الغزالي صاحبة كتاب " أيام من حياتي " والتي لا يختلف حالها كثيرا عن حال الكاتبة ، فقد عانت هي الأخرى في السجون المصرية في عهد عبد الناصر لانتمائها لتنظيم الإخوان المسلمين.

الكتاب صدر باللغة الإنجليزية ومن ثم تمت ترجمته للعربية ، وهو في حد ذاته كتاب جيد إلا أن لي بعض المآخذ عليه وهي لا تنتقص من قدره ولكن لو تم الآخذ بها لخرج الكتاب بصورة أفضل وهي:

·        أن هناك الكثير من الأخطاء الإملائية والمطبعية في النسخة الالكترونية.
·        كنت أفضل لو أن الكاتبة استعانت بكاتب مختص وموهوب حتى يخرج لنا الكتاب كقطعة أدبية وليس مجرد كلمات مرصوصة بجوار بعضها بدون لمسة إبداع أو حس أدبي.
·        شعرت في بعض المواضع أن الكاتبة لم توفق في إيصال الصورة أو المعلومة لنا بشكل صحيح وسليم ، كما أنها أخفقت في ربط الأحداث بعضها ببعض حيث شعرت بالكثير من الفجوات بين السطور ، وأدخلتني في دوامة ومتاهة لربط الأسماء بالأحداث وخاصة أن الكاتبة تناولت في كتابها قصص عشرات النساء المعتقلات من هنا وهناك حيث اختلطت الأسماء بعضها ببعض ولم أعد أتذكر قصة كل واحدة منهن بشكل صحيح.

ورغم تلك المآخذ إلا أن الكتاب يستحق القراءة ، فهو توثيق لفترة خطيرة في التاريخ السوري المعاصر ، ولقد شجعني هذا الكتاب لقراءة كتاب أخر وهو " القوقعة " للكاتب السوري المسيحي مصطفى خليفة يتحدث فيه الكاتب عن اعتقاله من المطار أثناء عودته من الخارج ، والتهمة: الانتماء إلى الإخوان المسلمين !!!


لتحميل نسخة من الكتاب .. اضغط هنـــــــــــــــــا

 *****






السبت، 21 يوليو 2012

كتابي .. كتاب " حـــد الوجـــع "


كتابي :)


قراءة ممتعة أتمناها لكم

الكتاب متوفر في معرض فيصل الرمضاني  في مصر 


من 26 /7 وحتى 10 / 8 ان شاء الله

المعرض يقام على أرض الهيئة العامة للكتاب، بمحطة الطالبية - فيصل

وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم















الخميس، 19 يوليو 2012

دلال المغربي




هؤلاء أسلافي

( 28)

دلال المغربي

ولدت الشهيدة دلال المغربي عام 1958 م في مخيم صبرا ، وهو أحد مخيمات بيروت لأسرة من يافا هاجرت إلى لبنان بعد نكبة عام 1948 م ، تلقت دلال تعليمها الابتدائي في مدرسة يعبد، والإعدادي في مدرسة حيفا وكلتاهما تابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت.

انضمت إلى صفوف الفدائيين وهي على مقاعد الدراسة ، شاركت في العديد من الدورات العسكرية وتدربت على جميع أنواع الأسلحة ، وعُرف عنها جرأتها وحماسها الثوري والوطني.

تم اختيارها - وهي في العشرين من عمرها - لتترأس مجموعة فدائية مكونة من عشرة أشخاص والقيام بعملية نوعية لضرب دولة الاحتلال في عقر داره ، حيث قام أبو جهاد بالإعداد لهذه العملية.

سميت العملية ب " عملية الشهيد كمال عدوان " ، وسميت الفرقة المنفذة للعملية باسم " فرقة دير ياسين " ، كان الهدف من العملية هو السيطرة على حافلة عسكرية إسرائيلية والتوجه بها إلى مبنى الكنيست في تل أبيب.

بدأت العملية يوم 11 مارس 1978 م حيث وصلت دلال وفرقتها إلى الشاطئ ومن ثم قاموا بالاستيلاء على حافلة عسكرية واتخذوا من جنودها رهائن ، وتوجهوا إلى تل أبيب ، وكانوا يطلقون النار على السيارات العسكرية المارة بجوارهم ، حيث أوقعوا الكثير من الإصابات في صفوفهم.

وعندما اقتربت الحافلة من تل أبيب ، صدرت الأوامر الإسرائيلية بالهجوم عليها ، حيث استشهدت دلال ورفاقها ونجا فدائي واحد هو خالد أبو إصبع حيث تم اعتقاله بعد إصابته ومن ثم حوكم ب 12 مؤبد و10 سنوات ، وتم الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى عرفت باسم " صفقة أحمد جبريل "  عام 1985م ليروي تفاصيل العملية والتي أطلق عليها " عملية الساحل ".

وللشهيدة دلال صورة شهيرة يظهر فيها ايهود باراك وهو يشدها من شعرها بعد استشهادها. 

ولقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن في اليوم الثاني للعملية بسقوط 37 من الإسرائيليين وأكثر من 100 جريح.

قامت دولة الاحتلال بالتحفظ على جثمان الشهيدة ورفضوا تسليمه لأهلها لأكثر من ثلاثين عاماً ، وثم وضع جثمانها في مقبرة الأرقام إلى أن تمت صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل في 17 تموز 2008م ، حيث تم إعادة جثتها لعائلتها في لبنان ليتم دفنها بالطريقة التي تليق بالشهيدة الفدائية البطلة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: كتاب " فلسطينيات " – امتياز النحال زعرب ، مخطوط.


******



الأربعاء، 18 يوليو 2012

هند الحسيني




هؤلاء أسلافي

(27)

هند الحسيني

تعتبر الرائدة هند طاهر الحسيني علم من أعلام التربية والاجتماع في فلسطين ، حيث كرست حياتها لخدمة ورعاية الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء.

ولدت في القدس ، وقد توفى والدها وهي طفلة لم تتجاوز العامين ، درست في مدرسة البنات الإسلامية حيث أنهت المرحلة الابتدائية عام 1932م ، ثم التحقت بالكلية الإنجليزية للبنات وتخرجت منها عام 1937 م.

عملت في حقل التدريس حتى عام 1945 م ، ثم تركته لتعمل في المجال الاجتماعي التطوعي.

أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس وقامت بإنشاء بساتين للأطفال ، ومراكز مكافحة الأمية ، بالإضافة إلى تعليم الخياطة.

قامت بجمع 55 طفلاً وطفلة من أيتام قرية دير ياسين بعد وقوع المذبحة فيها عام 1948م حيث وضعتهم في غرفتين في سوق الحصر بالبلدة القديمة ، ومن هنا جاءتها فكرة تأسيس دار الطفل العربي في القدس.

أنشأت مدرسة داخل دار الطفل من أجل تعليم الأطفال الأيتام حيث استخدمت في البداية الكراج وإسطبل الخيل كصفوف مؤقتة ، وفي عام 1961 م قامت ببناء الطابق الأول من بناية المدرسة ، ثم حولتها إلى مبنى كبير بفضل تبرعات الأهالي والمؤسسات وذلك عام 1970 م.

تطورت مؤسسة دار الطفل العربي حيث أصبحت صرحاً تعليمياً متكاملاً ، يضم :

·        الحضانة وبساتين الأطفال .
·        المرحلة الإعدادية والثانوية.
·        قسم الكمبيوتر والسكرتارية.
·        برامج مكافحة الأمية.
·        الخياطة والتدبير المنزلي.

كما تم إنشاء معهد التربية والخدمة الاجتماعية عام 1971 م ، وفي عام 1982 م تم إنشاء كلية الآداب الجامعية للبنات ، كما تم افتتاح مركز الأبحاث الإسلامية ، وفي عام 1992 م تم إنشاء معهد الآثار والحضارة الإسلامية، وهو يمنح درجة الماجستير.

أنشطتها:

·        أسست جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس.
·        أسست دار الطفل العربي في القدس عام 1948 م.
·        عضو في العديد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية.
·        شاركت في تأسيس جمعية المقاصد الخيرية في القدس.
·        رئيس مجلس أمناء كلية الآداب للبنات ـ جامعة القدس.
·        عضو مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي.
·        عضو جمعية اليتيم العربي.
·        عضو في جمعية الفتاة اللاجئة.
·        عضو مجلس أمناء جامعة القدس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: كتاب " فلسطينيات " – امتياز النحال زعرب ، مخطوط.


****