الأربعاء، 5 أبريل 2017

They were three


They were three

She was sitting and watching the light drizzle which was pouring out smoothly on the window of her room.

Everything disappeared ,she no longer saw the giant sycamore tree which draws itself as a legend coming from the world of One Thousand and One Night, she no longer heard the laughter of the children, no longer saw the confusion in their small innocent eyes.

she lost all of her senses, they interfered with each other , she couldn't know how to differentiate between this sense and that.

She turned her back on the gloomy window , and took off with scared eyes and a quivered heart to the airport of the memories to land on the runway of pain tinged with anticipation.

A whole year of death of the smile and absence of the familiarity.

For a whole year, she was still sitting in the same place, with the same clothes, the same spirit and the same body, waiting and waiting. She was not waiting for their return, but waiting for the day to catch her flight to join them.

They left her with no word and no good-bye.

They were three. Yes , they were.

They were dressed in the white. And the crumbs of the musk roses perfumed their small bodies, and spread  the perfume on who ever saw them and tried to race their footsteps.

They were three. Yes , they were.

 They colored the flower of her life, painted her beauty, her charm and her luster. They granted her the most beautiful title which any woman dreamed of.

They were three. Yes , they were.

They fell into a deep sleep , they did not want anything from this cruel world except comfort and tranquility.

They were three.

They just wanted to play with dolls and yellow sand which is scattered on the borders of hope and patience .

They were surprised by treacherous winds which crushed their green bodies. Their shreds flied everywhere and perfumed the places with a smell of flower which did not bloom yet.

They named it in the news as "land mines" and she named it in her heart as "human malice".

They said "they were just three children , two boys and a girl", they were just numbers in their eyes, but for her, they were three pieces of her liver walking on the ground.

Since they left , she lost touch with others, she is no longer a part of them, she lives in an isthmus separated between her and everything by nothing.

She does not know if she is alive in a dead world or dead in an alive world.

She does not know who she is , where she came from, and where she will go to. She is just waiting, perhaps someone coming from afar carries news about her loved ones  who left her ship early.

The loved ones who left to play without boredom or fatigue, without bothering the people who were angered by their loud laughter, without complaining of the sounds of their feet and their dances in the night in the arms of the wild.

She returned to look again through her tongue-tied window, the light drizzle is still pouring out smoothly on the window of her room.

Everything disappeared , she no longer saw the giant sycamore tree which draws itself as a legend coming from the world of One Thousand and One Night, she no longer heard the laughter of the children, no longer saw the confusion in their small innocent eyes.

she lost all of her senses, they interfered with each other , she couldn't know how to differentiate between this sense and that.


*****

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

سفر التيه


في بيتنا كتاب
سفر التيه لـ / محمد إبراهيم


في الآونة الأخيرة اكتشفت أنه لا يوجد عندي قواعد أو قوائم قراءة ملتزمة بها، وهذا الشيء بدأ يزعجني وبشدة. تعودت أن أضع الخطط المسبقة لقراءة كتب بعينها في أول كل شهر لاكتشف في نهايته أنني لم أقرأ أي شيء منها بل تجاوز الوضع واكتشف أنني قرأت ما لم يخطر على بالي ولم يكن بالحسبان أبدًا.

وفي نهاية شهر فبراير ومع تراكم الكتب التي أرغب في قراءتها قبل نهايته وجدت نفسي اختار رواية سفر التيه للصديق محمد إبراهيم وأشرع في قراءتها لأجدني وقد التهمتها في جلسة واحدة قصيرة.

نبدأ من عنوان الرواية والذي يفتح شهية القارئ للتساؤل عن المعنى الذي يقصده الكاتب من "سفر" وهل هي "سَفر" أو " سِفر" بفتح السين أم بكسرها وإن كنتُ أميل للأخيرة فهي الأصلح للرواية من وجهة نظري.

جاءت بداية الرواية قوية ومتماسكة جدًا حيث نرى الكاتب وقد بدأ يسحبنا معه ليدمجنا في روايته وحكايات أبطاله الخمسة المتشعبة والمترابطة في نفس الوقت.

للكاتب قدرة على التلاعب في الألفاظ بالإضافة إلى استخدام الجمل المتناسقة والمُتروية التي تقرأها بتمهل مستمتعًا بما خطته أنامل الكاتب حيث تشعر بأنه قد تشرَّب حد الثمالة من كتابات الأدباء الكبار حتى تشبع منها وكاد أن يصير واحدًا منهم، فلا تشعر هل يكتب وهو متقمصًا شخصياتهم أم متماهيًا مع طريقتهم في الكتابة!

الحاصل أنك تخرج من الرواية وأنت تشعر بأنك تقرأ لكاتب موهوب يجيد استخدام أدواته بشكل كبير.

ما أعجبني في الرواية:

أولاً موضوع الرواية نفسه وتناول مسألة سيناء وأهلها ووضعها تحت بؤرة الضوء مرة أخرى من خلال رحلة الموت التي خاضها الأبطال في أحد جبالها.

ثانيًا لغة الكاتب الجميلة والمتناسقة والسلسة في الانتقال بين الشخصيات وتمثيلهم خير تمثيل.

ما لم يعجبني في الرواية:

أولاً فكرة الرواية جميلة إلا أن الكاتب لم ينجح في إيصالها بشكل تام أو واضح، كان الحديث مقتضبًا ومجزوءًا. قضية سيناء متشعبة وثرية وكان يمكن للكاتب التوسع في الحديث عنها ومناقشة كل قضاياها وبمصطلح الحائكين " قماشتها عريضة وواسعة" لكن للأسف الكاتب لم يستغل هذه النقطة وجاء حديثه مختصرًا ومهلهلاً.

ثانيًا جاء صوت الراوي متحدثًا كل مرة بصوت بطل من أبطال الرواية ثم فجأة نجده عندما اقتربت الرواية للنهاية يتحدث بلسانهم جميعًا بصوتٍ واحد وقد كنتُ أتمنى لو استمر على نفس المنوال في حتى النهاية.

ثالثًأ أقول دائمًا لنفسي أن آفة الكُتَّاب الشباب هو التسرع كلما اقتربت النهاية، مشكلتنا ككتاب شباب يكمن في " القفلة" أي قفلة الرواية وهذا يحدث معنا جميعًا ولا استثني أحدًا إلا من رحم الله. فالرواية تسير بخطى ثابتة وواضحة وفجأة تجد الكاتب وقد تسرع ولم ينتظر نضج روايته على النار التي أوقدها وهذا بالضبط ما حدث هنا، نجد الكاتب وقد أسدل الستار عليها قبل الأوان. لقد أنهى الرواية قبل أن تبدأ فعليًا، كنت اقرأ وأنا في انتظار رحلة الموت وعن ماذا سوف تتكشف لكني فوجئت بالنهاية المبتورة للرواية.

رابعًا كنتُ أتمنى على الكاتب لو أنه استفاض بالحديث عن شعور كل بطل من أبطاله أثناء رحلتهم إلى سيناء وعندما هاجمهم الموت بردًا في حضن الجبل، كنتُ انتظر المصارحات والتجليات التي سوف يعلن عنها الأبطال في لحظة اقتراب الموت منهم، كنتُ انتظر من سوف يدافع عن رفيقته أو من سوف يحاول النجاة بنفسه دونها، كنتُ انتظر من سوف يعترف بأخطائه ويتمنى لو أن القدر يمهله حتى يصلح ما يمكن إصلاحه. لكن للأسف لم أجد شيئًا من هذا القبيل في النهاية. فجأة عرفت أن بطلي الرواية قد استطاعا الهرب بطريقة ما لم يذكرها الكاتب من الموت ثم فوجئنا بموت إحدى بطلاته دون مقدمات أو حتى حوار قصير متبادل مع رفيقها أو حتى مقدمة لموتها بينما ترك مصير الأخرى مجهولاً وهذا ما خيب آمالي في الرواية التي بدأت قوية لتنحدر للأسف حيث النهاية المبتورة بشكل غير مبرر.

وفي النهاية لو قارنتُ بين " في بلاط الخليفة" وبين " سِفر التيه" فاعتقد أن الأخيرة قد خسرت في المقارنة للأسف.

لكن أعود وأقول أن هذا لا يمنع أن الكاتب مبدع وموهوب وإن أخفق بعض الشيء في هذه الرواية من وجهة نظري الشخصية غير الملزمة لغيري من القراء فكل قارئ له رأيه الشخصي الذي يُحترم وما يعجبني قد لا يعجب غيري والعكس صحيح فلولا الاختلاف لبارت السلع كما يقولون.

أتمنى أن يتسع صدر الصديق محمد إبراهيم لهذا الرأي في روايته والتي أهدف من خلالها وضع بعض الملاحظات التي قد يستفيد منها الكاتب في كتاباته القادمة من باب النقد البنَّاء وليس الهدَّام.

ورحم الله عمر بن الخطاب عندما قال: "رحم الله امرأَ أهدى إليّ عيوبي".

كل التوفيق وفي انتظار الرواية القادمة بكل شغف ومحبة وتقدير.


***

السبت، 18 فبراير 2017

جريمة في رام الله


في بيتنا كتاب
جريمة في رام الله لـ / عباد يحيى


نويت شراؤها من معرض الكتاب في القاهرة لأن اسم الرواية جذبني ثم عدلت عن ذلك بعد أن قرأت بعض الاقتباسات التي تداولها بعض الفيسبوكيين والتي تحتوي على عبارات ومقتطفات من الرواية خادشة للحياء العام !!!!؟

وكنت قد سمعت أن النائب العام الفلسطيني منع توزيعها وعمل على مصادرة النسخ من المكتبات العامة وأن الشرطة استدعت الكاتب والموزع للتحقيق.

أولا أنا ضد الوصاية الفكرية بكافة أشكالها وضد المنع وفي نفس الوقت أنا ضد استخدام عبارات بذيئة عامية وسوقية في النص الأدبي.

ثانيًا قبل قراءة الرواية طرأ في بالي أن الكاتب ربما أراد من وراء هذه الكتابة الشهرة وخاصة أننا شعوب تبحث عن الفضائح وعن كل ما هو ممنوع وشاذ وربما أنه أراد فقط أن يتعمق في المشهد المجتمعي ويتمثله بكل القبح الذي يكتنفه لذلك عمد لاستخدام ألفاظ الشارع الدارجة. 

أنا لستُ ضد التمثل بالواقع والتماهي فيه ونقله كما هو للقارئ لكن ضد استخدام الكلمات البذيئة وهي في نظري تعتبر من المنفرات في القراءة ولن تعود بفائدة أدبية على القارئ، كان يمكن للكاتب استخدام ألفاظ مقبولة أكثر ولائقة لنص أدبي مثل هذا.

عمومًا قلّت رغبتي في الحصول على الكتاب، ولم اهتم كثيرًا عندما علمت أنها متوفرة الكتروني فلم ابحث عنها.

ولكن أثناء تحميلي للأعمال الكاملة لنجيب محفوظ عرض الموقع أمامي النسخة الالكترونية من جريمة في رام الله كإحدى ترشيحاته ، فقلت لنفسي ما هذه الصدفة التي تدفعني دفعًا نحو هذه الرواية، ثم قمت بتحميلها وفي نيتي تركها بجانب الكتب على رف "للقراءة" وعندما انتهى التحميل قلت لنفسي لنأخذ نظرة سريعة على المحتويات لأجد نفسي وقد أنهيتها في جلسة واحد. 

الرواية ليست سيئة بالمطلق كما قد يتبادر إلى ذهن القارئ، باستثناء طبعًا بعض العبارات البذيئة والتوصيفات المقززة والتي قد يجدها القارئ في أي كتاب أو رواية لكاتب عالمي من الشرق أو الغرب والتي في وجهة نظري تنقص من قيمة الكاتب عندي ولا تزيدها ولا أرى أي مبرر أو شفيع للكاتب مهما علت شهرته من استخدام مثل تلك الكلمات في نص أدبي مهما كانت الدوافع والمبررات، فالكاتب يجدر به أن يختلق توصيفات وعبارات تكون غارقة في الواقعية السوداوية لكن دون أن تثير اشمئزازي أو تقززي.

يستطيع الكاتب الجيد "الشاطر" أن ينقل فكرته ويطرحها بأمانة دون يلجأ لمثل هذه الألفاظ غير المقبولة على النفس البشرية السوية، ما ذنبي كقارئة كي اقرأ كلام بذيء في رواية اقرأها وأنا كمسلمة وكفلسطينية لم تتلفظ بحياتها بمثل هذه الألفاظ وتمنع وترفض استخدامها في بيتها وخاصة أمام صغارها.

أنا لا اعرف عباد يحيى معرفة شخصية ولا استطيع أن ادخل في عقله لاعرف دوافعه نحو كتابة هذه الرواية، ورأيي هذا لا يتعرض لشخصه بل لمادة روايته التي أصبحت بين يدي "سواء بطريقة شرعية أو بدون" ويحقُ لي نقدها كما أريد.

أيضًا الجزئية التي تحدث فيها عن أبو عمار، لا اعرف سببًا واضحًا لاختيار الكاتب للحديث عن رمز فلسطيني بهذه الطريقة، أنا من الأشخاص الذين يحبون أبو عمار محبة طفولية ولكني أيضًا من المؤمنين بأنه شخص نختلف معه لكن لا نختلف عليه، لكن الصورة التي رسمها الكاتب له جاءت مقززة ولا تليق برمز لقضيتنا الفلسطينية، لقد تجاوز أبو عمار كونه رئيسًا لمنظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية بل أصبح سواء اتفقنا على ذلك أم اختلفنا رمزًا لقضيتنا فلا يجوز من وجهة نظري الحديث عنه بهذه الصورة المخزية، أبو عمار ليس كبيرًا على النقد وأيضًا لم يكن إلهًا يعبده الفلسطينيون لكن هذا لا يعطينا الحق في التقليل من شأنه أو محاولة تشويه صورته بعد رحيله، أنا لا اعرف انتماء الكاتب الحزبي وإلا لكان زج اسم أبو عمار وإقحامه في رواية بهذه الصورة الفجّة له سببًا أو مبررًا.

بالنسبة لجزئية الطبيب النفسي كانت مقحمة ولا معنى لها سوى الاستعراض وأشك بأنها مناسبة للموقف فلم أر في حياتي طبيب نفسي يتكلم ولا يدع المريض يفتح فمه، أيضًا شخصية الطبيب في المشرحة لم تقنعني بالمرة وكانت غير مقبولة وحواره مع وسام واستخفافه بالجثة أمامه لم يوظف بطريقة صحيحة فالفلسطيني لا يتصرف هكذا في مثل هذه المواقف، أيضًا لم أر أي شخصية سوية في الرواية، الجميع سيئون ولا يوجد نموذج واحد لإنسان جيد أو متزن على الأقل .

عامةً الرواية جميلة باستثناء ما سبق قوله وهي مختلفة وقد استطاع كاتبها بكل مهارة ممكنة أن ينقلني بصورة آنية لشوارع رام الله وأحيائها ولكنها ليست رام الله التي عرفتها صغيرة وسكنت في وجداني وأحببتها من كل قلبي، هذه رام الله أخرى لا أعرفها ولا أريد، المدينة التي رسمها الكاتب هي مدينة مشوهة مختلة جعلتني اتساءل أين ذهبت المدينة التي عرفتها وزرتها عدة مرات في طفولتي البعيدة وتركت أثرًا طيبًا في روحي لا يزول، لكن عند وقوفي المطول أمام هذا السؤال تيقنت بأننا كفلسطينيين وللأسف الشديد فإن انتمائاتنا الحزبية تؤثر بصورة فجّة على نقلنا للصورة وللمشهد الفلسطيني بشكله الصحيح والموضوعي. 

الرواية أيضًا من نوعية الروايات التي كنت أتمنى أن اقرأها في الأدب الفلسطيني والتي تتناول المجتمع الفلسطيني من الداخل بعيدًا عن المحتل الإسرائيلي أو لنقل أن الاحتلال لم يكن على الأقل بطلاً في الرواية كعادة الكُتّاب الفلسطينيين عند حديثهم عن فلسطين بل كان متواجدًا باهتًا في الخلفية، ولم يكن هنا بأية حال الشماعة التي نعلق عليها أخطاؤنا.

من الواضح جدًا أن الكاتب موهوب ولغته طيعة وقريبة من القلب ولديه ما يقوله أو يضيفه للأدب، واعتقد أنه سوف يكون له مكانة مميزة في الأدب الفلسطيني، لم أندم على قراءة روايته ولكني استبعد أن اقرأ له مجددًا إذا أصر على سلك نفس الدرب في الكتابة "وأعني استخدام الألفاظ البذيئة والسوقية " وأتمنى ألا يفعل لأن قلمه يستحق أن يُقرأ.

***

الاثنين، 13 فبراير 2017

العمى


في بيتنا كتاب
العمى لـ / خوسيه ساراماجو



هناك بعض الكتب التي تقف عاجزًا بعد قراءتها عن كتابة أي مراجعة حولها، وهذا الكتاب واحدًا بلا شك منها.

إنها ليست رواية بل قل كابوس أو جحيم أو نوع من الديستوبيا.

هذه الرواية لا تقدم أسباب أو تفسيرات لك، هي بلا مقدمات، تقحمك في الحدث منذ اللحظة الأولى وأنت تسأل نفسك لماذا أصيب الجميع بالعمى باستثناء زوجة الطبيب وطبعًا لن تجد في متن الرواية سببًا لأي شيء، ما حدث حدث فجأة وبدون أسباب وعليك أن تتعايش مع الوضع الجديد والذي سوف ينتهي كما بدأ فجأة وبدون مقدمات أيضًا لكنك لن تعود أنت كما في السابق أي قبل أن تدخل في الحكاية.

هذه هي الحياة بكل تفاصيلها تكشف عن الجانب المشرق والجانب المظلم بداخلنا، تضع مشاعرنا الإنسانية على طاولة التشريح وتعريها أمامنا بلا أدنى رحمة أو اعتبارات أخلاقية.

"إذا كنا غير قادرين على العيش ككائنات بشرية فدعونا على الأقل نفعل كل ما بوسعنا كي لا نعيش كالحيوانات تمامًا."

هذه الرواية كانت على قائمة الكتب التي أرغب في قراءتها في ٢٠١٥ , وفي نهاية العام عندما اكتشفت بأنني نسيتها تمامًا وضعتها على قائمة كتب العام الجديد ٢٠١٦ , والذي لسببٍ ما لا أعرفه نسيتها تمامًا أيضًا ولم اقرأها. 

وفي بداية هذا العام ٢٠١٧ وجدتها أمامي صدفةً وقلت لن أؤجلها مرة أخرى وقد كان.

شرعت في قراءتها ورغم صفحاتها التي تجاوزت ال ٣٨٠ فقد أنهيتها في جلسة واحدة طويلة عزلتني بشكلٍ تامٍ عن العالم الخارجي.

في البداية تداخل الحوارات مع بعضها البعض كان مربكًا ومزعجًا لكن بمرور الوقت اعتادت عيني عليها وعقلي أيضًا وهذا بالضبط ما يحدث عندما تصاب بالعمى المفاجيء! فإنك تعتاد على الأمر وكأنك لم تكن مبصرًا يومًا ما.

"الصوت هو بصر من لا يستطيع الرؤية".

هذه الرواية أخافتني وبشدة، أنا لستُ أنا بعد قراءتها.


***

الجمعة، 27 يناير 2017

قالت وديان شعث


قالوا عن


قالت (وديان شعث – فلسطين / ماليزيا) عن رواية أوجاع الروح:

هي أول رواية أقرأها عن حرب غزة، وفي الواقع، لولا شيءٌ ما في وجه الكاتبة شدني لتفحص صفحتها لما علمت أنها كاتبة رغم أنها في قائمة الأصدقاء منذ سنوات، ولولا صورة غلاف صفحتها لما علمت عن تلك الروايات التي تكتبها شيئا.

 استجمعت شجاعتي وطلبت منها رواياتها فكاتبة من بلادي "بنظرة عنصرية للنوع والعرق" جعلتني أخاطب نفسي بأن كتاباتها أولى من غيرها في القراءة، ولم أندم على ذلك، بل سعدت بأن هناك كتاب وأدباء يجسدون تلك المرحلة، وحين تتحدث أنثى عن الحرب فهي تعلم جيداً كيف تكتب ومن تخاطب.

كل ما سردته الكاتبة من حوارات وتفاصيل هو بلا شك شيء عاصره كل منا، ولكن قلّما استطاع أحد التعبير عنه، وصفت مشاعر الخوف بل الرعب، وصفت الهروب واللجوء، ووثقت العلاقة بين نزوح اللاجئين من مدنهم لقطاع غزة، وبين نزوحهم من منازلهم لمنازل أقاربهم، سلسلة من العذابات تكرر نفسها ولا تنتهي بل تمتد في صراع للبقاء والحفاظ على هوية لطالما أراد العالم طمسها.

بكاء ليلى وخوفها على أطفالها، ابتهالاتها لله واستغفارها، حلقات مشاهدة الأخبار، الأمل في نهار جديد، الحزن المصحوب بالرعب، يا الهي كم عانى شعبنا الويلات، من أين له هذا الصمود والكبرياء، كيف لشعب مثل شعبنا ذاق كل ما ذاق من ويلات أن يرضخ أو يستسلم أو يهان؟

لكن بعيدة عن روايتنا وخروجا عن أحداثها، ما يحدث الآن في غزة هو بمثابة تهيئة لشعبنا كي يتقبل الذل ويرضى بالهوان، وللأسف يتلقى ذلك على يد أولي الأمر فيه! فلا حق لك في مجرد المطالبة بحقك!! بدلاً من أن يكون هناك تنظيم لعملية المطالبة بالحقوق إعلامياً يتم قمعها بشكل عقيم!

بالعودة للرواية/ أبكتني ليلى، أعادتني لكل تلك الأفكار المرعبة والمتصارعة في رأسي، أعادت لي ذكريات الحرب المريرة ولحظات الندم على كل موقف قسوت فيه على من حولي في حياتي وأنا في استعداد للموت، انتظار الموت أبشع من الموت نفسه، وليلى إذ تحكي قصتها تذكرني بأحد أبشع الكوابيس الذي كنت أراه قديما، بأن أنقاضا تشل حركتي وتحول بيني وبين النجاة، تذكرت ذلك الكابوس المرعب أثناء قراءتي وكأني أحياه الآن.

أصبحت ليلى مجرد ذكرى، يتحدث عنها هذا وذاك، حتى الحزن على غيابها قد يكون بقدر ما، ولدرجة محددة، سيحيا الجميع بعدها بشكل اعتيادي به غصة من ألم الفراق قد تزور الذاكرة بين حين وحين، حرمت ليلى من طموحها، حبها، رؤية أولادها يكبرون، حرمت ليلى من نعمة الموت بسلام.

في هذه الرواية، في حقبة ما من الزمن، الموت هو المناسبة الوحيدة التي تجعل الناس يتزاورون ويسألون عن بعضهم البعض، وهذه الرواية هي قطعة من الحقيقة ليس فيها أي خيال، واقع عاشه الفلسطينيون، وما زالوا يعايشونه.

شكرا للكاتبة التي أتقنت، ووظفت قلمها لتصف واقع أمتها، وقد كنت اشعر قبل قراءة هذه الرواية أن ما من أحد قد استطاع أن يؤرخ معاناة الناس في الحرب إلا بالصور الدامية والأخبار الرقمية، وهنا أنادي كل من كان له قدرة على الكتابة أن يؤرخ معاناة أهلنا بقلم أدبي يضاهي روايات الأدب العالمي، فكم من روايات الأدب تحدثت عن حضارات وأحداث ونقلت وقائع حقيقية للشعوب، وكانت مفتاحاً للبحث عن الحقيقة، بل وأرجو أن يتم ترجمة تلك الأعمال الأدبية للغات عدة تجعل القارئين في الأدب العالمي يبحثون في قضيتنا ويتناولونها في كتاباتهم ومؤتمراتهم، وإن كان ذلك يحدث ونحن لا نعلم، فالأدب لدينا يحتاج المزيد من الاهتمام إعلامياً.

مجددا.. شكرا للكاتبة وكل الاحترام.

***


الاثنين، 23 يناير 2017

مولانا


في بيتنا كتاب
مولانا لـ / إبراهيم عيسى


بالصدفة البحتة شاهدت فيلم مولانا من خلال رابط ظهر أمامي فجأة على صفحة أحدهم على الفيس بوك، وقد جذب انتباهي فشاهدته كاملاً وهو ما دفعني للبحث عن الرواية وتحميلها. 

رغم الضجة التي صاحبت ظهور رواية إبراهيم عيسى إلا أنه كان هناك حاجز لا مرئي بيني وبين هذا الرجل فلم أتشجع لقراءة أي كتاب من كتبه وبالأخص هذه الرواية التي اعتقدت بأنها تهاجم المشايخ والدين.

لكن ما رأيته في الفيلم شجعني على خوض التجربة وقرأت الرواية وكان هذا رأيي فيها:

إبراهيم عيسى قارئ جيد للتاريخ وذكي وموهوب وصاحب نكتة ونفس ساخر لكن مشكلته أنه ثرثار، فروايته جميلة ومشوقة وتشد انتباه القارئ لكن فيها حشو وتطويل زائد عن اللزوم.

كما أنه فشل فشلاً ذريعًا في الدمج بين الفصحى والعامية، كله داخل على كله بشكل يفصل القارئ عن القراءة كما أن الإخراج الفني للنص وتقطيع الفقرات كان سيء أيضًا.

من الأشياء التي لفتت انتباهي ولم يخبرني أحد من قبل ممن قرأ الرواية من الأصدقاء أن إبراهيم عيسى قد استخدم اسم عائلتي النحال مع أحد شخصياته وهي شخصية خليل النحال ووالده محمد النحال ولا اعرف هل هي شخصيات حقيقية أم من وحي الخيال.

كما لفت انتباهي أيضًا استشهاده بحادثة تنصر مصعب ابن القيادي في حركة حماس حسن يوسف.

إبراهيم عيسى أبدع في تصوير شخصية حاتم كانت في غاية الإمتاع والإقناع ونقل على لسانه الكثير من الأفكار التي يؤمن بها الكاتب نفسه، أعجبتني محاوراته مع حسن ونشوى وأميمة ومع الأبطال الآخرين ، كان شخصية حية وثرية جدًا.

عمومًا الرواية ممتعة رغم ما بها من عيوب وأجمل ما فيها هو أنها شحنت نفسي بأسئلة عديدة سوف ابحث عن أجوبة عنها وخاصة عن المعتزلة وواصل بن عطاء وموضوع إرضاع الكبير الذي كنت اعتبره نكتة حتى اكتشفت أنه موضوع جاد ووارد في البخاري وإن كان مخالفًا لما توقعته وبينه الكاتب في شرحه وطريقة حدوثه وكم ضحكت على نفسي البلهاء التي صورت الأمر بشكل مغاير وأبله.

ما لم يعجبني في الرواية هو نهايتها المبتورة وأتمنى أن يكون هناك جزء ثانٍ لها، فمن المعيب جدًا أن تنتهي رواية جميلة وقوية كهذه بمثل هذه النهاية.


****

الخميس، 12 يناير 2017

قراءاتي في 2016


قراءاتي في عام 2016

1.     لائحة رغباتي لـ / غريغوار دولاركور.
2.     الزيني بركات لـ / جمال الغيطاني.
3.     رحلة إلى الله لـ / نجيب الكيلاني.
4.     مملكة الديجور لـ / رحاب الخضري.
5.     برج اللقلق لـ / ديمة السمان.
6.     الحياة في مكان آخر لـ / ميلان كونديرا.
7.     ضغط الكتابة وسكرها لـ / أمير تاج السر.
8.     مخرج على الطريق لـ / محمد خان.
9.     ذهب مع الريح لـ / مرغريت ميتشل.
10.                        عرائس الماريونيت لـ / إلهام مزيود.
11.                        المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء لـ / جمال البنا.
12.                        الإيمان في محراب ضلالك لـ / زهراء الموسوي.
13.                        البدين لـ / البراء أشرف.
14.                        إذاعة الأغاني لـ / عمر طاهر.
15.                        جوستين لـ / المركيز دوساد.
16.                        الحب في زمن الكوليرا لـ / غابرييل غارسيا ماركيز.
17.                        الشعلة الزرقاء لـ / جبران خليل جبران.
18.                        كوخ العم توم لـ / هارييت ستاو.
19.                        موجز تاريخ الأدب الأمريكي لـ / بيتر هاي.
20.                        الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال لـ / غسان كنفاني.
21.                        مذكرات دجاجة لـ / إسحاق موسى الحسيني.
22.                        لا إكراه في الدين لـ / طه جابر العلواني.
23.                        ديوان الخنساء لـ / الخنساء.
24.                        هكذا يكتبون تاريخنا يوحنا الدمشقي أنموذجا لـ / شوقي أبو خليل.
25.                        المغفلة لـ / أنطون تشيخوف.
26.                        الأزمة الفكرية المعاصرة لـ / طه جابر العلواني.
27.                        حنة لـ / شيرين سامي.
28.                        رسائل مي لـ / مي زيادة.
29.                        اختراع العزلة لـ / بول أوستر.
30.                        ديوان ولي الدين يكن لـ / ولي الدين يكن.
31.                        صباح ومسا لـ / علياء أحمد وداليا رحاب.
32.                        تفسير الأحلام لـ / سيجمند فرويد.
33.                        وردة اليازجي لـ / مي زيادة.
34.                        دفتر التكوين لـ / أحمد الأنصاري.
35.                        ذاكرة اللوز لـ / يامن نوباني.
36.                        مي زيادة أو مأساة النبوغ لـ / سلمى الحفار الكزبري.
37.                        الأنا والهو لـ / سيجمند فرويد.
38.                        جناية قبيلة حدثنا لـ / جمال البنا.
39.                        أيام العمر رسائل خاصة بين طه حسين وتوفيق الحكيم لـ / إبراهيم عبد العزيز.
40.                        مزاج القبلة لـ / لبنى أحمد.
41.                        الأعاصير لـ رشيد سليم الخوري.
42.                        نثريات الطبيعة في ديوان الشاعر القروي لـ / علي عبد الله عمرو.
43.                        أرباب الأرض لـ / جبران خليل جبران.
44.                        قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى لـ / عبد الوهاب المسيري.
45.                        عودة الوعي لـ / توفيق الحكيم.
46.                        العودة سائحًا إلى كاليفورنيا لـ / غازي عبد الرحمن القصيبي.
47.                        عن قبيلتي أحدثكم لـ / غازي عبد الرحمن القصيبي.
48.                        الأشج لـ / غازي عبد الرحمن القصيبي.
49.                        السعادة باختصار لـ / أندرو ماثيو.
50.                        حسن الظن بالله لـ / ابن أبي الدنيا.
51.                        بيضة النعامة لـ / رءوف مسعد.
52.                        ملحمة ثورة أهل الجحيم لـ / جميل صدقي الزهاوي.
53.                        كبرياء وهوى لـ / جين أوستن.
54.                        رباعيات الزهاوي لـ / جميل صدقي الزهاوي.
55.                        رباعيات عمر الخيام لـ / وديع البستاني.
56.                        رباعيات الخيام لـ / أحمد رامي.
57.                        الخياميات لـ / إبراهيم العريض.
58.                        رباعيات عمر الخيام لـ / محمد السباعي.
59.                        رباعيات الخيام لـ / بدر توفيق.
60.                        رباعيات عمر الخيام لـ / مصطفى وهبي التل.
61.                        27 خرافة شعبية عن القراءة لـ / ساجد العبدلي وعبد المجيد تمراز.
62.                        حكاية اسمها غازي القصيبي.
63.                        Scholastic Dictionary of Idioms by : Marvin Terban

ومن الكتب التي تركت أثرًا لا يمحى في الذاكرة:

1.     ذهب مع الريح.
2.     الحب في زمن الكوليرا.
3.     الشعلة الزرقاء.
4.     رباعيات الخيام بكل ترجماتها وخاصة ترجمة الزهاوي.







****