السبت، 30 نوفمبر 2013

شهادتي على حرب غزة الثانية الجزء (6)


# حوليات
(153)
شهادتي على حرب غزة الثانية
في الذكرى الأولى للحرب
الجزء (6)

استقبلتنا العائلة بالترحاب وهنأتنا بسلامة الوصول ، اجتمع الأهل والأقارب في بيت العائلة وأخذوا يسألوننا عن الوضع في غزة ، تحدثنا كثيرًا وشربنا أقداح الشاي الكبيرة وفناجين القهوة الكثيرة.

كانت الحرب في رفح مختلفة عن غزة ، رغم القصف المتواصل إلا أن الشوارع تغص بحركة المواطنين والمركبات ، كما أن المحلات التجارية والأسواق مازالت مفتوحة.

كان الشعور بكوننا هنا ، بين الأهل والأقارب ، يمنحنا الإحساس بالأمان والشعور بالاستئناس ، كنا نمضي الوقت أحيانًا بالثرثرة وتبادل الأحاديث الشيقة والتندر على بعض الأخبار المضحكة الواردة لنا عن الإسرائيليين الذين لم يجدوا غير مواسير المجاري والصرف الصحي للاختباء من صواريخ المقاومة ، وفي أحيانٍ أخرى كنا نمضي الوقت بالبكاء على صور الأطفال التي نشاهدها عبر شاشة التلفاز والذين قضوا نتيجة القصف العشوائي على بيوتهم ، لكن وجودنا مع بعضنا البعض كان يخفف عنا كثيرًا ويهون علينا أمر الحرب.

بيت عائلة زوجي ، القريب من الحدود مع مصر وبالتالي القريب من مناطق الأنفاق ، كان يشكل خطرًا جسيمًا علينا ، فالحدود قريبة جدًا جدًا ، والبيت معرض ، مثل عشرات البيوت في تلك المنطقة ، للقصف ، كان كل صاروخ يسقط على الأنفاق ، نشعر به وكأنه يسقط فوق رؤوسنا ، لدرجة أن دهان الجدران والسقف كان يتساقط على وجوهنا ووجوه الصغار مع كل صاروخ يسقط في المنطقة ، كنا نرى الصواريخ وهي تسقط من السماء في تتابع وبدون توقف ، وكم من صاروخ سقط في منطقة خالية ولم ينفجر ، وكم من صاروخ سقط في غير مكانه مخطئًا هدفه في باحة أحد البيوت الآمنة.

لم نكن نجزع أو نخاف ذلك الخوف الكبير ، خوفنا لم يتعدى خوف إنسان عادي في غابة يخشى من لسعة نحلة قد تقرصه فجأة ودون سابق إنذار!

كنا نشعر بالضيق والضجر ونرى أن تلك الحرب ما هي إلا صداع وسوف يزول قريبًا ، وكأن تلك الطائرات الحربية المحلقة ليلًا نهارًا في سمائنا ما هي إلا أزيز نحل مستثار ، وما تلك الصواريخ التي تهطل علينا سوى مطرٌ جاف يصاحبه الكثير من الرعد والبرق لا أكثر ولا أقل!

لم نكن نخاف الموت ، فهو هنا ، جزء من دورة الحياة نفسها وليس نهاية لها ، الموت يستوطن الديار وهو ليس بالغريب الذي نخافه ، أنه يأكل من أكلنا ويشرب من شربنا ، ويسكن بين ظهرانينا.

يتبع ..


*******

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

كتاب بنكهة مصر


# حوليات
(152)
في بيتنا كتاب
كتاب بنكهة مصر لـ / د. شيرين سامي


هذا الكتاب من الكتب التي أثرت في حياتي بشكل كبير ، لا لشيء إلا لفكرته التي عاصرتها منذ بداياتها ، حيث شاركنا كاتبته في اختيار الغلاف ، واقترحنا عليها إضافة بعض التعديلات على أعمدة الدخان المتصاعدة من الكوب ، ويا حبذا لو كانت تلك الأعمدة بألوان علم مصر.

تابعنا مراحل الطباعة والنشر ، وانتظرنا على أعصابنا خروج هذا الكتاب مع إخوته في حملة " النشر لمن يستحق " التابعة لدار ليلى – كيان كورب في مرحلتها الثانية.

وكانت سعادتنا لا توصف عندما رأينا أول نسخة تخرج من المطبعة في يد الجميلة شيرين سامي ، وكان هذا الكتاب هو ملهمي حيث تمنيت أن أحذو حذوها وانشر أنا الأخرى أول كتاب لي ، وقد تحقق ذلك في المرحلة الثالثة من نفس الحملة " حملة النشر لمن يستحق".

تواصلت مع شيرين والتي لفرط كرمها أهدتني نسخة من كتابها عليها توقيع لطيف منها ، بالإضافة إلى نسخة من رواية " في صحتك يا وطن " للكاتب محمد الجيزاوي ونسخة من رواية " وداعًا للسيد " للكاتب ماجد القاضي ولا أنسى طبعًا كتابنا الكتاب الجماعي " أبجدية إبداع عفوي".

ولقد سعدت بها أيم سعادة عندما وصلتني تلك النسخ مع الصديقة الغالية علا عنان التي زارت معرض القاهرة للكتاب.

يعتبر كتاب بنكهة مصر من الكتب الرائعة التي تسعد بوجودها في مكتبتك ، فالكتاب عبارة عن قصص قد تواجهك أو تواجهني في الحياة اليومية العادية حيث تناولتها الكاتبة والمدونة الجميلة شيرين بطريقة سلسة قريبة من القلب بدون رتوش أو تجميل. 

وقد أعجبتني غالبية القصص الواردة فيه ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:

·        صديقة فاطمة.
·        الكارنيه.
·        إحدى رسائل البحر " شعرت بأننا كلنا سائرون على نفس الدرب للأسف " !؟
·        سي تي إيه: ينفع تكون يوميات امرأة عاملة !؟ كلنا تلك المرأة عزيزتي.
·        سبحة وسيجارة جميلة جدًا فيها التناقض الذي يعصف بداخل كل واحد فينا ولكن بطرق مختلفة.
·        معطف من قيود بأجزائه الثلاثة أكثر من رائعة وقد سبق وقرأتهم في المدونة الخاصة بهم.
·        الشيزلونج.
·        أوهام البنات. 
·        كنت بهزر.
·        محطة حب. 
·        استقرار ملطخ بالدماء.
·        مساء بنكهة مصر.

عامًة الكتاب قريب من القلب ويقربك من حياة المصريين اليومية.

استمتعت بقراءته وانصح الجميع بقراءته ، وإن شاء الله يكون فاتحة خير على الكاتبة الجميلة والصديقة العزيزة شيرين سامي لتبدع المزيد من الكتب. 

*****



الخميس، 28 نوفمبر 2013

مطعم مزاج


# حوليات
(151)
الوجه الآخر لغزة
مطعم مزاج
( الصناعة المحلية بنكهة عالمية )


يعتبر مطعم مزاج من أشهر المطاعم في مدينة غزة ، وهو تابع لشركة بدري وهنية للبن والبهارات ، وهي أشهر شركة لصنع القهوة المحلية في قطاع غزة.

بدأت الفكرة بعد أن اكتسحت أصناف القهوة المستوردة السوق المحلي بحيث غطت على شهرة القهوة المحلية " بدري وهنية " ، فما كان من أصحاب الشركة إلا محاولة التطوير والتنمية ، فكانت البداية مع مقهى مزاج والذي تم افتتاحه في حي الرمال عام 2008م حيث نال استحسان الغزيين وحقق نجاحًا منقطع النظير.

ثم جاءت فكرة إنشاء مطعم مزاج والذي يقع في شارع النصر بالقرب من مخبز العائلات ليحقق هو الأخر النجاح الساحق الذي يستحقه حيث أصبح قبلة الكثيرين من راغبي التميز والاختلاف.

وهنا أعرض عليكم بعض الصور من داخل المطعم ، وأشهر المأكولات التي يقدمها:


























هذه الصور والمزيد منها تجدونها في صفحة مطعم مزاج على الفيس بوك.

******


الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

اكتبي


# حوليات
(150)
اكتبي


اكتبي .. أفرغي دواخلكِ على ورقة بيضاء معطوبة بوجع الاشتياق ..

اكتبي .. اسكبي آلامك وأحزانك الدفينة على رخام الحروف .. لعل حرف يعتزل مهنته الأزلية ويمتهن الطب ليريحك من عناء ألم يتسرب من حنايا الروح.

اكتبي .. يا يمامة الحزن .. يا عشق اندثر بين وريقات تخفي الحنين بين نقطة / فاصلة هاربة من عتاب حمائم الغريبة.

اكتبي .. ودعي حلمك يمتشق سهام الكون لا يبوح ولا يخبئ ، دعيه شفافًا طاهرًا يروي حكايا أنثى لا بداية لها ولا نهاية.

اكتبي .. ودعي الأصفر يتسربل من دفاتركِ القديمة ويتساقط مع كل رنة قلب ، مع كل أنة ألم.

يا وردة .. عطرها لا يفوح ..

يا جرحي .. الذي لا يبوح ..

ابكِ حروفًا .. لا تصدأ ..

ابكِ كحلًا يزين أرصفة الأوهام

اكتبي .. لا تخافي .. لا تجزعي يا صغيرة .. فمن كتب لم يمت ناقص حرفٍ !

اكتبي .. لا تأبهي .. لا تلتفتي .. لصرخات جنونٍ تشد أذنيكِ ..

اكتبي .. لحنًا خالدًا من أوجاع روحٍ غريبة وسط غابة من بشر .. بلا خيل .. بلا فرس ..

اكتبي .. لن تندمي ..  لن تندمي ..


*****

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

صبا الفاهوم


# حوليات
(149)
هؤلاء أسلافي
صبا الفاهوم


ولدت صبا عبد الحميد الفاهوم في مدينة الناصرة عام 1923م ، أنهت دراستها الابتدائية والإعدادية في المدينة ، التحقت بدار المعلمات في القدس، ومن ثم عملت في المدرسة الإسلامية التي أسسها المجلس الإسلامي الأعلى في الناصرة عام 1933م.

شاركت في المظاهرات والاحتجاجات ضد الاستعمار البريطاني ، وقد تأثرت بشقيقها المناضل دياب الفاهوم الذي تم اتهامه باغتيال حاكم الجليل البريطاني اندروز عام 1937 م .

شاركت صبا كمتطوعة في الإسعافات الأولية لجرحى جيش الإنقاذ الذي دافع عن مدينة الناصرة أثناء حرب 1948 م ، وبعد سقوط المدينة هاجرت مع عائلتها إلى بيروت واستقرت في مخيم " عين الحلوة " ثم سافرت إلى بغداد ونالت شهادة الليسانس في الآداب الإنجليزية من إحدى الجامعات هناك.

عادت إلى لبنان وعملت في مدينة صيدا ، وتابعت نشاطها الوطني والسياسي واهتمت بالقضايا النسائية.

شاركت في الاجتماع التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس في عام 1964 م.

أكملت تعليمها الأكاديمي العالي ونالت شهادة الماجستير في اللغات من الجامعة الأمريكية في بيروت ، ومن ثم حصلت على شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها.

توفيت ودفنت في عمان بقرب ضريح طفلة اسمها فلسطين في عام 2004 م.

أنشطتها:

·        عملت محاضرة في جامعة المستنصرية في بغداد حتى عام 1993 م.
·        عملت كعضو في اللجنة الإدارية في جمعية لبنانية تدعى النساء اللبنانيات.
·        عضو في الاتحاد العام النسائي في لبنان.
·        انضمت إلى المنظور النسائي الدولي للعدل والسلام والحرية ، ونجحت في تثبيت عضوية فلسطين في المنظمة رسميا عام 1989 م.
·        شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية.
·        شاركت في المؤتمر الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية الذي عقد بالقدس عام 1965 م.

مؤلفاتها:

·        كتاب السجينات والموقوفات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي نشر عام 1975م.
·        بالإضافة إلى كتاب عن المرأة الليبية والكثير من المقالات والأبحاث السياسية والأكاديمية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:
فلسطينيات – وجوه نسائية فلسطينية معاصرة ، امتياز النحال زعرب ، ط1 ، 2013م.


******

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

صباح بطعم القهوة


# حوليات
(148)
صباح بطعم القهوة


لم تكن لديها رغبة في مغادرة سريرها هذا الصباح ، بقيت مستلقية على ظهرها ، منتشية بهذا الكسل الصباحي ، تسللت عبر نافذتها رائحة أزهار الخزامى ، التي سرعان ما تغلبت عليها رائحة القهوة العربية التي يعدها زوجها.

كانت الرائحة قوية ومنعشة تشي بأن اليوم سوف يكون جيدًا طالما كانت بدايته هكذا.

كانت تقيس أيامها وتقيمها حسب أول رائحة تصل لأنفها عند استيقاظها ، إذا اشتمت رائحة الورود فيومها سوف يكون رومانسيًا ،  وإذا اشتمت رائحة فاكهةٍ ما فيومها سوف يكون عامرًا بالأعمال ، أما أخر ما كانت تتمنى أن يلتقطه أنفها هو رائحة وقود السيارات ، فإنها كفيلة بأن تقلب يومها رأسًا على عقب.

 أما إذا اشتمت رائحة القهوة فهذا يعني أن اليوم سوف يكون رائعًا بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة.

قاومت كسلها المحبب لنفسها ونهضت تجر خلفها ثوبها الأبيض الطويل ، سارت حافيةً ، تتهادى في مشيتها ، تداعب خصلات شعرها المتموجة ، طبعت قبلة حانية على جبين زوجها ثم جلست بجواره على المنضدة الصغيرة في المطبخ.

كان فنجان قهوتها ينتظرها بجوار فنجان زوجها واللذان كانا يشكلان معًا ثنائيًا متداخلًا رائعًا.

أشبكت يدها في يد زوجها ، وباليد الأخرى أمسكت فنجانها وارتشفت القليل من القهوة ، ثم أغمضت عينيها مستمتعة بمذاق القهوة الغني.

وضعت رأسها على كتف زوجها وقالت :

من تغزل بالقهوة كُثر وأنا الآن ، وفي أوج شغفي بها ، أحب أن أزيدهم من الشعر بيتًا ، إن القهوة ليست بقهوة إذا شربها الفرد وحيدًا بدون عزيزٍ على قلبه يشاركه فيها، إن القهوة تحب المشاركة لا الوحدة ، ولا أطعم من قهوة تُقدم لك من أحدهم بدلًا من أن تصنعها بنفسك ، إن القهوة لا تُعد بل تقدم.

ابتسم زوجها وقال: وأنا لا طعم لقهوتي بدونك.

مالت برأسها في دلال ودلع وهمست في أذنه قائلة : وما السعادة في الدنيا إلا حبيب يشارك حبيبه فنجان قهوة .

اتسعت ابتسامتها وأصبحت بحجم الكون ، استطردت قائلة:

هكذا تكون القهوة ، هكذا يكون الحب.

دمت لي زوجًا وشريكًا وحبيبًا بطعم القهوة الصباحية.


******

الأحد، 24 نوفمبر 2013

عائشة التيجاني


# حوليات
(147)
هؤلاء أسلافي
عائشة التيجاني


ولدت الرائدة الإعلامية عائشة أحمد التيجاني في حي المغاربة بمدينة القدس وتعود أصول عائلتها للجالية المغربية التي شاركت في تحرير بيت المقدس في عهد صلاح الدين الأيوبي ، والدها هو المناضل أحمد التيجاني الذي كان عضواً في اللجنة العليا تحت قيادة الحاج أمين الحسيني.

عاشت متنقلة بين مدينتي القدس وأريحا ، تلقت تعليمها الأساسي في مدرسة المأمونية ثم التحقت بدار المعلمات في القدس.

عملت كمعلمة في مدرسة المأمونية منذ عام 1954 حتى عام 1957م ، ثم انتقلت بعد ذلك للعمل في الإذاعة الأردنية التي تبث من رام الله ، لتنتقل مرة أخرى للعمل في نفس الإذاعة التي أصبحت تبث من عمان عام 1960م.

شاركت في المظاهرات السياسية والوطنية ، كما شكلت مع مجموعة من النساء تنظيم سياسي نسائي تابع لحركة فتح في عمان وذلك بعد معركة الكرامة عام 1968م.

سافرت إلى الإمارات للمشاركة في تأسيس إذاعة أبو ظبي وبقيت هناك لمدة عشرة أشهر لتعود مرة أخرى إلى عمان حيث استمرت في العمل في الإذاعة حتى عام 1974م.

حصلت على " لم الشمل " وعادت إلى فلسطين حيث أقامت فيها حتى عام 1984م.

من برامجها الإذاعية:

في الزورق – أنت والمساء – ريشة طائر – أحباؤنا وراء النهر – ما هي الصهيونية – اعرف عدوك – سنرجع – مرحبا يا صباح – نحن والمستمع.

أنشطتها:

·        ساهمت مع الأستاذ "موسى العلمي" في المشروع الإنشائي العربي الذي هدف إلى الحفاظ على الأرض.
·        عملت كأمينة سر مجلس أمناء "دار الطفل العربي" التي أسستها الرائدة هند الحسيني.
·        ساهمت في تأسيس جمعية الشابات المسلمات في القدس.

عادت إلى الأردن بعد وفاة والدها ، وهناك قامت بتأسيس حضانة وروضة للأطفال ، كما شاركت في تدريب مجموعات شبابية للعمل في الإذاعة الفلسطينية.

تعتبر السيدة عائشة التيجاني من رائدات العمل الإذاعي في الوطن العربي ، هذا وقد أطلق عليها البعض لقب " أم المذيعين والمذيعات".

وقد توفيت ودفنت في المقبرة الإسلامية في مدينة سحاب بالأردن عام 2010م.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر:
فلسطينيات – وجوه نسائية فلسطينية معاصرة ، امتياز النحال زعرب ، ط1 ، 2013م.