الأحد، 16 سبتمبر 2012

صبرا وشاتيلا ، المذبحة




في بيتنا كتاب

صبرا وشاتيلا ، المذبحة

لـ : صفاء حسين زيتون



أنقاض شاتيلا مرت بنا فجرا
والريح في صبرا تطفي القناديلا
يا طارقين الباب لن نفتح الآنَ
قد سافر الأحباب وكان ما كانا
ليل وسفاح والكوكب اهتزا
هم صادروا الزيتون وأحرقوا الأرزا
لن نترك الميدان ولتشهد الدنيا
الموت للطغيان وشعبنا يحيا

(فرقة العاشقين)

****


في الذكرى الثلاثين للمذبحة ، يجب أن نقرأ عنها لكي لا ننسى ، فأيلول الأسود يرمي بثقله على كل فلسطيني ، فهو شهر المجازر والانتهاكات والهزائم والخيبات أيضاً.

وفي هذا الكتيب تنقل لنا المناضلة والكاتبة الفلسطينية صفاء حسين زيتون شهادات حية لأناس عاصروا مجزرة مخيمي صبرا و شاتيلا  الفلسطينيين ، كما تنقل لنا تفاصيل المجزرة التي راح ضحيتها ما بين 3500 إلى 4000 شهيد ما بين طفل وامرأة وشيخ وشاب على يد ميلشيات الكتائب اللبنانية المسيحية تحت غطاء إسرائيلي صهيوني بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية من بيروت الغربية عام 1982م.

تنقل لنا صور ومشاهد المذبحة التي استمرت لثلاثة أيام من تقطيع أوصال واغتصاب وفقأ عيون الأطفال والنساء والشيوخ والتمثيل في جثثهم  ومن ثم دفنهم في قبور جماعية أو تركهم للذباب والحشرات تنهشهم في شوارع المخيمين دون أن يسمع أحد خارج المخيم عن تلك المجزرة إلا بعد أن انتهت.

تقول الكاتبة:

" أكثر من أربعة آلاف ضحية , لكل منهم قصة, بعضها قصير جداً , ولد أثناء حصار بيروت و ذبح و هو يرضع قبل أن يبلغ سن التمييز بين الأصوات والألوان, و بعضها طويل جداً: ولد في فلسطين في أواخر القرن الماضي , أجبر على الهجرة مراراً , دفن أبناء وأحفاد سقطوا شهداء على طريق العودة إلى فلسطين ,حمل ذاكرته وحاول الخروج من المخيم أثناء المذبحة, ذبح جهاراً نهاراً و تعرفت عليه كاميرات المصورين حياً و مذبوحاً".

توجه الكاتبة هذا الكتيب لأصحاب الضمائر الحية مذكرة إياهم بأن تلك المذبحة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في حياة الشعب الفلسطيني.

وفي نهاية كتيبها توجه كلامها للقارئ فتقول:

" على القارئ أن يتخيل القصص والتفاصيل .. على القارئ أن يتخيل عبارة مثل: كان بالمستشفى حوالي ألف مدني ، عندما عدنا كانوا قد أخذوا وقتلوا .. ألف في عبارة واحدة .. على القارئ أن يقرأ هذه العبارة آلاف المرات ، لأن هذه الكلمة الصغيرة تعني ألف إنسان .. ألف حكاية .. ألف مأساة ".





****

الخميس، 13 سبتمبر 2012

الأجنحة المتكسرة




في بيتنا كتاب

الأجنحة المتكسرة

لـ : جبران خليل جبران

الآن فقط عرفت لماذا وقعت مي زيادة في غرام جبران خليل جبران !

سمعت الكثير والكثير عن جبران ومي ، وآثرت في نفسي أن ابدأ بالقراءة أولاً لمي ربما لأنها أنثى مثلي ، أما الآن فقد حان دور ذلك الأديب الحالم ، وكانت رائعته " الأجنحة المتكسرة " هي البداية .. منذ أن بدأت عيناي تلتهم روايته أو قصة شبيبته .. تراقص أمام ناظري مقطعٌ قديمٌ من قصيدة كتبتها في زمن شبيبتي أقول فيها :

" هنــــــــــــــاك هنــــــــــــــاك
لا يجلس أحدٌ سواي
يبكي على أطلال ذكراي
وعاري وما اقترفته يداي
وقلباً كسيراً ضمته عيناي "

إنها ذكريات عهدنا الأول بكل شيء هو طاهر ونقي في حياتنا ، عهدنا بكل شيء لم تلوثه أيدي الآخرين بعد.
هنا يسترجع جبران ذكرياته مع الحب الأول الذي طرق باب قلبه وهو في الثامنة عشر من عمره ، ويجبرنا  - بمحض إرادتنا – أن نعود معه لنستمع إلى آهات قلبه وندبات حزنه .

قد تبدو قصص الحب الأول متشابهة .. لكنها بالتأكيد مع جبران مختلفة كل الاختلاف ، فجبران هنا ليس مجرد عاشق ، بل مفكر وفيلسوف يبحر بنا عبر مقطوعات كلامية ، تجعلنا نتوقف لنتأمل ما خط قلمه ، وما أكثر تلك المقطوعات التي قد نخرج بها من أعماق أعماقه لنحملها في ثنايا الروح وشغاف القلب.

مع جبران تعلمت أن " الشيوخ يرجعون بالفكر إلى أيام شبابهم رجوع الغريب المشتاق إلى مسقط رأسه ، ويميلون إلى سرد حكايات الصبا ميل الشاعر إلى تنغيم أبلغ قصائده ، فهم يعيشون بالروح في زوايا الماضي الغابر ، لأن الحاضر يمر بهم ولا يلتفت ، والمستقبل يبدو لأعينهم متشحاً بضباب الزوال وظلمة القبر".

ومع جبران أدركت أن " أصحاب النبوغ تعساء مهما تسامت أرواحهم تظل مكتنفة بغلاف من الدموع".

وأن" النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما – فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها ، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور ، والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً".

وكيف أنسى أن " المحبة هي الزهرة الوحيدة التي تنبت وتنمو بغير معاونة الفصول".

لقد تحدث جبران هنا عن معاناة المرأة الشرقية التي تنتقل عزيزة من بيت والدها لتعيش ذليلة في بيت رجل أخر يقال عنه " زوجها " ، لتعيش معذبة الروح ، مهلكة الجسد ، كما يشبه وضع المرأة المزري في ذلك الزمان بوضع الأمة الضعيفة المتهالكة بين حكامها وكهانها.

فيقول: " إن المرأة من الأمة بمنزلة الشعاع من السراج ، وهل يكون شعاع السراج ضئيلاً إذا لم يكن زيته شحيحاً ؟".

أيها الجبران :

يبدو أني وقعت أسيرة شباك كلماتك ، كما وقعت مي أسيرة في شباك غرامك!

فإن نفسي المتهالكة والمُتَعبة التي تهوى العزلة والانطواء قد وجدت ضالتها بين سطور كلماتك ، ووجدت خلاصها بين ثنايا حروفك لأن " النفس الكئيبة تجد راحة في العزلة والانفراد فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى في كهفه حتى يبرأ أو يموت".

لقد جعلت الحنين يجرفني إلى صدر أمي ويزيد من لوعتي على فراقها حينما قلت : " الأم هي كل شيء في هذه الدنيا ، هي التعزية في الحزن ، والرجاء في اليأس ، والقوة في الضعف ، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران ، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه .. " صدقت يا جبران – أي والله – صدقت .

فإن قلوبنا تحملها أجنحة متكسرة ، ما طارت بنا نحو أملٍ بعيد حتى وقعت مضرجة بدمائها بعد أن عجزت عن الوصول إلى الأفق المنشود والغاية المرجوة.

فـــــــــــ" أشفق يا رب وشدد جميع الأجنحة المتكسرة " .

ملاحظة:

الكلمات باللون الأزرق هي اقتباسات من الكتاب ، لتحميل نسخة منه اضغط : هنـــــــــــــا.

****

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

لفتة جميلة من الأخت العزيزة زينة زيدان





لفتة جميلة من الأخت العزيزة زينة زيدان

قامت الأخت العزيزة زينة بالكتابة عن سلسلة " هؤلاء أسلافي " والتي قمت بإعدادها وتقديمها في حملة التدوين اليومي السابقة ، كما قامت بالإشارة إلى مولودي الأول إن شاء الله " حد الوجع ".

سعدت جداً بهذه التدوينة وبالتعليقات الجميلة عليها.. فألف شكر للعزيزة زينة ولكل المعلقين .. وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم بي دائما وأبداً .. 

بالنسبة للسلسلة فلقد أخذت مني مجهود جبار وخاصة أن الكتابة كانت بشكل يومي دون انقطاع ، إلا أن ردود الأفعال تجاه تلك السلسلة أشعرتني بأن تعبي لم يذهب سدى .. فشكراً لكل شخص تابع السلسلة أو استمتع بقراءتها .. وألف شكر مرة أخرى يا زينة على الكلمات اللطيفة التي كتبتها في حق السلسلة وفي حقي ..

لقراءة التدوينة من مدونة " شروق الشمس " : اضغط هنــــــــــــــــــا .

****