الاثنين، 27 ديسمبر 2010

هذه هي غزة ، وتلك حربها، وهذه ذكرياتنا عنها..




مر عامان على حرب غزة ولكن ماذا تبقى لنا في الذاكرة منها ، ذهبت تلك الأيام بحلوها ومرها ، ذهبت ومازال شبح الحرب القادمة يطاردنا في كل لحظة بل في كل ثانية.

حاولت منذ صباح اليوم استرجاع ولو القليل من تلك الذكريات المؤلمة ، فلقد كانت حرب غزة ، والتي بدأت في صبيحة يوم 27 ديسمبر 2008 ، أول حرب أعايشها عن قرب ، لقد جربت من قبل الاجتياحات والقصف والتوغل ، لكن حرب بهذا الحجم وبهذا الدمار ، لم أواجه مثله من قبل ، وكأن إسرائيل صبت جم غضبها وسخطها علينا.

 بدأت بالقصف الجوي من طائرات اف 16 واستهدفت في بادئ الأمر المقرات الأمنية ومراكز الشرطة ، واستشهد العديد من أبنائنا تجاوز عددهم الـ 300 شهيد ، ثم أتبع ذلك قصف لبعض الجامعات والمدارس والوزارات ، ثم بدأ في قصف المنازل والأبراج السكنية ، وأخيراً انتهى بقصف الأنفاق بين غزة ومصر ، ليبدأ فيما بعد مرحلة العملية البرية والتوغل من عدة محاور في قطاع غزة ، وكان نصيب الأسد من التوغل حي تل الهوا في مدينة غزة بالإضافة إلى المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس ورفح وشرق غزة وبيت حانون.

أصعب ما واجهني في تلك الحرب ، هو عجزي عن حماية طفلتي الصغيرة والتي أكملت عامها الأول في ذلك الوقت، لم أكن قادرة على إجابة آلاف الأسئلة التي كانت تجول في خاطرها ويعجز لسانها عن النطق بها ، كلما أسمع صوت القصف ابتسم وأقول لها بسعادة مفتعلة : " انظري أنها طائرة ، أنها ألعاب في السماء !!" وكانت تبتسم على استحياء وهي تحاول أن تصدق بأن هذه فعلاً أصوات ألعاب في السماء.

 ولكن ألعاب السماء استمرت ولمدة ليست قصيرة،  إلى أن جاء يوم وخرجنا من البيت من شدة القصف ، كنا خائفين أن يقع البيت فوق رؤوسنا ، فخرجنا كغيرنا إلى الشارع ، ووقفنا ننظر إلى السماء والتي كانت تمطر صواريخ تعرف وجهتها تماماً وهي منطقة الأنفاق ، الكل يحمل أطفاله ولا يعرف أين يذهب بهم ، فلا مكان آمن في غزة ، لأول مرة رأتْ طفلتي بعض الأطفال يبكون ويصرخون ولا يدرون أين يذهبون ، صراخهم اختلط بصراخ أمهاتهم لدرجة أني لم أعد اسمع صوت الصواريخ ، أدركتْ ابنتي أن هذه الأصوات ليست ألعاب ولكنها شيءٌ أخر ، وقامت بإخفاء رأسها في صدري دون أن تبكي ، لا اعلم هل كانت مشفقة عليّ أم كانت معاتبةً لي بسبب إخفائي للحقيقة عنها !!

بدأت طائرات العدو الصهيوني بإلقاء المنشورات علينا تطلب منا إخلاء بيوتنا لرغبتها في قصف المنطقة ، كما استخدمت قوات الاحتلال لأول مرة الهاتف حيث بدأت بالاتصال بالمواطنين لتحذيرهم والطلب منهم مغادرة المكان حفاظاً على حياتهم ، والتوجه إلى أماكن أكثر أمناً (!) ولكن أيوجد مكان آمن في غزة ؟؟ إن الموت يطاردنا من شارع لشارع، ومن بيت إلى بيت، ومن حارة إلى حارة ، ومن مدينة إلى أخرى.

بدأت رحلة البحث عن ملاذ آمن، ولكن أين نذهب ؟! لا يوجد مكان ولا أمان .. على الرغم من ذلك اكتشفت في هذه الحرب أنه مازال لدينا قلوب ، على الرغم من غلظتها ، تحن وتخشع ، بدأت العائلات الغزية تلتف حول بعضها البعض ، تستقبل من قُصف بيته ، وترسل بالماء والحليب والطعام إلى من يحتاجه ، وتأوي من فقد عائلته ، تساعد في عملية إنقاذ وإسعاف الجرحى والمصابين ، وتبحث بين الأنقاض عن الجثث وتقوم بدفنها، هذا ما جعل لتلك الأيام حلوها ومرها .

إن الحرب لها وجهٌ قبيح بشع شأنها شأن باقي الحروب في الدنيا كلها على مر العصور ، لا تفرق بين مقاتل ومواطن ، بين رجل وامرأة ، بين طفل وشاب ، لقد هالني رؤية أشلاء الأطفال وهي مبعثرة هنا وهناك ، عائلات بأكملها دفنت تحت أنقاض منزلها وبقيت هناك لا أحد يعلم عنهم شيئاً ، بدأنا نسمع القصص الغريبة والحزينة والتي لا تسمعها كل يوم ، تلك الأم التي لفظت أنفاسها الأخيرة في حضن ابنها والذي لم يستطع فعل شيء لإنقاذها، وذلك الرجل الذي حمل طفله الرضيع وأخذ يجوب الطرقات بحثاً عن إسعاف لإنقاذ ما تبقى منه ! وذلك المقاوم الذي بدأ ينزف منذ أكثر من يومين ليستشهد فيما بعد ،وقصة معتقلي سجن السرايا ، وتلك المرأة التي شهدت مصرع أبنائها جميعهم أمام عينها ، وتلك المرأة .. وذلك الرجل .. وتلك .. وذاك .

قصصٌ عن الموت بالجملة ، قصصٌ مخيفة تحاول أن تسد ذاكرتك قبل أذنك لكي لا تسمعها ولا تحفظها .
لم ينتصر أحد في هذه الحرب لا إسرائيل ولا حكومة غزة ، فإسرائيل لم توجه الضربة إلى فصيل معين ، بل وجهتها لشعب غزة عقاباً وتأديباً له على اختيارٍ قام به .





















هذه هي غزة ، وتلك حربها، وهذه ذكرياتنا عنها..

حربٌ أسمتها إسرائيل عملية الرصاص المسكوب ، وأسمتها حكومة غزة معركة الفرقان ، وسميتها أنا حرب الخسران المبين ، خسرنا فيها خيرة شبابنا ، خسرنا فيها أطفالنا وبيوتنا ، كرامتنا وإنسانيتنا ، خسرنا كل شيء ، ولم يبقى لنا إلا البكاء على من رحلوا ، وذكريات تنكأ جراحنا التي تأبى أن تلتئم ، وانتظار مجهول يتربص بنا بين الحين والأخر.

 ****

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

كل سنة فردية وأنتم بخير ..




شارفت سنة 2010 على الانتهاء والرحيل عن عالمنا ، وبصراحة كانت أصعب وأسوأ سنة مرت في حياتي كلها ، لقد رحلت أمي رحمة الله عليها في هذه السنة والتي لن تمحى ذكرى رحيلها من ذاكرتي للأبد ، كم رغبت في الكتابة عن أمي ولكن قلمي لا يطاوعني على ذلك ولا اعرف السبب حتى الآن.

منذ عدة سنين وأنا لا أحب السنوات الزوجية , وأفضل عليها السنوات الفردية ، لأنها لسببٍ ما ، لا أعلمه ، كانت تحمل لي البشرى والأخبار السعيدة والأحداث المميزة أيضاً ، بعكس السنوات الزوجية والتي كانت تمر عليا كئيبة وحزينة ، كما أني قرأت ذات مرة أن الأرقام الفردية تحمل لغزاً غامضاً ومنها لغز الرقم سبعة مثلاً..

لقد ذكر لي زوجي ذات مرة حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه / " إن الله وتر يحب الوتر فأوتِرُوا يا أهل القرآن ". رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط ، والوتر في اللغة معناه : الفَرْد.

" أي أن الله عز وجل وتر يحكم شرعا أو قدرا بوتر ، فمثلا الصلاة وتر في الليل نختمه بوتر التطوع ، وفي النهار نختمه بوتر المغرب ، وأيام الأسبوع وتر (سبعة أيام )، والسموات وتر ( سبعة سموات )، والأرض وتر ( أرض واحدة )، فيخلق الله عز وجل ما يشاء على وتر ، ويحكم بما يشاء على وتر ". ( اقتباس)

ولأن الله عز وجل وتر أي فرد ، أحب السنوات الفردية لأني أشعر بأنها سنوات مميزة وتحمل سراً إلهياً مميزاً ، أحبها لأني .....

  ·       ولدت في 1/1/ 1981 م.
  ·       دخلت المدرسة في 1987 م.
  ·       كتبت أول كلمة في دفتر مذكراتي في 1997 م.
  ·       أنهيت مرحلة الثانوية العامة ودخلت الجامعة في 1999م.
  ·       سافرت لمصر لأول مرة في 1999 م أيضاً.
  ·       سافرت إلى فرنسا في 2001 م.
  ·       تخرجت من الجامعة في 2003 م.
  ·       بدأت العمل في وزارة الصحة في 2005 م.
  ·       تزوجت وأنجبت ابنتي في 2007 م.
  ·       حصلت على شهادة دبلوم التأهيل التربوي في 2009 م.

أتمنى - وهي من وجهة نظري أجمل من كلمة ( أتوقع ) – في سنة 2011 ، أن يستمر مسلسل الأحداث السعيدة والمميزة .. أتمنى على الأقل أن تتحقق إحدى أمنياتي ( ولو كلهم يتحققوا بيكون أفضل!) وهي أن ..

  ·       أنجب طفلي الثاني في هذه السنة إن شاء الله.
  ·       أسجل لدراسة الماجستير.
  ·       اشتري بيت وسيارة.
  ·       اذهب لأداء العمرة.
  ·       وأخيراً أتمنى أن يرى أول كتاب من إعدادي وتأليفي النور في هذه السنة.

بالنسبة لأمنياتي على الصعيد المحلي في العام الجديد ،، أتمنى مزيد من الاستقرار والأمان ومصالحة وطنية من العيار الثقيل ، أذكركم أن هذه أمنيات وليست توقعات ، فأنا لا أتوقع مصالحة بتاتاً بين الطرفين، ولا تقدم ولا تأخر في عملية المفاوضات الفلسطينية – الفلسطينية ولا المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية ، لن تكون 2011 سنة جيدة على الصعيد المحلي والعربي والدولي شأنها شأن باقي السنوات ،، ولكني أعلم أنها ستكون سنة سعيدة عليا ( طبعاً والله أعلم ) .
وأخيراً .. أتمنى لكم سنة فردية سعيدة ، ودمتم بعز.

****

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

للمكتئبين والمكتئبات ..





"أنا مخنــــوق ، أنا مكتئب " جملة قد تسمعها من الكثير في كل أنحاء الأرض باختلاف لغاتهم أو حتى لهجاتهم ، كل شخص يقولها على طريقته ، وتقودنا هذه الجملة إلى ما يسمى بالاكتئاب والذي يروق للبعض تسميته بـ " نزلات البرد للصحة العقلية" .
من المعروف أن الاكتئاب مرض نفسي يصيب النساء أكثر من الرجال وهذا من منطلق أن الرجل أقدر من المرأة على تحمل الصدمات ومواجهة المشاكل التي تعترض طريقه أما المرأة إذا أصيبت بالاكتئاب فإنها تمارس عملية الانسحاب ، الانسحاب من كل شيء ودفن همومها ومشاكلها وحتى مشاعرها في الداخل ، لا تتحدث كثيرا عن اكتئابها وتحاول أن تكون لطيفة مع الآخرين ، تبكي لأتفه الأسباب ، تصبح غير قادرة على التوازن ومواجهة الواقع فتلجأ إلى أحلام اليقظة ، وتقضي ساعات أطول في النوم لتجنب التفكير كما أنها تبدأ في التهام الكثير من الطعام محاولة منها للهروب من كل شيء .

علامات الاكتئاب/

1-             إذا أحسست بأن عجلة الزمن لا تسير إلى الأمام ( أو حتى إلى الخلف! ).
2-             إذا شعرت بأنك شخص غريب وسط أهلك وأصدقائك ( إذا كان لديك أصدقاء أصلاً).
3-             إذا شعرت بالملل الدائم والكسل واللامبالاة.
4-             إذا أصبحت غير سعيد وغير راضٍ عن حياتك.
5-             إذا شعرت باليأس والإحباط والانقباض.
6-             إذا شعرت بالندم أو الذنب اللامبرر.
7-             إذا فقدت اهتمامك بالتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
8-             إذا شعرت بأنك قمة في التناقض في كل شيء.
9-             إذا شعرت بفوضى في أفكارك ومشاعرك وحواسك.
10-        إذا شعرت بأنك مستهدف من الجميع !
11-        إذا كرهت وجود مرآة في بيتك.
12-        إذا أصبحت تنام في أوقات الصحوة وتصحو في أوقات النوم.
13-        إذا أنتابك شعور دائم بالخوف والاغتراب والفراغ الداخلي.
14-        إذا فقدت ثقتك بنفسك.
15-        إذا أصبح لديك فرط حساسية من أي كلمة أو تصرف.
16-        إذا اكتنفك شعور بالحزن وعدم السعادة والألم وغصة في القلب.
17-        إذا أصبحت سهل الاستثارة وسريع الغضب.
18-        إذا أصبحت ضعيف مُنهك مُتعب.
19-        إذا أصبحت متحجر المشاعر وخاوي الفكر.
20-        إذا مررت بكل ما سبق فأهلاً وسهلاً بك في عالم المكتئبين والمكتئبات!

علاج الاكتئاب /

من جانبي أفضل استخدام مصطلح مقاومة الاكتئاب وليس علاج وذلك لأن الاكتئاب إحساس موجود بداخل كل شخص منا ، وليس مجرد مرض إذا تم أخذ العلاج المناسب ينتهي ويزول ، بل الاكتئاب يعاود الظهور من فترة إلى أخرى في حياتنا إذا وجد البيئة والجو المناسب للنمو ، وأيضا حسب الحالة النفسية التي نمر بها ، وبذلك يجب علينا التسلح بسلاح قوي لمقاومته وقتما يظهر ، وأول سلاح من وجهة نظري هو الإيمان بالله عز وجل وأنه القادر الوحيد على إخراجنا من هذا الوضع ، والرضا بقضائه وعدم السخط على كل شيء وهذا حل بسيط وسهل وهو بمتناول الجميع بعيداً عن تناول العقاقير والأدوية والتي قد تزيد الطين بله.

ثاني سلاح هو معرفة حقيقة هذه الدنيا وأنها دار ممر لا دار مستقر وإنها خُلقت ليس لإسعادنا ولكنها فترة اختبار لنا لكي نختار ونقرر مصيرنا في النهاية إلى الجنة أو النار ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " هذا معناه أن الدنيا قد جُبلت على الحزن والكدر فإن أفرحتك يوماً أحزنتك يوماً أخر ، وإن أضحكتك يوماً أبكتك يوماً أخر وهكذا ، هذه هي الدنيا السعادة فيها زائفة مؤقتة أما السعادة الحقيقية الدائمة فهي في الآخرة في الجنة.

أما السلاح الثالث فهو أن تعلم أن "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل" أي حاول أن تشغل نفسك بما هو مفيد لك ، ولا تركن إلى الدعة والكسل فهما مفتاحان لباب الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى، حافظ على صلواتك ، داوم على قراءة القرآن الكريم ، حاول أن تجتهد في عملك ، مارس هواية مفضلة لديك ، قم بزيارة الأهل والأصدقاء ، جرب أشياء جديدة في الحياة ، حاول أن تقلل ساعات نومك ، مارس الرياضة ، ابحث عن الأشياء التي قد تدخل الابتسامة إلى قلبك ، جدد في نفسك ، اجعل لنفسك هدف في الحياة وأسعى إلى تحقيقه ، غير تسريحة شعرك واشتري ملابس جديدة ، خذ حماماً دافئاً فإنه يريح الأعصاب ويصفي الذهن وغيرها الكثير والكثير من وسائل مكافحة الاكتئاب.

أما السلاح الرابع والأخير فهو الدعاء والإكثار من الاستغفار ، فللدعاء فعل السحر ، صدقوني ، حاولوا أن تجربوه ولن تندموا ، ولا تقولوا " نحن ندعي ولكن لا يستجاب لنا " ، فقد سُئِلَ إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟فقال: لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء: عرفتم الله فلم تطيعوه، وعرفتم الرسول ولم تتبعوا سنته، وعرفتم القرآن ولم تعملوا به، وأكلتم نِعَم الله ولم تؤدوا شكرها، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، وعرفتم النار ولم تهربوا منها، وعرفتم الشيطان ولم تحاربوه، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، ودفنتم الأموات ولم تعتبروا بها، وانتبهتم من نومكم فاشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم.

ومن أجمل الأدعية التي تذهب الاكتئاب والحزن والهم هو دعاء الرسول صلوات الله عليه : " اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك , ماضٍ فيا حكمك ,عدل فيا قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي..".

أما فضل الاستغفار فهو فضل عظيم ، اجعل دائماً لسانك رطباً بذكر الله وقل استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم ، يقول الله سبحانه وتعالى : {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الأنفال:33 ، لو افترضنا أن الاكتئاب عذاب فإن علاجه ببساطة هو الاستغفار
ويقول جل جلاله أيضاً : {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} .نوح 10-12
ويقول صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.

لقد حاولت البحث كثيراً عن علاج للاكتئاب ولكني لم أجد أفضل من كتاب الله وسنة رسوله ، فاعلموا جيداً أن المرض العضوي لا يكون علاجه إلا عضوياً أما المرض النفسي فعلاجه يكون نفسياً روحانياً ، توجهوا إلى الله بالدعاء والاستغفار لعل الله يفرج همكم وينفس كربتكم ويقلل عثرتكم ويتول أمركم بنفسه.
ودمتم في حفظ الله ورعايته..

****

الأحد، 19 ديسمبر 2010

لغتنا العربية الجميلة في يومها العالمي




بدأت اليوم في قراءة كتاب بعنوان ( كتاب مالوش اسم ) للكاتب احمد العسيلي ، طبعاً واضح من اسم الكتاب أنه كتاب بالعامية المصرية وليس بالفصحى ، وهذا ما وضحه الكاتب في مقدمة كتابه حيث  فضل استخدام العامية على الفصحى ، وهذا اقتباس لما قال /  ( الفصحى عندها قدرة أكبر على البلاغة ، بس العامية أقرب للقلب ، الفصحى قد تنال إعجاب محبي اللغة العربية والمثقفين بس العامية بتكلم كل الناس .).
هذا ما كتبه الكاتب في المقدمة ، ولكني اختلف معه في الرأي جملةً وتفصيلاً ، ليس بالضروري أن تكون العامية أقرب للقلب وليس بالضروري أيضاً أن العامية تكلم كل الناس ، ولكنه باستخدامه للعامية قد اختصر دائرة قراءه إلى المتحدثين باللهجة العامية المصرية ، وهذا معناه بأنه يكتب فقط لفئة محددة وهم الشعب المصري وربما بعض العرب الذين قد يفهمون بعض الكلمات المصرية العامية ، إذا أراد الكاتب أن يكتب لكل الناس فليس من الضروري أن يكتب بالعامية لأن هؤلاء الناس إذا كانوا يعرفون القراءة والكتابة لن يصعب عليهم فهم محتوى الكتاب ,وإذا كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة  فلن يفيدهم الكتاب في شيء ،ومن الجدير بالذكر أن الإنسان المصري البسيط لا يبحث عن كتاب يقرأه ، بل يبحث عن وسيلة لكسب لقمة العيش ، وقد يفكر بتوفير نقوده لشراء كيلو لحمة بدلاً من أن ينفقه في شراء كتاب !!
 إن استخدام اللغة الفصحى في الكتابة ليس بالضروري أن تكون مقتصرة على محبي اللغة العربية أو المثقفين ، يمكن للكاتب أن يمسك العصا من المنتصف ، يكتب بلغة عربية فصحى بسيطة ذات مفردات سهلة ، قريبة للقلب وقابلة للفهم ، وهو غير مجبر على كتابة كلمات ومفردات صعبة يستعرض بها عضلاته الأدبية واللغوية ، كما أننا كقراء ، لا يجب علينا أن نحمل معنا قاموس عربي عربي للجيب ، حتى نلجأ إليه عند قراءة كتاب أو رواية أو حتى قصة قصيرة !!
اعتقد بأن استخدام العامية في كتابة الكتب بالذات غير محبذة ، لأنها تنتقص من قدر الكتاب وتقتصر قراءته فقط على فئة معينة وهذا فيه إجحاف للكتاب الذي ربما يحتوي على أفكار لموضوع مهم قد يفيد الجميع .
إن اللغة العربية  الفصحى هي لغة جميلة بكل المقاييس ، تستطيع من خلالها أن تثري كتابك وتجعله تحفة أدبية غير طبيعية من خلال استخدام المصطلحات المختلفة  المتنوعة ، وتستطيع من خلالها أيضاً أن تصل بكتابك إلى أكبر قدر من شريحة القراء ، سواء أكانوا مثقفين أم بسطاء ،، وبذلك تكون قد أوصلت فكرتك إلى كل الناس مصريين كانوا أم عرب.
اذكر أنني كنت من محبي قصص وروايات إحسان عبد القدوس ، وكان يعجبني فيه أنه كان يستخدم الفصحى في السرد والعامية في الحوار ، وكانت تتميز عاميته بأنها قريبة للفصحى ويستطيع أي قارئ عربي مهما كانت لهجته أو جنسيته ، أن يفهمها ، فإذا شعرت بأنك تحب الكتابة بالعامية فلتحاول قدر الإمكان بأن تكون لغة مفهومة للجميع وجرب الكتابة بطريقة إحسان عبد القدوس ، ربما تكون أجمل من العامية المطلقة .
ولي ملاحظة على بعض الأفلام المصرية والتي من المفروض أنها مصنفة تحت بند أفلام تاريخية ،، وهي فلمي يوسف شاهين المهاجر والمصير ، حيث استخدم المخرج اللهجة المصرية العامية في الحوار ،، ولكني لم أكن أعلم من قبل بأن العالم والمفكر ابن رشد، والذي كان يعيش في الأندلس ، أنه كان يتحدث العامية المصرية !!
كما أن المخرج أضاع قيمة الفيلم عندما استخدم العامية في سرد وقائع  المفروض أنها تاريخية ، فأصبح الحوار في ناحية والقصة التاريخية في ناحية ، على الرغم من أن نفس المخرج استخدم الفصحى البسيطة في فيلم الناصر صلاح الدين وكان إحدى العلامات الفارقة في تاريخ السينما المصرية .
إن الحديث عن اللغة العربية لا يكفي في تدوينة واحدة ولكنها تحتاج إلى الكثير والكثير ، أتمنى أن أكون قد وفقت في كتابة ولو القليل عن اللغة العربية في يومها العالمي سواء أكان في 21 فبراير أم في 8 ديسمبر أو حتى في 30 يوليو ، فمن وجهة نظري كل يوم يجب أن يكون يوماً عالمياً للغتنا العربية الجميلة.

****




الاثنين، 13 ديسمبر 2010

وجع البنفسج ....





يا سمائي الملبدة بالغيوم
آما آن الأوان
لتحني على قلبي المحروم

***
عاصفةٌ تهب ولا مطرٌ
يطفئ نار الشوق
في صدرٍ مكلوم

***
وجعي يمتد على حدود
بنفسجٍ....
وقلبي يتأرجح بين
خيوط عنكبوت ٍ مهزوم

***
قيثارة الحزن
تقطعت أوتارها
فغني يا نورس
بصوتٍ صداه مكتوم

***
واصرخ بألف آه وآه
فهل مثلي أو مثلك
بملوم ....؟؟!

***