الأربعاء، 27 مايو 2015

حديثك يشبهني


في بيتنا كتاب
حديثك يشبهني
لـ / محمود رمضان (يامي أحمد)


منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا راغبة عن كتابة مراجعات للكتب التي اقرأها ، ربما الحالة النفسية والأوضاع السيئة التي يمر بها الإنسان تنزع منه ما كان يرغب به وبشدة.

لكن شعوري بالواجب تجاه هذه الكتب ومؤلفيها توجع ضميري وتؤرقه ، لذلك سوف أحاول كتابة ما تيسر لي من كلمات ولو كانت بسيطة أو قصيرة.

بالنسبة لرواية " حديثك يشبهني " فهي ثاني تجربة لي مع الكاتب الفلسطيني الشاب محمود رمضان بعد روايته " يوسف يا مريم " ، وقد كانت تجربة جميلة ، وسعدت بالغ السعادة بحصولي على نسخة منها.

في البداية لم يعجبني الغلاف ولم يشدني للقراءة وهذا بالطبع رأي شخصي وقد يخالفني فيه الكثير من القراء كما أنني لم استطع ربطه بأحداث الرواية.

لكن بشكل عام الرواية جميلة وخفيفة وإن كانت مغرقة في السوداوية والكآبة ، فهي تحكي عن معاناة وحياة شاب من غزة يعيش في مصر بعد أن ترك القطاع على أثر إحدى الحروب المتكررة.

للأمانة استمتعت بقراءتها وإن كانت لي عدة ملاحظات عليها وهذه الملاحظات لا تنقص من قدرها ولا من قدر كاتبها ، بل على العكس فهي تساعده على الوقوف على مواطن الضعف والقوة في نصه.

ومن تلك الملاحظات:

أن محمود رمضان كاتب موهوب وذكي ولكن على ما يبدو أن آفة الكتاب الشباب قد أصابته وهذه الآفة هي التسرع ، فالكاتب الشاب تجده وقد كتب رواية جميلة ويسير بها في خطى ثابتة ، وفجأة عندما تقترب النهاية تجده قد هرول وأسرع بدون مبرر وأنزل الستارة عن الأحداث هكذا فجأة بدون سابق إنذار ، وهذا ما حدث هنا ، كانت الرواية تسير في خط ثابت متنوع ، ينقلنا الكاتب برشاقة بين بطلي الرواية وعندما قررا البطلان أن يجتمعان وبدأنا نحن معشر القراء نهيأ أنفسنا لهذا اللقاء وللأحداث القادمة قامت الدنيا داخل الرواية ولم تقعد مثلما فعلت هند الفايز وبدأت الأحداث تركض ونحن نلهث خلفها.

كنت أتمنى لو تريث الكاتب قليلًا ، فما الضرر من إضافة القليل من الصفحات بحيث يعطي كل ذي حقٍ حقه ، ويتركنا نعيش تلك اللحظات العصيبة في حياة البطلين وخاصة أنها لحظات ثرية ممتلئة بالأحداث والمشاعر التي لو كانت لجعلت من الرواية تحفة فنية إنسانية من الدرجة الأولى وخاصة عند الحديث عن موضوع ذي شجون مثل موضوع المرض أو الهجرة غير الشرعية.

وهناك أيضًا بعض الملاحظات الصغيرة والتي أفضل أن احتفظ بها لنفسي ، فلا داعي لذكرها هنا وإلا لشعر قارئ كلماتي بأنني اصطاد في المياه العكرة أو اتصيد الأخطاء للكاتب.

وتبقى نصيحتي للصديق محمود رمضان بالصبر عند الكتابة فلا أحد يعدو خلفك ، موهبتك حاضرة وبقوة فاصبر على طبختك حتى تنضج بالشكل المناسب والتي بالتأكيد سوف تنال إعجاب نقادك قبل قراءك.

وهذه اقتباساتي من الرواية:









*****