الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

فلسطيني فلسطيني




فلسطيني فلسطيني
احمل الشمس في كفي
فتشرق على غيري
وتغيب عن دروب سنيني

***
فلسطيني فلسطيني
بلاد الغُرب لي وطنٌ
فيا ويلي من غربتي
ويا ويلي من حنيني

***
فلسطيني فلسطيني
وطني يسكنُ قلبي
بين أضلعي
في شراييني

***
فلسطيني فلسطيني
بيتي للغرباء مرتعٌ
واسكن أنا 
على حد سكين

***
فلسطيني فلسطيني
يا كل البشر
لكم أوطانكم ولي وطنٌ
فمال وطني لا يحتويني

***
فلسطيني فلسطيني
كان لي بيتٌ هناك
كان لي حقلٌ هناك
ولم يبقى لي ..
سوى جرحٌ يعتصرني
وشوقٌ يعتريني
فلسطيني فلسطيني

***
                                         كتبت في 24/10/2010

السبت، 23 أكتوبر 2010

الأدب الإسلامي ( نظـرة تعريفيـة )



هل سمع أحدٌ منكم عن الأدب الإسلامي ؟؟ لقد سمعنا عن الأدب العربي والأدب الجاهلي ، والأدب الغربي ،،، الخ الخ ، لكن أدب ، وإسلامي !! يبدو أنها معادلة صعبة ؟ لا ، هي ليست  كذلك ، فالمعادلة سهلة وبسيطة ، ولنعد إلى البداية،،
امتاز العرب في العصر الجاهلي بامتلاكهم فنون الأدب المختلفة من شعر ونثر وخطابة ، فهم أهل الفصاحة والبلاغة ، وعندما جاء الإسلام ، اهتم  بهذه الفنون وسخرها لخدمة الدعوة الإسلامية ، ونذكر هنا أنه عندما نزلت الآية : "والشعراء يتبعهم الغاوون"  ذهب كعب بن مالك رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله: ما ترى في الشعر؟ قال عليه السلام: " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه» ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال: " إنما الشعر كلام مؤلف، فما وافق الحق منه فهو حسن، وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه "، وقال: " جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم"، وبالتالي نصل إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حث على استخدام الشعر وغيره في سبيل الدعوة إلى الإسلام واعتبرها نوع من أنواع الجهاد ، وكلنا نعرف حسان بن ثابت شاعر الرسول والذي وظّف الشعر في خدمة الدين ، وهذا جزء من قصيدة مشهورة له:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بيَّنوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة إن الخلائق فاعلم شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
( تذكرني بقصيدة ستون عاما ما بكم خجل للشاعر تميم البرغوثي لأنها على نفس الوزن)
هكذا بدأ الأدب الإسلامي بالشعر والخطابة ثم تطور ليضم تحت مظلته أنواع أخرى مثل القصة والرواية  والمسرح والأناشيد وغيرها الكثير. 
إن الأدب الإسلامي هو أدب ملتزم له هدف وغاية نبيلة جادة كما أنه يتسم بالواقعية ، وهو أدب ايجابي وحيوي ومتطور ، كما أنه يدعو إلى قِيَم ربانية ويحمل نزعة إسلامية ، وذو مفهوم فكري إسلامي يتميز عن غيره من الآداب بالمحتوى الذي يدعو إلى الفضائل والأخلاق الحميدة وإلى الخير والعمل الصالح .. الخ .
لقد أصبحنا اليوم نتحدث عن آداب إسلامية وفنون إسلامية وأناشيد إسلامية ، وهذه بادرة خير بأننا نسير نحو الأدب الملتزم، حيث يتم توظيف الشعر والقصة والرواية والمسرح في التعريف بالإسلام وفي الدفاع عن قيمه ومبادئه أمام تيارات الإلحاد والكفر ، حيث أن كل أدب يدعو إلى نشر الرذيلة أو الفكر الملحد مهما بلغ من درجات الرقي من حيث الإخراج والحبكة الفنية فهو أدب ساقط ناقص.
وليس المقصود بالأدب الإسلامي فقط الدعاء والتسبيح ومدح الرسول " ص " والتغني بأمجاد المسلمين وفتوحاتهم وانتصاراتهم ، بل تعدى ذلك ليشمل جميع نواحي الحياة المعاصرة ، وآفاقه لا حدود لها فهي تشمل جميع القضايا الإنسانية من مشكلات وعلاقات وسلوكيات وروحانيات وانفعالات ، شأنه شأن باقي الآداب الأخرى إلا أنه  يتميز عنها بأنه أدب محترم.
وبذلك يكون الأدب الإسلامي " من وجهة نظري " /هو كل أدب تخطه يد أديب مسلم ملتزم ولا يخل بالضوابط الشرعية الإسلامية.
ولابد لنا من التفريق بين مصطلح الأدب الإسلامي ومصطلح أدب العصر الإسلامي ، فالأول لا يحده مكان ولا زمان ، أما الثاني فهو يختص بأدب ظهر في عصر محدد.
وقد أصبح للأدب الإسلامي رواد كُثر من أمثال الكاتب علي أحمد باكثير ، و د. نجيب الكيلاني وغيرهم من الكتّاب المسلمين الملتزمين الذين ساهموا في انتشاره وتوسعه، يقول د. حامد أبو أحمد في " الأدب في خدمة الدعوة " : " وإذا كنا ندعو إلى توسيع الرؤية بحيث تشمل نقاط الاتفاق والاختلاف وتسمح بمد مظلة الأدب الإسلامي إلى كل أدب صادر عن حس إنساني راق وبقلم أديب مسلم، فإننا ندعو كذلك إلى دعم كل اتجاه يؤكد ويدعم كل ما كان للعرب والمسلمين من أثر فعال في الثقافة الإنسانية. وهذا الاتجاه يحظى بانتشار عالمي حاليا، ويكفي أن كثيرين من المهتمين بالثقافة الإسلامية صاروا يؤلفون فيه الكتب بكل لغات العالم."
ليس بالضروري أن يكون الأدب الإسلامي بمعزل عن باقي الآداب أو منغلق على نفسه بل على العكس لابد لأنه من الاختلاط بالثقافات الأخرى , يقول د. نجيب الكيلاني في" مدخل إلى الأدب الإسلامي: "ولقد ضرب أسلافنا الإسلاميون العظام أروع المثل حينما لم يحجموا عن قراءة تراث الحضارات القديمة، وسهروا على النظر فيه، وترجمته ونقده، والرد عليه سواء أكان إغريقياً أم هندياً أم فارسياً.. فنحن-  قديما وحديثاً - جزء من هذا العالم الكبير من حولنا، أعطيناه الكثير، وتبادلنا معه الخبرات والثقافات، وهذه سمة رائعة من سمات الحضارة الإسلامية الخالدة، التي تغذت بلبان الإسلام وترجمت بصدق عن فكره وروحه".
على الأديب المسلم أن يحمل رسالته على كاهله ، وأن يعبر عن واقع أمته بكل شفافية وموضوعية ، وينقل للعالم أجمع فكر وعقيدة هذه الأمة ، وأن يناقش قضاياها ، ايجابياتها وسلبياتها ، ويبحث في مشكلاتها ويضع لها الحلول المناسبة في ضوء الشريعة الإسلامية ، وهذا ليس بالأمر الهين بل يحتاج إلى جهد وعزيمة وثبات ، وأخيراً هذا غيض من فيض النماذج المشرّفة من الأدب الإسلامي الملتزم:
ديوان رياحين الجنة     عمر بهاء الدين الأميري
ديوان البوسنة والهرسك شعراء رابطة الأدب الإسلامي العالمية
رواية اليوم الموعود       د. نجيب الكيلاني
رواية لن أموت سدى   للكاتبة جهاد الرجبي
رواية العائدة            سلام إدريسو
مسرحية محكمة الأبرياء د. غازي طليمات

الاثنين، 18 أكتوبر 2010

لماذا نقرأ لهؤلاء ولا نقرأ لهؤلاء ؟!




قرأت قبل فترة رواية " آنا كارنينا " للكاتب الروسي ليو تولستوي ، ولقد وجدتها غير ممتعة بل مملة وكئيبة وخالية من الحس الأدبي ، لا اعرف هل الخلل في تولستوي (!) أم الخلل في مترجم الرواية ، والذي ربما لم يراعي الجانب الأدبي عند الترجمة ، لقد قرأت عدة روايات عالمية لأمثال شكسبير وتشارلز ديكنز وتولستوي وغيرهم الكثير ، لكني بعد قراءة تلك الروايات ، أشعر بأنها لا تشبهني ، فلا البيئة التي ولدت فيها هي بيئتي ولا أبطالها هم أبطالي، ولا موضوعاتها موضوعاتي ولا أفكارها أفكاري ، كما أنني إذا أحببت أن ارتدي عباءة ، أحبها أن تكون عباءتي لا عباءة غيري ، فأنا أحب قراءة القصص والروايات العربية والتي تتحدث عني وعنك ، وعن كل ما هو عربي ، فلماذا اقرأ لكتّاب لا يكتبون لي ، واهجر كتّاب شغلهم الشاغل الكتابة عني وعن قضاياي ومشاكلي وهمومي ، هل أقرأ لهؤلاء الكتّاب الأجانب ليقال عني " واو إنه  إنسان مثقف يقرأ روايات عالمية عظيمة " ، أم اقرأ لهؤلاء الكتّاب العرب والذي ربما يقال عني " يييي إنه إنسان متخلف ، مازال يقرأ روايات عربية سخيفة " لماذا أصبح هو المعيار للحكم على المثقف العربي؟ ، عموماً أنا لا أدعو لهجران الروايات والكتب العالمية ، بل على العكس يفضل قراءتها للإطلاع على العوالم المختلفة والتي تحيط بنا ، ولكي نتعرف على أفكار وموضوعات جديدة ، لكن ليس بهذه الصورة ، والتي يقابلها هجران مع سبق الإصرار والتعمد للروايات والكتب العربية .
لماذا لا نقرأ للكتّاب العرب أمثال ابن خلدون والطبري وابن رشد وابن طفيل والغزالي وعباس محمود العقاد ، وأحمد شوقي والمنفلوطي والرافعي والطنطاوي والدكتور مصطفى محمود وغيرهم الكثير والكثير ، إنهم يكتبون باللغة العربية والتي لا توجد لغة على وجه الأرض بجمالها ، وهذا ليس تعصباً مني لأنها لغتي الأم ، بل لأنها لغة القرآن الكريم ، لأنها لغة الضاد ، ولأنها غنية بمترادفاتها وآفاقها وبلاغتها وتنوع مخارج حروفها ، إنها لغة رائعة بكل المقاييس ، على الرغم من الهجمة الشرسة عليها بهدف القضاء عليها وجعلها لغة قديمة مثلها مثل اللغة اللاتينية واستبدالها بلغات أخرى مثل اللغة الانجليزية أو غيرها ،،، واخيراً اتذكر قول الشاعر حافظ إبراهيم وهو يصف حزن اللغة العربية بعد هجران أصحابها لها:

رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي *** وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي
رَمَونـي بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني *** عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي *** رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً *** وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَـكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ *** وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ *** فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني *** وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني *** أَخـافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً *** وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً *** فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ
أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ *** يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ *** بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ
سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً *** يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي
حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ *** لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ
وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ ***حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً *** مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ
وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً *** فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي
أَيَهجُـرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ *** إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ
سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى *** لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً *** مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ
إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ *** بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى *** وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَـةَ بَعدَهُ *** مَماتٌ لَعمري لَم يُقَس بِمَماتِ

السبت، 16 أكتوبر 2010

الهجرة إلى غزة



قد تستغربون من العنوان " الهجرة إلى غزة " ، وقد تقولون ربما أخطأت في حرف الجر " إلى " ولكن الجملة صحيحة لغةً واصطلاحاً ، نعم الهجرة إلى غزة ، واعني بكلمة غزة مدينة غزة وليست قطاع غزة ، فقد لاحظت أن العديد من أبناء الجنوب والشمال قد اختاروا الهجرة من مدنهم إلى مدينة غزة ، حيث أن ظروف المعيشة فيها " نسبياً " أفضل من ظروف المعيشة في الجنوب والشمال حيث تنعم مدينة غزة بنوع من الحداثة والمدنية قد لا تجدها في مدن القطاع الأخرى.
وهنا نجد ظاهرة هجرة الكفاءات من المدن الصغيرة إلى المدينة الأم والتي قد يجوز لنا تسميتها مجازاً عاصمة قطاع غزة ، على اعتبار أن القطاع أصبح شبه دولة داخل دويلة داخل دولة !!
فنجد أن دكتور الجامعة يهاجر بعائلته إلى غزة ، كذلك المهندس والطبيب والمحامي والفني حتى من لا عمل لديه ، الجميع يهاجر ومن لم يهاجر يحدث نفسه بالهجرة ، وينتظر فرصة تلوح له بالأفق.
فمدينة غزة بالنسبة لهؤلاء مدينة جميلة نوعاً ما والحياة فيها سهلة أيضاً نوعاً ما ، فكل شيء تقريباً في غزة متوفر ، الأسواق ، المتنزهات ، المطاعم ، الاستراحات ، الشاليهات والحدائق العامة ، كما أنك تستطيع أن تشتري ما تريد وأنت جالس في بيتك ، حيث تطلب الطعام " الديلفري " عن طريق الهاتف ، وترسل البواب ليقوم بتسديد فواتير التليفون والنت والكهرباء ، ويقوم السوبر ماركت بتوصيل ما تحتاج إليه حتى باب البيت ، كما أنك لا تحتاج للذهاب إلى السوق ، فبجوار بيتك يوجد السوبر ماركت وبائع الخضراوات والفواكه ومحلات بيع الملابس والأحذية وغيرها مما تشتهي الأنفس (!!) وإذا فكرت بالخروج للفسحة مع عائلتك ، ما عليك سوى الاتصال بمكتب التاكسيات وما أكثرها هنا في غزة ، وخلال بضع دقائق تجد السائق في انتظارك أمام بيتك ويذهب بك إلى حيث تريد ، المهم أن تكون محفظة نقودك " مليانة " .
إذا كنت من أهل الشمال أم الجنوب ، وقرأت ما كتبت لربما شعرت بأن كلامي قد مس جزء لا يستهان به في حياتك ، أما إذا كنت من أهل غزة ، لربما ضحكت مما كتبت ، لأنك لا تشعر بأفضلية مدينتك " أي غزة " عن باقي مدن القطاع ، وربما راودك هاجس الهجرة من غزة إلى الضفة الغربية أو إلى الخارج بحثاً عن حياة أفضل وهكذا ، فالكل يفكر بالهجرة سواء أكانت هجرة داخلية أم هجرة خارجية !!
فكل ما في غزة يهاجر ، هناك من يهاجر من مدينة إلى مدينة ، وأخر من حزب إلى حزب ، وهناك من يهاجر من فكرة إلى أخرى ومن معتقد إلى أخر وهكذا .. فالحياة في غزة تبدأ بهجرة وتنتهي بهجرة !!

 *********

نصائح غريبة من شخص غريب لناس أغرب





إذا رغبت بأن تكون مكتئباً ، فيجب عليك إتباع الخطوات التالية:

  1)   لا تستيقظ مبكراً أبداً أبداً " يفضل الاستيقاظ بعد الظهر ".
  2)   لا تنسى أن تقضي صلاة الفجر مع صلاة الظهر!
  3)   لا تغادر المنزل إلا في حالات الضرورة القصوى.
  4)   لا تفتح شباك بيتك لترى أنه مازال هناك حياة بالخارج.
  5)   اجلس أمام شاشة الكمبيوتر والعب لعبة زومبا لمدة لا تقل عن ست ساعات يومياً.
  6)   لا تنسى أن تصلي صلاة العصر قبل آذان المغرب بربع ساعة !
  7)   حاول أن تأخذ قيلولة لمدة أربع ساعات يومياً ، تبدأ بعد صلاة المغرب.
  8)   اجلس أمام التلفاز بعد أن تصلي العشاء ، وقلّب في القنوات على غير هدى لمدة لا تقل عن خمس ساعات  يومياً.
  9)   لا تشتري ملابس جديدة ولا تغير قصّة شعرك ! " ولا تحلق ذقنك إذا كنت رجلاً ".
 10)  وأخيراً عش في غزة ، وهي كفيلة بتعليمك الاكتئاب على أصوله !!

ودمتم بخير مكتئبين ....

ملاحظة /
هذه الكلمات ليس للتطبيق ، فهي نوع من أنواع التفريغ النفسي ، وهي تتكلم عني فقط ، رجاءاً عدم إتباع الخطوات السابقة ، لانها لسان حال وليست شيئاً أخر ,,,,

****************

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

أنا خفت على العدة بصراحة !






في مسرحية عادل إمام " شاهد ما شفش حاجة " لفت انتباهي مشهد الأسد والأرنب ، عندما ذهب سرحان عبد البصير لزيارة أرنبه في حديقة الحيوانات وهذا نص المشهد ، ركزوا في الكلام :
" أما أنا ح احكي لكم عن حتة فصل ،  امبارح جتني فاتورة التليفون فيها مكالمات زيادة بـ 18 جنيه ، تخيلوا 18 جنية مكالمات زيادة مع العلم نادر لما اتكلم مع حد ، اتكلم مع مين يا حسرة ، ثم انا معنديش تليفون ، رحت المصلحة  علشان اشتكي قالولي ادفع الاول وبعدين اشتكي ، رحت ادفع قالولي الساعة 12 والخزنة قفلت تعال ثاني يوم بقى، رحت ثاني يوم لاقيت صف طويل عريض ، فضلت واقف لغاية ما وصلت للشباك قالولي لا ده معاد الدفع فات ولازم تدفع عشرة جنيه غرامة يا اما نشيل العدة ، بيني وبينكم انا خفت على العدة بصراحة، رحت دافع ولا هممني حاجة " .
طبعاً أسلوب عادل إمام في المسرحية غير الكتابة خالص ( بغض النظر عن من هو عادل إمام ) ، هذا المشهد بسخريته هو نفس المشهد الذي حدث للكثير منا ، عندما قامت سلطة رام الله بالتعاون مع سلطة غزة بخصم مبلغ 170 شيكل على كل موظف و موظفة بغض النظر إذا كان لديه اشتراك في شركة الكهرباء أم لا ، فمثلاً ، أنا موظفة وزوجي موظف ولا يوجد باسمي أو اسمه أو حتى اسم والده " رحمة الله عليه " أي اشتراك ، كما أننا نسكن في شقة بالإيجار ، يعني لا يوجد صلة لا من قريب ولا من بعيد بيننا وبين شركة الكهرباء ، اللهم إلا الفاتورة والتي ندفعها بانتظام أول كل شهر ، وعلى الرغم من ذلك تم خصم المبلغ المذكور أعلاه من راتبي وراتب زوجي للشهر الثاني على التوالي ناهيك عن استمرار انقطاع الكهرباء!! ، ذهب زوجي إلى الشركة ليستفسر عن حكاية الخصم  لا ليشتكي مثل سرحان عبد البصير ، "آه خلينا جنب الحيط أحسن" ، المهم طلبوا من زوجي أن يدفع مبلغ 100 شيكل (!)  " مش عشرة جنيه " وقاموا بإعطائه طلب لتعبئته وأخبروه أنه سوف يتم النظر في هذا الطلب وأنهم سوف يخصمون المبلغ الذي تم اقتطاعه من الراتب من الفاتورة القادمة ولكن هذا لم يحدث ، بل تم الخصم مرة أخرى ، وبذلك يتم دفع فاتورة الكهرباء في ميعادها بالإضافة إلى الخصم من راتبي وراتب زوجي ، يعني ندفع قيمة  الفاتورة ثلاث مرات في الشهر الواحد، هذا لو اعتبرنا أن قيمة الفاتورة 170 شيكل ، فاستهلاكنا للكهرباء لا يتجاوز الـ 100 شيكل، ولو أننا نسكن في شقة تمليك لما دفعت الفاتورة أصلاً ، لأنها تخصم من الراتب ، يعني لماذا ادفع لصاحب الشقة قيمة الفاتورة وكمان يتم خصم قيمتها من الراتب !! لا اعرف من الذي أشار " أكيد مش موظف ! "على السلطتين بهذا المقترح والذي فيه ظلم كبير على الموظفين ، المهم أننا مازلنا ندفع فاتورة الكهرباء على  الرغم من الخصم خوفاً من أن يشيلوا العدة!!

**********

الأحد، 10 أكتوبر 2010

على الحاجز...




هذه الخاطرة ، كتبتها وأنا على حاجز أبو هـولي ، وكانت عن شاب يجلس على قارعة الطريق في انتظار أن يفتح الحاجز ويغادر إلى غـزة ....

على حاجز السكوت ...
ألقى بثقله على أحد الأعمدة
يصنع من نظراته بيوت ...
يأكل الهم من طول المدة
انتظر طويلاً ..
ومازال ينتظر ..
ينفث دخان سجائره
ويمسك جريدة...
يحل الكلمات المتقاطعة
ويفكر في مرادف للعالم وضمائره !
ومع طول المدة ..
لم تعد تراوده الهواجس
فقد تلاشت في ضوء الأعمدة
على حجارة الحاجز !!
                                              كتبت في 22/5/2002



يوميات رفح في ظل الاجتياح





هذه بعض من تدوينات ما قبل اختراع المدونات ، لقد عملت كمراسلة لأصدقائي خارج فلسطين أخبرهم كل يوم عما يحدث في مدينة رفح عن طريق البريد الالكتروني ، رغبةً مني في إيصال صوتنا للجميع وهي من دفتر مذكراتي ... بعنـوان..

يوميات رفح في ظل الاجتياح

اليوم الأول: 17 مايو 2004
·       هجرة جماعية لأهالي مخيم رفح (يبنا ـ منطقة الشاعر وقشطة) إلى منطقة تل السلطان وخربة العدس وحي الجنينة ومخيم الشابورة ، ظناً منهم أنه أكثر أمناً، أما من لم يجد مأوى له اضطر للذهاب إلى المدارس التي تم فتحها من قبل البلدية للأهالي مثل مدرسة الخنساء .
·       استشهاد أحد عناصر كتائب شهداء الأقصى في مخيم الشابورة في رفح أثناء إعداده لعبوة ناسفة .
·       بدأ قصف القوات الإسرائيلية لرفح ومخيماتها في الساعة الواحدة صباحاً.
اليوم الثاني : 18 مايو 2004
·       خرجت اليوم في الصباح جنازة تضم عدد من الشهداء الذين سقطوا صباح اليوم أثر القصف الإسرائيلي فجر اليوم حيث استيقظنا على أنباء استشهاد أكثر من عشرين فلسطيني في منطقة تل السلطان بعد أن تم اجتياحها وقصف المصلين في مسجد بلال بن رباح مما أوقع أكثر من سبعة شهداء وكما طال القصف منطقة يبنا وأدى إلى استشهاد عدد من المواطنين والمقاومين.
·       من بين شهداء تل السلطان إخوان اثنين من عائلة الشاعر وهما محمد وأحمد الشاعر، وبذلك يكون عدد شهداء تل السلطان ومخيم يبنا في اليوم الثاني للاجتياح عشرون شهيداً.
·       تم قنص أحد الجنود الصهاينة في تل السلطان وهناك معلومات من الناس بأنه قد قتل.
·       تم اليوم دفن الشهيد مجهول الهوية والذي أطلق عليه اسم عبد الله حيث استشهد الشهيد الرقم كما أطلق عليه أثناء تواجده في مستشفى أبو يوسف النجار في اجتياح مخيم يبنا يوم الأربعاء 12 مايو ولم يتم التعرف على جثمانه حيث بقي في ثلاجة المستشفى منذ ذلك اليوم حتى الآن وذلك ليتم التعرف عليه ولكن لم يتعرف عليه أحد لا من مدينة رفح ولا أي مدينة أخرى حيث جاء أعداد كبيرة من المواطنين من كل المدن في قطاع غزة للتعرف عليه ولكنه بقي مجهول الهوية ، والكثير يعتقد انه مصري قد تسلل إلى رفح للمشاركة في المقاومة وانه استشهد في عملية الاجتياح السابقة ، تم التقاط عدة صور للشهيد ليتم توزيعها أملاً أن يراه أحد فيتعرف عليه وذلك بعد أن لم يعد هناك متسع في ثلاجات الموتى في المستشفى ولان إكرام الميت دفنه فما بالك بالشهيد ، سوف أحاول جاهدة الحصول على صورته لكي يتم نشرها فربما تعرف عليه احد ، مع العلم أن الشهيد فقد أحدي عينيه ورجليه ولكن ملامح وجهه  واضحة.
·       تم استخدام ثلاجات الخضروات في بيت محمد ضهير(أبو اشتيوي) لحفظ جثامين الشهداء الذين سقطوا اليوم والأمس وذلك لعدم وجود متسع لهم في ثلاجات الموتى في مستشفى أبو يوسف النجار وهي مستشفى بسيطة ووحيدة في مدينة رفح المنكوبة كما أن أهالي الشهداء مازالوا محاصرين في تل السلطان ويرفضون دفن أبناءهم أملاً منهم بفك الحصار والخروج لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على أبناءهم.
اليوم الثالث: 19 مايو 2004
·       استمرار محاصرة تل السلطان وعدد الشهداء في تزايد مستمر حيث بلغ حتى فترة الظهر من هذا اليوم إلى 23 شهيد .
·        أخذت مكبرات الصوت الصهيونية بالنداء على المواطنين في تل السلطان للخروج والتجمع في المدرسة ومعهم هوياتهم ( البطاقة الشخصية ) وعند خروج أول مجموعة منهم تم إطلاق النار عليهم فاستشهد أربعة منهم فعادوا الباقي للاختباء داخل المنازل حيث كان الجيش يهدف إلى قتلهم وليس احتجازهم في المدرسة .
·       هناك نداءات استغاثة من أهالي تل السلطان عبر هواتفهم النقالة إلى معارفهم خارج الحي وذلك لنجدتهم ونصرتهم وذلك لحاجتهم الماسة إلى حليب الأطفال والماء والمواد الغذائية حيث لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا خطوط هاتف في الحي.
·       كما يقوم أهالي من عمارة مرقه في تل السلطان بالاتصال مع إذاعة صوت الشباب يناشدون فيه وزير الارتباط لمساعدتهم في إحضار الماء وحليب الأطفال لهم ،وذكر أحد السكان أنه يوجد في بيته في العمارة حوالي 60 شخص من عائلته وعائلة شقيقاته اللواتي هربن من المخيم للاحتماء في بيته فلحق بهم الجيش إلى تل السلطان.
·       سمعنا بعد صلاة الظهر مكبرات الصوت عبر المساجد في منطقة خربة العدس وحي الجنينة ومصبح تنادي على الناس للمشاركة في جمع التبرعات والتجمهر للقيام بالمسيرة السلمية التي سوف تتوجه لتل السلطان لتوصيل هذه المواد الغذائية والطبية وحليب الأطفال والماء إليهم.
·       قامت قوات الاحتلال الصهيوني بقصف هذه المسيرة السلمية بالصواريخ مما أدى إلى استشهاد أكثر من عشرين فلسطيني غالبيتهم من الأطفال الذين كانوا يسابقون الشباب في المسيرة وتم قصفهم في منطقة دوار زعرب على حدود حي تل السلطان ومن هؤلاء الشهداء الأطفال الطفل وليد أبو قمر من أطفال البرلمان الفلسطيني الصغير .
·       حالة من الرعب تجتاح أهالي رفح خوفاً على أبناءهم الذين كانوا في المظاهرة ويتصلون عليهم للتأكد من نجاتهم من عملية القصف ولقد قمت بالاطمئنان على من اعرفهم من زملائي وأصدقائي بعد أن رأيت صورهم في التلفزيون وهم بخير الحمد لله .
·       نسمع الآن مكبرات الصوت عبر مساجد المدينة تناشد الأهالي للتوجه إلى المستشفى للتبرع بالدم حيث سارع العديد من المواطنين إليها للتبرع بالدم كما قامت حشود من المواطنين في مختلف مدن قطاع غزة بحملات تبرع بالدم لإرسالها إلى المدينة المنكوبة وهناك إضراب عام ومسيرات في جميع مدن القطاع تضامناً مع مجزرة رفح
·       المقاومون الفلسطينيون يطالبون قوات الاحتلال بمواجهتهم وجهاُ لوجه بدلاً من قصفهم من الطائرات حتى تكون معركة شبه متوازنة.
·       استمرار عمليات القصف ليلاً ولقد سمعنا اقتراب صوت الطائرات من منطقتنا ويبدو أنهم يقتربون لتوسيع منطقة الاجتياح ، ولكننا سمعنا أنهم دخلوا حي البرازيل وقد بدأ القصف فيها والتجريف.
اليوم الرابع : 20 مايو 2004
·       استمرار عملية التوغل في حي البرازيل وحي الجنينة ولقد سمعنا أنهم احتلوا بيت الشهيد عوني ضهير وهذا البيت قريب من منطقة خربة العدس ولكن تم تكذيب الخبر وسمعنا أن الخبر الصحيح هو وصول القوات الإسرائيلية إلى برج عوض ويفصل هذا البرج عن خربة العدس شارع واحد يطلق عليه شارع صدام حسين ، ولا نعلم هل سيستمر التقدم إلى خربة العدس ومخيم الشابورة والمناطق الشمالية من رفح ،وخاصة بعد أن سمعنا وصولهم إلى مدرسة بئر السبع الثانوية وسط البلد.
·       استمرار عمليات المناشدة من أهالي تل السلطان عبر الاتصال بالإذاعات المحلية ويدعون الصليب الأحمر لمساعدتهم بإحضار الماء والحليب فقط لا غير.
·       اتصلت على صديقتي نداء من سكان حي البرازيل للاطمئنان عليها وخاصة أن قوات الاحتلال تحتل منزلهم وتحتجزهم في الدور الأرضي للبيت وأخبرتني أنهم بخير ولكن قوات الاحتلال تهدم البيوت المحيطة بهم في الحي.
·       تلقيت عدة مكالمات من أصدقائي وصديقاتي واللواتي اتصلن للاطمئنان عليَّ وعلى عائلتي.
·       قامت أمي بتعبئة المزيد من الماء وذلك خوفاً من أن يحدث لنا ما حدث لباقي سكان رفح في حي تل السلطان وحي البرازيل ، كما قامت بتفقد الأدوية الخاصة بها من حبوب السكر والضغط وحبوب الصداع والشاش والمطهرات وكل ما قد نحتاج إليه في ظل الاجتياح .
·       الساعة الآن 11 مساءاً وهناك قصف بالصواريخ والدبابات وحصيلة الشهداء حتى هذه اللحظة ستة شهداء في تل السلطان وثلاثة شهداء في حي البرازيل وشهيد في حي السلام.
·       هذا كل ما لدي حتى الآن وعندما يحدث جديد سوف أخبركم به ، لكن إذا لم ابعث بيوميات رفح غداً فاعلموا أنهم دخلوا منطقة خربة العدس ،وأنهم قطعوا الكهرباء، فأتمنى الدعاء لي ولعائلتي بالسلامة.

دعواتكم لإخوانكم المسلمين في مدينة رفح المنكوبة بالصبر والمقاومة وإنه لنصر قريب إن شاء الله
******
انتهت النشرة والتي ما زلت احتفظ بها ، فهي جزء لا يتجزأ من تاريخي وتاريخكم







رسالة قديمة عمرها ست سنوات





هذه رسالة من رسائلي القديمة وهي رد على رسالة  بعنوان " لعنة الله عليكم يا عرب !" كنت قد أرسلتها عبر إحدى مجموعات الياهو ، ولقد كنت غاضبة وحانقة على كل العرب ، وصمتهم على ما يحدث في مدينة رفح أثناء الاجتياح والذي راح ضحيتها عشرات الأطفال والشباب ، ولقد عاتبني الأصدقاء على ما كتبته وأنه فيه نوع من الإجحاف بحقهم ، لقد أحببت أن اعتذر لهم بهذه الرسالة ، والتي أحب أن أشارككم إياها ، فهي من مذكراتي وعمرها ست سنوات ،،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي وإخواني في جميع دول العالم العربي

لقد لمست غضبكم الشديد مني لما ورد في رسالتي السابقة والتي كانت بعنوان: لعنة الله ........ لذلك ابدأ رسالتي هذه بقولي انه من الجميل أن يخطأ الإنسان فيعرف خطأه والأجمل أن يرد هذا الخطأ أو يعترف به فيعتذر عما صدر منه، ولا يعتبر الاعتراف بالخطأ أو الاعتذار عنه ضعف بل قوة استمدها من حبي الشديد لكم وتعلقي بكم على الرغم من أني لا اعرف احد منكم معرفة شخصية إلا القليل جدا، أريد منكم قبول اعتذاري عن ما صدر مني في لحظة ثورة غضب عندما رأيت ما يحدث في بلدي فلسطين وعلى ارض مدينتي الصغيرة الغالية على قلبي كأمي و أبي حبيبتي رفح، جميعكم رأى صور الأطفال الذين استشهدوا في المسيرة السلمية والتي خرجت للتضامن مع أهلنا في حي تل السلطان في رفح يحملون ما تستطيع أيديهم الصغيرة أن تحمله من مواد غذائية وحليب أطفال وماء للمحاصرين في الحي ، لقد صعقت من هذا المنظر الفظيع حيث تناثرت أشلاؤهم لتخضب أرض رفح ، رأيت العديد من أصدقائي الغاليين جدا عليا يحاولون الهرب من الموت المحقق ، كما رأيت جثة الشهيد الطفل وليد أبو قمر (عضو من أعضاء البرلمان الفلسطيني الصغير حيث اعمل)، عندما رأيت قبور أحبائنا والتي داستها دبابات عدو الله وعدونا لتشق لها طريقاً من وسط القبور حيث تناثرت جثثهم الطاهرة هنا وهناك دون قدرتنا على حماية ما تبقى منهم ، ماذا سيكون ردة فعلك عندما ترى عدوك ينبش قبور من أحببتهم ذات يوم ووضعتهم تحت التراب ، فلا هناك احترام لميت ولا لمن هو على قيد الحياة، من الصعب على الإنسان مهما كانت جنسيته أو دينه أن يقف متفرجا على ما يحدث ، فما بالك عندما تكون في نفس مكان الحدث مع أشخاص تحبهم وفي لحظة ممكن أن يختفوا للأبد من أمامك وكأنهم لم يكونوا يوما واحدا على هذه الأرض ، لقد صببت غضبي عليكم دون قصد مني أن اجرح أحد منكم أو اسبب له أي نوع من الألم ، ولكني فوجئت بما كتبت بعد أن هدأت وتحدث معي بعض الأصدقاء عما كتبته واني قد ساويت في نظري بين من هم معي ومن هم ضدي ، فأنا في رسالتي السابقة لم استثني أحد من كلامي ، وتنصلت من أغلى شيء في حياة الفرد وهو عروبته فكأني تنصلت من سيد الأنام محمد عليه أفضل الصلوات والسلام وصحابته ، كأني تنصلت من صلاح الدين الأيوبي ، كأني تنصلت من جمال عبد الناصر ، من فاروق جويده وأحمد مطر وغيرهم من الشرفاء في وطني العربي.
ولقد فوجئت بالبعض يتهمني بأني أزايد على مصر ؟؟؟ هل هذا يعقل أن أزايد على محبوبتي مصر ، كيف ذلك وماء نيلها يسري في عروقي منذ ولادتي !! مصر هي بلدي الثاني بعد فلسطين، فلا يعقل ما اتهموني به، لقد تحدثت عن وساطة الحكومة المصرية في استرجاع أشلاء الصهاينة ولم أتحدث عن الشعب المصري لأني اعرف حق المعرفة مدى الكره الذي يكنه الشعب المصري للكيان الصهيوني الجاثم على صدورنا جميعاً، كيف لي أن اكره مصر ومعظم أصدقائي منها، كيف لي أن اكره البلد التي منحتني أصدقاء هم من أعادوا الحياة لي في لحظات اليأس والتي مررت بها منذ فترة، هذا الاتهام غير مقبول بتاتاً.
اكرر مرة أخرى أسفي على ما ورد مني وسامحوا أخت لكم عبرت عن شحنة من الغضب، فلم تجد غير صدوركم كي تفرغها فيها.

                               أخت لكم من رفح المنكوبة – فلسطين المحتلة 
       
 *****