الأحد، 11 ديسمبر 2011

لا يجتمع الكرسي بالبندقية أبداً





لا يجتمع الكرسي بالبندقية أبداً

قبل فترة تحدثتُ عن قناةالجزيرة وأكذوبة الوثائق السرية وتحدثت أيضا عن قطر التي قامت باستغلال علاقتها بإسرائيل لشحذ التأييد لها لتحظى بشرف    إقامة مونديال كرة القدم 2022م عن طريق إحضار طفل إسرائيلي ليتحدث عن السلام والرياضة في إعلان الاستضافة .. يبدو أني سوف اخصص قسم من أقسام المدونة للتحدث عن الشقيقة " قطــر " .

واليوم تقوم قطر في بداية حفل افتتاح دورة الألعاب العربية لسنة 2011 بوضع خريطة مجتزئة لفلسطين عبارة عن خريطة الضفة الغربية وقطاع غزة وكأنها هي فلسطين .. هل هذه هي فلسطين يا قطر في وجهة نظرك ؟

رغم أن السلطة طالبت بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 إلا أن هذا لا يعتبر حلاً نهائياً للقضية الفلسطينية وليس معناه أن تقومي يا قطر بالاعتراف بنا على طريقتك ورسم حدود دولتنا كما يحلو لك .. فنحن " كشعب فلسطيني " لا نرضى بديلاً عن فلسطين كاملة من البحر للنهر .. وحتى ولو اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين على تلك الحدود .. سوف تبقى خريطة فلسطين كاملة مكتملة ..

منذ صغري وأنا اعلق على صدري خريطة فلسطين مذهبة كاملة .. لتكون قريبة من قلبي بعد أن بعدت عن قدمي .. وبعد فعلة قطر هذه ..اعتقد أن على الصائغين في محلات الذهب أن يصنعوا لنا خريطة ذهبية على شكل القطاع نعلقه على صدورنا وكذلك يفعل أهل الضفة .. !!

لطالما تساءلت في نفسي .. ما قصة دولة قطر وماذا يريد أميرها بالضبط ؟ إلى ماذا يسعى وعن ماذا يبحث ؟
لم يعد يخفى على أحد الدور المُريب التي تقوم به قطر " ونقصد هنا بقطر هو أمير قطر وحكومته وليس الشعب القطري " .. قطر التي تحاول إثارة الفتن وتزكية نيران الثورات العربية تارة بالدعم المعنوي والإعلامي وتارة أخرى بالدعم المادي .

هل تقوم قطر بدور معد مسبقا لها من قبل المخابرات الغربية عامة والأمريكية خاصة ؟

من المعلوم أن قطر تمارس تطبيعاً مع الكيان الصهيوني وبها أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط .. كما أنها تدعم وبشكل سري وعلني في نفس الوقت الإخوان المسلمين عن طريق الشيخ القرضاوي الذي اتخذ من قطر بلداً له دون غيرها !!

يبدو هذا تناقض غريب .. كيف تحتفظ قطر بعلاقتها القوية مع القطب الغربي وفي نفس الوقت مع القطب الأخوانجي .. ولكي ندرك هذا الدور .. لابد أن نبحث عن الحقيقة أو على الأقل نظفر ببعض الإيضاحات حتى تكتمل الصورة أمام أعيننا ..

إذا أردت أن تتخلص من الجماعات المُقاومة في أي دولة .. حاول أن تخلط المقاومة بالسياسة .. أجعلهم يبحثون عن الكرسي .. فالكرسي له فعل السحر .. ولا يجتمع كرسي بالبندقية أبداً .. هذه هي الوصفة السحرية التي فكرت بها المخابرات الغربية للقضاء على كافة أشكال المقاومة .. وبدأتها مع حركة فتح .. التي قضت مضاجع الكيان الصهيوني .. ورغم محاولاتهم المستميتة للقضاء على فتح ومنظمة التحرير إلا إنها فشلت .. وبدأت في سحب البساط من تحت أقدام المقاومة عن طريق مشروع ما يسمى بالسلام ، وكانت هذه هي بداية النهاية لحركة هزت الأرض طولاً وعرضاً .. وأصبح التعارض موجوداً .. كيف نحافظ على الكرسي في وجود البندقية ؟ معادلة صعبة.. ومعركة محسومة النتائج لصالح الكرسي للأسف .. لكن هناك حركات مقاومة أخرى لم تستطع حركة فتح أن تسيطر عليها .. فما الحل يا ترى ؟؟

الحل بمحاولة استدراج تلك الحركات للسلطة ؟ وبالفعل كل الأجواء كانت مواتية .. الشعب مل من فساد السلطة ويبحث عن خيار أخر ، وأين يكمن الخيار الأخر .. يكمن في الحركات الإسلامية وهنا بدأت معركة الانتخابات .. وطبعا النتائج معروفة ، فوز الإسلاميين بالانتخابات .. وكما قلنا من قبل لا يجوز خلط المقاومة بالسياسة لأن المقاومة للأسف أيضا تخسر .. وللمحافظة على المكاسب السياسية من قبل الجماعات الإسلامية تم تعطيل بند المقاومة تحت مسمى " التهدئة "  ، وهكذا كان الحل ..

حركة فتح أصبحت ضعيفة ومترهلة من الداخل .. وحركة حماس تحاول قدر الإمكان الحفاظ على المكتسبات السياسية .. وأين المقاومة ؟؟ بح .. لا يوجد مقاومة بالمعنى الحرفي .. لا ننكر وجود صاروخ هنا وصاروخ هناك .. ولكن لا مقاومة حقيقية على أرض الواقع .. وهكذا استطاعت القوى الغربية ضرب عصفورين بحجر واحد ..

وهو نفس السيناريو الذي استُخدم مع حزب الله في الجنوب اللبناني ، فبعد انسحاب إسرائيل من الجنوب .. تم دمج حزب الله في السلطة حيث خاض الانتخابات وحصل على أغلبية ليشكل حكومة متوافقة مع أرائه ومبادئه .. وهو الآن مشغولاً بجني ثمار مكاسبه السياسية .. ولم تعد هناك مقاومة في الجنوب .. وأصبح شمال الكيان الصهيوني آمناً بعد أن انشغل الحزب بالسياسة بعيداً عن المقاومة .. أما سلاح المقاومة فقد وجد صدوراً داخلية ليتوجه إليها بدلاً من صدر عدونا وعدو الله ..!!

والسيناريو بالأعلى هو ما حدث على أرض فلسطين ولبنان وهو ما يحدث حالياً في كل الدول العربية المتنعمة بالربيع العربي المختلق !! والذي كان مقدراً له أن يكون ربيعاً فارسياً يبدأ من إيران ولكن  الغرب فشل في ذلك بعد أن قامت إيران بقمع المحتجين والمتظاهرين .. لتنتقل معركة الربيع إلى الوطن العربي وهو بالمناسبة تربة خصبة لذلك .

وكانت قطر و " جزيرتها " هي المحرك لكل هذا .. ودورها في دعم الثوار في ثوراتهم المزعومة لا يخفى على أحد .. حيث تقوم الجزيرة بفضح وتعرية الأنظمة العربية من ناحية وتقوم قطر بدعم مادي غير مسبوق للجماعات الإسلامية لتمهيد الطريق أمامها للفوز بالانتخابات واستلام زمام السلطة وبالتالي تكرر التجربة الفلسطينية الناجحة !! وتنتهي كل أشكال المقاومة وتنعم دولة " إسرائيل " الشقيقة بالهدوء والأمان .. دون خوف.. فلا أحد " فاضي " لها لمقاومتها ، فالكل مشغول بالحفاظ على الكرسي ..

وكما قلت سابقاً لا يجتمع الكرسي بالبندقية أبداً .. هذا رأيي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.


*****************

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

في غزة ..










عيونٌ أفزعها الصباح

مهدهدة

مكبلة

مهددة بالاجتياح

***

كأن عيوناً غَفَتْ

واستفاقت عيون

وبدأ الجنون

روحٌ مُثخنة بالجراح

مُثخنة بالنواح

مُثخنة حد الصباح

***


الخميس، 1 ديسمبر 2011

ضجيج





ذاك الضجيج يصاحبني

 منذ ولادتي

يسري مسرى الدم

والعطر في العروق

يرافقني .. يلتحم بي

كصديقٍ خلوقٍ صدوق

كلما سارعت للإفلات منه

وقف شامخاً فوق

أنات الشروق

صرخ بأعلى درجات الغرور

كحُلمٍ فوق خاصرة الزمن

ممشوق

كيف يموت من عانق خلايا

الوجد وسكن

بين نبضات الفؤاد المحروق !


***********