في بيتنا كتاب
محاكمة طه حسين
لـ / خيري شلبي
لم اقرأ كتاب (في الأدب الجاهلي أو في الشعر الجاهلي) لطه حسين ولكني قرأت حوله العديد من المقالات والآراء، وكنت أعتقد أن هناك تجني عليه من قبل المحافظين وشيوخ الأزهر لأن له وجهة نظر مختلفة عن السائد، حتى وقع بين يدي هذا الكتاب لخيري شلبي والذي ينقل فيه وقائع محاكمة طه حسين من قبل وكيل النيابة المستشار محمد نور، والذي قام مشكورًا بتصحيح معلوماتي حول الكتاب.
فما فعله طه حسين هو استخدام المنهج الديكارتي في بحثه وهو القائم على الرحلة من الشك إلى اليقين، والذي أدى به إلى الشك في قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل والتشكيك في نسب النبي محمد عليه السلام وفي نزول القرآن على سبعة أحرف والتشكيك في أن اللغة القحطانية لم تكن فرع من فروع اللغة العربية.
وهذا ما فنده ورد عليه بالأدلة والبراهين المستشار محمد نور في مرافعته والذي عجز طه حسين عن الرد عليه والدفاع عن كتابه كما هو واضح من ردوده على الاتهامات التي وجهت له، وما أنجى طه حسين من العقاب هو اعترافه بالنهاية أنه مسلم ولا يطعن في الدين وإنما كان هدفه فقط البحث العلمي والاجتهاد في ذلك ليس أقل ولا أكثر.
ولذلك وبهذا الاعتراف تم حفظ التحقيق إداريًا وليس كما يظن البعض أن طه حسين قد تغلب على معارضيه في الرأي.
مازلت من المعجبين بقلم وأدب طه حسين وإن بدأ الشك يساورني بخصوص نظرته نحو الدين الإسلامي ومحاولاته للنيل منه للأسف دون وجه حق أو دليل دامغ.
****