تناقلت وسائل الإعلام العربية والمحلية قضية الحكم على المدونة الشابة طل الملوحي خمس سنوات بتهمة التخابر مع جهات دولية معادية ، وهذا يذكرني بمرور شهرين تقريباً على قضية اختفاء الصحفي الفلسطيني مهيب النواتي في سوريا ، بعد أن ذهب هناك لإعداد الجزء الثاني من كتابه (حماس من الداخل) كما ذكرت بعض الصحف المحلية ، فهل كُتب على أصحاب الرأي والقلم الحر من مدونيين وصحافيين التغييب وراء القضبان أو في غياهب المجهول؟
مهيب النواتي هو صحفي وكاتب ومناضل فلسطيني ، اعتقل عدة مرات من قبل جيش الاحتلال، وهو يدير مركز أطلس للتوثيق والإعلام بالإضافة إلى كونه نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين العاملين على شبكة الانترنت، اضطر مهيب إلي مغادرة قطاع غزة وتوجه إلى النرويج هو وعائلته المكونة من زوجته وستة أبناء وذلك لأسباب سياسية حسبما ذكرت بعض الوسائل الإعلامية.
لقد قابلت الأستاذ مهيب مرتين في حياتي وكان ذلك في صيف 2004 – على ما اذكر - عندما طلب مني ترجمة مقتطفات من كتابه " حماس من الداخل " ولقد طلبت منه مهلة ليتسنى لي الترجمة ، وعندما انتهيت منها ، حاولت الاتصال به لكن دون جدوى وعلمت فيما بعد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلته في معبر رفح وهو عائد للقطاع ، ومرت الأيام وخرج مهيب من الاعتقال وقام بالاتصال بي بخصوص الترجمة وفعلا ذهبت لمقابلته وقمت بإعطائه النسخة المترجمة ، ولقد لامست فيه الإنسان الملتزم والصحفي المحترم الجاد الرصين ، وكانت تلك أخر مرة أراه فيها ، ولقد تفاجأت كالجميع عندما علمت بقصة اختفائه في سوريا.
أين اختفى مهيب ولماذا وأين ومتى ، تساؤلات تدور في خلد كل شريف منا ، لماذا يحدث هذا مع صاحب قلم حر مثل مهيب ، هل تأليفه كتاب عن حركة معينة يكون سبباً في اختفائه بهذه الطريقة ، إن النظام السوري يتشدق بالوطنية والقومية والحرية ، فأين هي تلك الحرية في تغييب قلم فلسطيني حر ، إن لمهيب زوجة وستة أبناء وأم مكلومة تبكيه هو وأخاً له فقد في الثمانينات من القرن الماضي.
لقد قامت عائلة الصحفي بتقديم المناشدات للرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفلسطيني محمود عباس ولجميع المؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان ، أملاً في العثور على بصيص من الأمل يدلهم على مكان ابنهم الغائب.
ومن هنا أوجه نداء حار لأصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة بالكشف عن مصير الصحفي الفلسطيني مهيب النواتي ، هل غُيب وراء قضبان المعتقلات السياسية السرية أم غُيب تحت التراب ..؟؟ سؤال مازال يبحث عن إجابة ، وأتمنى له من كل قلبي السلامة والعودة إلى زوجته وأطفاله الصغار.
للتضامن مع عائلة الصحفي مهيب النواتي .. ادخل هنا .
**************