السبت، 20 أبريل 2013

كاتب مبتدئ سعيد



كاتب مبتدئ سعيد

يُحكى أن الشاعر الجاهلي زهير ابن أبي سلمى كان ينظم قصيدته في أربعة شهور ويهذبها في أربعة  ويعرضها على خاصة الشعراء في أربعة ويقرأها على الجمهور في أربعة ، لذلك سميت قصائده بالحوليات .. لأنه يستغرق حولاً كاملاً في كل قصيدة ..

تُرى لو كان هذا الشاعر على قيد الحياة ويعيش وقتنا هذا ، ماذا سيكون رأيه حول كُتَّاب هذه الأيام ؟

كل شخص كتب كلمتين ظن بنفسه أنه الكاتب الذي لم تجود به الأيام بعد ، واعتقد بأن الجميع سوف يعجب بكتاباته الطفولية ويشيد بها، فقام بجمع كتاباته ونشرها في كتاب الكتروني على موقع " جودريدز " ، وانتظر بسعادة وبراءة الأطفال رأي القراء فيما كتب ، للأسف هذا هو حال بعض الكتاب المبتدئين .

يفاجئ هذا الكاتب " هكذا يصف نفسه " بكم السخرية والتهكم والهجوم أحياناً من قبل القراء على سذاجة أفكاره واضمحلال أسلوبه وهذه ردة فعل طبيعية وخاصة بعد تسرع الكاتب المبتدئ لنشر كتاباته بدون تنقيح أو حتى مراجعة الإملاء وأبسط القواعد اللغوية والنحوية ، بالإضافة إلى أن معشر القراء هنا لا يرحمون ولا يحابون أحداً ، ويكون أحياناً نقدهم لاذعاً.

المعضلة هنا ، أن هذا الكاتب يشعر بأنه مجنيٌ عليه وأن هؤلاء القراء بينه وبينهم ثأر وعداء شخصي ، ولا يلتفت إلى حقيقة تفاهة كتاباته وبالتالي لا يعيد النظر بها ، والأغرب أنه يدافع عن تلك الكتابات بأنها نالت استحسان وإعجاب بعض أصدقائه وعائلته ، لكن هذا غير كافٍ لنشرها على الملأ ، فشهادة هؤلاء في حقه مجروحة .

لا أهدف بهذه الكلمات إلى إحباط وتثبيط عزيمته ، لكني آمل منه الاهتمام والتروي في الكتابة والنشر حتى لا يعرض نفسه لمواقف محرجة من قبل الآخرين .

عليه أن يهتم بتنقيح وتمحيص كتاباته وتنظيمها وترتيبها وتهذيبها إملائياً ولغوياً ونحوياً ، وهذا طبعاً لن يأخذ منه حولاً كاملاً ..

كما يجب عليه أن يقرأ المزيد والمزيد من الكتب وذلك لإثراء مفرداته وحصيلته اللغوية والأدبية ، فلا كتابة بدون قراءة ، عليه أن يقرأ للكتاب العظماء على اختلاف مشاربهم ليتعلم منهم ، فهذا ليس عيباً أو نقيصة ، بل على العكس ، سوف تتوسع مداركه ويتحسن أسلوب كتابته.

استمر بالكتابة ولا تتوقف ، ولا تيأس من فشل التجربة الأولى ، اجعل للقراءة والكتابة جزءاً من روتين يومك ، اكتب وأعد الكتابة مرات ومرات ، نقح وهذب ما كتبت ، ثم اعرضه على نقاد ثقاة ممن تعرفهم ، وخذ بنصيحتهم قبل أن تنشر.

" ليس هناك كتابا أقرأه ولا أستفيد منه شيئا جديدا ،
 فحتى الكتاب التافه أستفيد من قراءته ،
 أني تعلمت شيئا جديدا هو ما هي التفاهة ؟
 و كيف يكتب الكتاب التافهون ؟ و فيم يفكرون ؟ "

تلك الكلمة بالأعلى ، أوجهها لي قبل أن تكون لكم – معشر الكتاب المبتدئين – حتى لا تسمعوا الجملة التي قالها عباس محمود العقاد منذ زمنٍ طويل ويستمتع البعض في وضعها كرد على كتاباتكم.


:::::::::::

هناك 13 تعليقًا:

  1. لمست امر خطير بكلماتك ونصيحتك اختى الحبيبة

    لا أهدف بهذه الكلمات إلى إحباط وتثبيط عزيمته ، لكني آمل منه الاهتمام والتروي في الكتابة والنشر حتى لا يعرض نفسه لمواقف محرجة من قبل الآخرين

    الامر لايتوقف على الاحباط والسخرية والاحراج فقط
    بل يتطور لابعد من هذا وأخطر
    هو احلال وتجديد فى الفكر والثقافة العربية
    الثقافة العربية والعلوم العربية المختلفة تغيرت ملامحها ومفرداتنا فقدت عمق الفكرة والمضمون والاسلوب يجرح العقول والاذان للاسف

    كل من خط سطرين او تكلم عن فكرة نشرها بكتاب وظن انه كاتب وستكون نتائج هذا الامر بالمستقبل دامية للقارىء والكاتب والاجيال كلها

    احييك اختى على عرض المشكلة ونصائحك لكل كاتب بارك الله فيك
    تحياتى بحجم السماء

    ردحذف
  2. والله انا بقوووووول ده وده اللى مخلينى عمالة اكتب ورفضت موال النشر حاسة انى بكتب كلام اطفال فعلا

    ردحذف
  3. أحييك يا غزاوية يا فاضلة على هذا العرض المفيد للكبار قبل الصغار حتى لا يتدنوا بما يكتبون بعد ان وصلوا الى ماوصلوا اليه من مكانة مرفوعه ومقامة مرموقه

    ردحذف
  4. :)

    كان هذا موضوع نقاش بيننا من فترة
    ولم ينتهى حتى الآن


    تحياتى دوما

    ردحذف
  5. تأصيل لفهم واع لواقع اليم درجت عليه ثقافة عصر بعد انقطاع نفس التواصل مع ما سلف من رصيد زاخر لمكنوزات أدبنا العربى

    ردحذف
  6. كلامك في الصميم .. والأدهى من هذا هو ما ينشر في الصحف اليومية تحت أسماء الكاتب الفلاني والمثقف الفلاني .. ليس كل من استطاع الكاتبة اصبح كاتبا وليس كل من قرأ كتابين أصبح مثقفا ..


    لك تحياتي

    ردحذف

  7. كل جمعة وانتم بخير

    على قولهم " آخذ في نفسه مقلب " ههههههههـ
    جزيت خيراً على هذا النصح الجميل ( :
    بس اظنه سيلتفت الى نفسه بشيء من الروية بعد هذا الإدراج الجميل

    احترامي وتقديري

    غريب

    ردحذف

  8. ثقافة الهزيمة .. البحث عن الشمس

    شركة سيارات صينية
    Geely
    و نظرا لفشلها فى أنتاج سيارة على مستوى عالى من الجودة تستطيع بها المنافسة فى الأسواق العالمية ، أشترت فى عام 2010 شركة فولفو السويدية لصناعة السيارات لتنقذها من الأفلاس ، وقاموا بنقل تكنولوجيا متقدمة إلى الصين. و يبلغ مرتب العامل بشركة السيارات الصينية 400 إيرو شهريا ، بينما فى السويد يتقاضى العامل 8 أضعاف هذا المرتب ، و تقوم الشركة الصينية الأن ببناء 3 مصانع لتصنيع سيارة فولفو فى الصين. و هذا مثال جيد لما ينبغى أن تفعله مصر لنقل التكنولوجيا المتقدمة سيما أن أجور العمالة منخفضة فى مصر ، و يمكن أن نعمل هذا مع شركات عالمية ألمانية لصناعة مستلزمات الطاقة الشمسية.

    و للأسف أغلب بلاد العرب تغوص بالنفايات و القمامة ، بينما منذ أكثر من 50 عاما فى الخارج أوروبا و أمريكا يتم أعادة تدوير النفايات والذى لا يصلح يتم حرقه فى مصانع خاصة لأنتاج الطاقة ، و يعتمد عليها فى أنتاج جزء ليس هين من أحتياجات الطاقة. ليس لدينا هذه المصانع و هى رخيصة و لا حتى أحد يتكلم أو يكتب عن هذا الموضوع . هل نحتاج إلى 50 عام أخرى حتى تصل و تطبق هذه الفكرة فى مصر و البلاد العربية؟!!!

    باقى المقال بالرابط التالى

    www.ouregypt.us

    ردحذف
  9. كلامك مهم وللأسف صحيح لدرجة كبيرة

    ردحذف
  10. نورتوا مدونتي بحضوركم الكريم ..

    كونوا هنا دائما ..

    واعذروني للتقصير ..

    ردحذف
  11. إمتيــآز آنـآ آحبـك .. وآحمد القدر الذي جمعنـي ويـآكي ..
    لتكـوني بجـآنبي آخت عزيزه ..

    إيمـآن

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمي يا ايمان .. وأنا كمان بحبك وسعيدة بالقدر اللي جمعنا سوى ..

      حذف