الاثنين، 13 فبراير 2017

العمى


في بيتنا كتاب
العمى لـ / خوسيه ساراماجو



هناك بعض الكتب التي تقف عاجزًا بعد قراءتها عن كتابة أي مراجعة حولها، وهذا الكتاب واحدًا بلا شك منها.

إنها ليست رواية بل قل كابوس أو جحيم أو نوع من الديستوبيا.

هذه الرواية لا تقدم أسباب أو تفسيرات لك، هي بلا مقدمات، تقحمك في الحدث منذ اللحظة الأولى وأنت تسأل نفسك لماذا أصيب الجميع بالعمى باستثناء زوجة الطبيب وطبعًا لن تجد في متن الرواية سببًا لأي شيء، ما حدث حدث فجأة وبدون أسباب وعليك أن تتعايش مع الوضع الجديد والذي سوف ينتهي كما بدأ فجأة وبدون مقدمات أيضًا لكنك لن تعود أنت كما في السابق أي قبل أن تدخل في الحكاية.

هذه هي الحياة بكل تفاصيلها تكشف عن الجانب المشرق والجانب المظلم بداخلنا، تضع مشاعرنا الإنسانية على طاولة التشريح وتعريها أمامنا بلا أدنى رحمة أو اعتبارات أخلاقية.

"إذا كنا غير قادرين على العيش ككائنات بشرية فدعونا على الأقل نفعل كل ما بوسعنا كي لا نعيش كالحيوانات تمامًا."

هذه الرواية كانت على قائمة الكتب التي أرغب في قراءتها في ٢٠١٥ , وفي نهاية العام عندما اكتشفت بأنني نسيتها تمامًا وضعتها على قائمة كتب العام الجديد ٢٠١٦ , والذي لسببٍ ما لا أعرفه نسيتها تمامًا أيضًا ولم اقرأها. 

وفي بداية هذا العام ٢٠١٧ وجدتها أمامي صدفةً وقلت لن أؤجلها مرة أخرى وقد كان.

شرعت في قراءتها ورغم صفحاتها التي تجاوزت ال ٣٨٠ فقد أنهيتها في جلسة واحدة طويلة عزلتني بشكلٍ تامٍ عن العالم الخارجي.

في البداية تداخل الحوارات مع بعضها البعض كان مربكًا ومزعجًا لكن بمرور الوقت اعتادت عيني عليها وعقلي أيضًا وهذا بالضبط ما يحدث عندما تصاب بالعمى المفاجيء! فإنك تعتاد على الأمر وكأنك لم تكن مبصرًا يومًا ما.

"الصوت هو بصر من لا يستطيع الرؤية".

هذه الرواية أخافتني وبشدة، أنا لستُ أنا بعد قراءتها.


***

هناك 3 تعليقات:

  1. متفق جدًا معك

    ولكنها تستحق الإعادة تلو الإعادة!

    يمكن 3 مرات كاملة والعديد من المتفرقات قراءتي لها!

    هو عبقري بصراحة

    ردحذف
    الردود
    1. كتب كثيرة أتمنى إعادة قراءتها لكن للأسف العمر قصير جدًا والكتب الجميلة كثيرة ولا وقت للإعادة!

      حذف