الاثنين، 16 فبراير 2015

خلف جدار الروح


في بيتنا كتاب
خلف جدار الروح لـ / نهيل أبو حامدة


هذه هي تجربتي الثانية مع الكاتبة الفلسطينية الشابة نهيل أبو حامدة ، فقد قرأت لها كتابًا الكترونيًا صغير الحجم بعنوان " الدرجاويات " ، وقد نال إعجابي وتنبأت لنهيل بالمستقبل الواعد ، ومع هذه المجموعة القصصية أيقنت أن نهيل قد وضعت قدمها على أول الطريق الصحيح.

لهذا الكتاب قصة جميلة ومميزة معي أحب أن اذكرها في هذا المقام ، فقد أرسلت لي الكاتبة رسالة تفيد بتوفر نسخة مجانية مهداة وموقعة منها تنتظرني في مكان ما في مدينة غزة ، وكنت في تلك الفترة في غاية الانشغال والتجهيز للسفر ،  لكن ذلك لم يمنعني من البحث عن المكان المنشود للحصول على الكتاب في آخر يوم لي في غزة.

بحثت أنا وزوجي عن العنوان وبعد طول بحث عثرنا عليه ، أخذت النسخة ونويت أن يكون رفيقي في السفر ، لكن شاءت ظروف السفر السيئة والمتعبة عبر معبر رفح والترحيل إلى مطار القاهرة ونفسيتي السيئة الناتجة عن المتاعب والمشاق التي واجهتني أثناء السفر ، لم تدع لي رغبة في القراءة ولا في فعل أي شيء آخر ، ولم أمسك الكتاب إلا وأنا في الطائرة أثناء تحليقها بعيدًا عن مطار القاهرة متوجهة إلى نيويورك ، أمسكته قليلًا وقرأت بعض المقتطفات لكن من شدة التعب والإرهاق والضجيج العالي الصادر من محركات الطائرة المصرية والذي أزعجني وبشدة واستمر طوال الـ 12 ساعة طيران بالإضافة إلى الضغط الرهيب على طبلة الأذن والذي لم يفلح معه مضغ اللبان طوال الرحلة لذلك توقفت عن قراءته!!

وبعد وصولي بالسلامة ، انتظرت عدة أيام أنشد فيها الراحة من طول السفر الذي امتد لأكثر من 44 ساعة سفر متواصل حتى أكمل قراءته ، وعندما انتهيت من قراءته ، بقيت مشكلة وحيدة وهي عزوفي عن كتابة " ريفيو " يعرض وجهة نظري في الكتاب ، وذلك لأسباب نفسية بحتة وليس لها علاقة بالكتاب مطلقًا.

فالكتاب كان في غاية الروعة ، وقد كان مفاجأة بالنسبة لي ، فقد لمست مدى تطور لغة نهيل عن كتابها الأول ، ولم اشعر بأن هذه المجموعة القصصية المتميزة هي المجموعة القصصية الأولى لكاتبة شابة ، فلقد تميزت بجمال اللغة وجمال التصوير البلاغي والمحسنات والصور ، جاءت اللغة راقية وجميلة وتشي بموهبة حقيقية تتبلور وتتشكل في أبهى صورها لذلك أتوقع لو استمرت نهيل في الكتابة بهذه الصورة وعلى هذه الشاكلة فسوف تحجز لنفسها مكانة مميزة في الأدب الفلسطيني ، ومع ذلك فأنا أتمنى لها أن لا تقف عند هذه النقطة بل عليها أن تعمل بجد واجتهاد من أجل تمكين موهبتها وتجديد قلمها باستمرار.

بالنسبة للمجموعة فغالبية القصص قد نالت إعجابي وإن شاب بعضها بعض الغموض ولم تصل لي الفكرة المراد عرضها ، لكن طبعًا المشكلة ليست في الكاتبة بل في القارئ الكسول الذي لم يصل للمعاني المرجوة من وراء تلك القصص.

أتمنى لنهيل أبو حامدة الاستمرار في الإبداع كما أتمنى لها المزيد من التقدم والتوفيق والنجاح وفي انتظار أعمالها القادمة إن شاء الله.

وأتمنى أن تعذرني لتأخري في كتابة ريفيو يليق بمجموعتها القصصية ، قاتل الله يا صديقتي الظروف السيئة والاكتئاب والنفسية المتعبة.

****


هناك تعليقان (2):