الجمعة، 20 مارس 2015

قالت سهير القاسم


قالوا عن


قالت " سهير القاسم – الأردن "عن رواية / أوجاع الروح:

أن تتابع مئات النشرات الاخبارية والتقارير الصحفية عن الحروب على غزة.
أن تشاهد آلاف الصور للبيوت المدمرة والأجساد المهشمة أو المتفحمة.

أن يغطي الدم و تتناثر الاشلاء البشرية على شاشتك التي تقبع خلفها بأمان , فتذرف ما تيسر لك من الدموع و تدعي على اسرائيل دعوة واحدة وعلى الأنظمة العربية اثنتين وعشرين دعوة وتدعي لأهل غزة بمئات الدعوات بالنصر وتفريج الكروب.

كل الرعب والغضب مما يحدث أمامك و أمام العالم كله وأنت عاجز عن فعل أي شيء لإيقافه.... كل مشاعرك هذه لا تعادل قطرة واحدة من بحر الرعب والألم الذي يعاني منه أهل غزة خلال الحروب عليهم , ولا مما يعانونه من ألم الظلم والاضطهاد "خلال فترات السلم القصيرة " من جراء الحصار وتبعاته ابتداءً من حرية الحركة والسفر وانتهاءً بنقص الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ومستشفيات وبنية تحتية وغيرها .

الأخت الغالية امتياز النحال زعرب ( مدونة قلم و دفتر) وضعت كماً هائلاً من المشاعر الإنسانية من الألم والحزن والغضب في روايتها "أوجاع الروح" والتي تتحدث عن الحروب على غزة والتي أجزم أنها لم تنتهي بعد ولا زال هنالك الكثير من المجازر على الطريق !

رواية قصيرة نوعاً ما (110) صفحات لكنها جرعة مكثفة من "الوجع الحقيقي" الذي لا نعرف شيئاً منه ، مكتوبة بحرف عاش الوجع لحظة بلحظة ...حرب وراء حرب ...صاروخ وراء صاروخ ...قذيفة وراء قذيفة ...شهيد وراء شهيد...مأساة وراء مأساة.

أسلوب امتياز المتميز بسلاسته ووضوحه والذي تعودنا عليه في تدويناتها المتميزة يجعلك تنغمس في الرواية وتنتقل معها هناك إلى تحت الأنقاض والتراب الذي يخنقك وأنت تسمع الفئران تقرض جسد جارتك الشهيدة وتأمل أن يصل الانقاذ اليك قبل أن تصل الفئران لجسدك.

من الناحية الادبية:

النصف الأول قد يشعرك بالملل لكثرة الحوارات فيه , ولكن النصف الثاني من الرواية كان في منتهى الإبداع الأدبي ؛ فياضاً بالصور والذكريات والمشاعر والشخصيات ولحظات الترقب والتوتر.

بالمجمل الرواية جيدة جداً مع أنه كان بإمكان الكاتبة التوسع أكثر بقصص عائلات الحي وشخصياتهم ومواقفهم خلال الأحداث.

لكنها اختارت تكثيف المشاعر في صفحات لن يسهل عليك قراءتها بسلام ... ستكرر بعض المقاطع أكثر من مرة لروعتها

اختلف مع العزيزة امتياز ببعض الآراء السياسية ولكن لا يسعني إلا أن أقف احتراماً بصمت أمام رأيها.

فطالما أنا أجلس آمنة في بيتي وأبنائي يعيشون بسلام حولي وليس هناك قذيفة مدفعية أو صاروخ من طائرة حربية سينزل على رؤوسنا في أي لحظة فيعيش من يعيش ويستشهد من يستشهد , فليس لي الحق في النقاش والتنظير والدفاع عن طرف ما أو تبرير مواقفه وأفعاله.

بعض من الاقتباسات التي أعجبتني :

"اقترحت ليلى أن يبقى الجميع معاً في غرفة واحدة, إلا أن الام رفضت ذلك و طلبت منهم أن يناموا في حجراتهم ولم تخبرهم السبب, كانت في قرارة ذاتها خائفة إن سقطت قذيفةعلى البيت أن يلقوا مصارعهم جميعاً, أرادت أن يبقى أحدهم , على الأقل , ليحكي ما حدث. "

"كدتُ أصرخ فرحاً : أنا عندي طفلة, و هذه ملابسها يزدان بها حبل غسيلي!"

"نحن وحيدون يا ليلى, وحيدون منذ البداية."

"تداهمني تلك الذكريات التي لم أفكر يوماً أنها سوف تصبح ذكريات تستدعي انتباهي,
كنت اعتقد أنها أحداث يومية غير مهمة , ولن تعلق في ذاكرتي أبداً."

"عبث الدهر بخريطة وجوههم كما عبثت الأحزان بخرائط قلوبهم."

"أناديكم...افتحوا لي الأبواب الموصدة ....افتحوا لي صدوركم كي اختبئ بداخلها فلا يعثر علي أنس ولا جان... أنا الهاربة من كل هذا العبث ! "

"هروباً؟ نعم هو كذلك ...ما المشكلة في كوني أريد الهرب من الجحيم؟ لا أحد يرغب بالعيش في الجحيم ...فلماذا يجب علي أنا أن أعيش فيه؟!هذا الوطن ليس لنا, إنه لهم , لأولئك القادة الذين يتربعون على عرش السلطة ويتقاتلون عليها -نحن -الشعب- فقط من يدفع ثمن أهوائهم و أوهامهم وأخطائهم"


*****

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    امام قلم أختنا الطيبة امتياز النحال لا يمكننا إلا أن نقف احتراماً وإجلالاً ..
    وما نقلتِه هنا من كلام الأخت نيسان كذلك أجده عادلاً ومنصفاً ..
    أسأل الله تعالى أن تزهر تلك الأيام الصعبة سنين يملؤها العدل والاستقرار ..
    ولا يعرف المعنى إلا من عاش الحالة ..
    تحية طيبة مباركة لكما أستاذة امتياز وأستاذة سهير ..

    ردحذف
  2. وعليكم السلام أخي الكريم

    سعدت بزيارتك وتعليقك وإن شاء الله أكون دائمًا عند حسن ظنكم بي.

    ردحذف