الجمعة، 29 يوليو 2016

الحب في زمن الكوليرا


في بيتنا كتاب
الحب في زمن الكوليرا
لـ / غابرييل غارسيا ماركيز


من الروايات التي خطفتني منذ أن سمعت اسمها لأول مرة في حياتي قبل عدة سنوات ، فلقد كان اسم الرواية يملؤني حنينًا لشيء مبهم لا اعرفه ، وقد حاولت عدة مرات الحصول على نسخة ورقية أو الكترونية منها لكني لم أوفق في ذلك.

وعندما توفرت النسخة الالكترونية لم تعجبني فقد كان الخط صغيرًا جدًا ، يؤلم عيني عند القراءة لذلك ارجأتها حتى يتم رفع نسخة جديدة منها تكون أفضل وبخط أوضح ، وقد طال انتظاري كثيرًا.

في كل مرة أجد قارئًا يتحدث عنها ويكتب ريفيو ، اشعر بنوع من الخجل أو الضيق لسببين أولاهما أن حاجز الخط الصغير يقف بيني وبين رواية عشقتها من اسمها واشعر وكأنني مقصرة في زيارة شخص أحبه منذ زمن طويل والثاني أنه كيف لي وأنا قارئة مخضرمة تفلت من بين يدي رواية عظيمة مثل هذه ، وهذا شيء معيب في حقي!

لذلك قلت في نفسي وأنا كلي تصميم على البدء بها رغم كل المعوقات: " يكفي يا امتياز ، لن اسمح لك بتجاوز رغبتي هذه المرة " وقررت الشروع في قراءتها فورًا.

هناك شيءٌ ما في الرواية يشدك منذ السطور الأولى ، يجعلك ترغب في المزيد وتبدأ في التهام سطر يتلوه سطر وهكذا حتى أنني فوجئت بنفسي وقد وصلت لمنتصفها في وقت قصير، وهنا توقفت لأخذ أنفاسي ، وتوقعت أن يكون هناك فيلمًا قد أنتج عن القصة وبالفعل بحثت عنه ووجدته وأمضيت بصحبته وقتًا رائعًا.

وعندما انتهى الفيلم عدت مرة أخرى لتكملة الرواية ، طبعًا الفيلم قد أحرق أحداث الرواية المتبقية لكن لا يهم ، المهم أني استمتعت بمشاهدته ومازلت مستمتعة بالقراءة.

عندما أغلقت الصفحة الأخيرة من الرواية ، شعرت بأن جمالها يكمن في أسلوب الكاتب المتقن وأيضًا يكمن في جرعة الرومانسية التي كانت بها ، واعتقد أن حاجتنا لمشاعر إنسانية صادقة مثل الحب والوفاء والحنين والأمل والشغف هو الذي يجعلنا نحب هذه الرواية ونعشقها.

تحكي الرواية عن قصة حب قُتِلت في المهد بين فلورينتينوا اريثا وفيرمينا داثا حيث تركته الأخيرة وتزوجت من رجل أخر هو خوفينال أوربينو ، ويقرر فلورينتينوا اريثا انتظار حبيبته لأخر العمر والعيش على أمل أن يموت زوجها ذات يوم ويتزوجها وعاش على هذا الأمل لـ 51 سنة وقد تحقق له ذلك بعد أن بلغ من العمر عتيًا.

جمال هذه القصة يكمن في شيئين : الأول قوة الأمل التي كان يتحلى بها البطل ويقتات عليها ، والثاني تفاصيل وأحداث الرواية نفسها.

الغريب أنني طوال الرواية اشعر أن البطل الحقيقي هو الدكتور خوفينال أوريينو وليس فلورينتينوا اريثا ومتأقلمة على هذا الأمر منذ البداية !!

من الأشياء التي أعجبني في الرواية وصف الأماكن والمعلومات المختلفة التي كان يسوقها الكاتب ويعرضها أمامي دون شعوري بإقحامها في الرواية إقحامًا غير مبرر، أما من الأشياء التي أزعجتني فيها هو الوصف الحسي المبالغ فيه لغراميات البطل بالإضافة إلى طول أسماء الشخصيات وصعوبة التمييز بينها ، وأيضًا تشابه أسماء بطلي الرواية فيرمينا داثا وفلورينتينوا اريثا.

عمومًا أنا سعيدة جدًا لأنني وأخيرًا انتهيت من قراءتها ووضعتها في رف " الكتب المقرؤة " ، والآن لن اشعر بالخجل مرة أخرى عندما يقول أحدهم أنه قرأها ، ويبدي إعجابه بها أمامي!














*******




هناك 6 تعليقات:

  1. أظن أن أحداث الرواية وطريقة عرضها ووصف تقلبات الشخصيات النفسية كانا ما جذبني لها. ماركيز مبدع بالوصوف، لا خلاف على ذلك :)

    لم أحضر أي فيلم مقتبس عن الرواية ولا أظن أني سأقوم بذلك. شدني أنك حضرت الفيلم وقرأت وتابعت القراءة. بغض النظر عن مسألة الكتاب دومًا أفضل من الفيلم أم لا؛ لا أظن باستطاعتي قراءة كتاب أو رواية إلا بعد فترة من الزمن -ليست بالقصيرة- من مشاهدة فيلم عنه/ا



    ردحذف
    الردود
    1. فعلا أنا عندي عادة غريبة وهي إنه ما بيفرق معي اشوف الفيلم أثناء القراءة ، ما بعرف ليش بصراحة ، بس يمكن لأني باستمتع بالاحداث أكثر من فكرة حرق الرواية نفسها ومعرفة النهاية لا تهمني بشيء ، يعني طالما الرواية قوية وجميلة في الوصف فلا يهم ، وهذا حدث معي في قراءة ذهب مع الريح ، قرأتها وشاهدت الفيلم في نفس الوقت !

      حذف