السبت، 5 أبريل 2014

الشارع الأصفر


# حوليات
(279)
في بيتنا كتاب
الشارع الأصفر لـ / توفيق فياض


مر اسم توفيق فياض أمام ناظري بينما كنت أشاهد بعض الصور التي تجمع الشاعرين الصديقين : محمود درويش وسميح القاسم ، فإذا بصورة تجمع ثلاثتهم وقد كتب أسفلها: " محمود درويش وسميح القاسم يستمعان إلى إحدى القصص التي كتبها القاص توفيق فياض ".


وكعادتي ، زرت العم جوجل لمعرفة المزيد عن هذا الكاتب الفلسطيني كما حاولت البحث كثيرًا عن كتبه ولكني لم أجدها متوفرة الكترونيًا ، ولأنها كتب قديمة فلم أكن أتوقع أن أجدها في أي مكتبة في غزة.

لذلك كنت في غاية السعادة والانشراح عندما لمحت " الشارع الأصفر " قابعًا على رفوف مكتبة الشروق ، لم أكن أتوقع أبدًا وجوده هناك صامدًا بين الكتب والروايات الجديدة التي تعج بها رفوف المكتبات.

قليل هم الكُتاب الذين تحدثوا في قصصهم عن الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين ولم يضطروا إلى الهجرة كغيرهم بعد نكبة فلسطين في الـ 48 ، وتوفيق فياض –  مثله مثل إميل حبيبي –  يأخذنا إلى فلسطين القديمة بشوارعها وقراها وناسها الذين لم يغادروها ، فلسطين التي سرقت مننا على غفلة.

في هذه المجموعة القصصية المتميزة ، نعود إلى الأرض المحتلة ونتذكر لهجة أهل القرى وعاداتهم وأشكال بيوتهم وأهازيجهم وسمرهم وطباعهم بالإضافة إلى عاداتهم وتقاليدهم.

ومن الملاحظ في هذه المجموعة أن توفيق فياض قد استخدم أسلوب الرمز وذلك حتى لا يقع تحت المساءلة القانونية لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي سيطرت على فلسطين بعد النكبة ، فتارة نجده يشبه فلسطين بالمرأة التي لدغتها الأفعى السامة كما في قصة " أم الخير" ، وتارة يشبه المحتل بالذئاب الجائعة كما في قصة " الراعي حمدان " وبالمرض كما في قصة " ليلة القدر" وهكذا.

عامًة ، أنا سعيدة جدًا بضم هذا الكتاب القيم إلى رفوف مكتبتي المتواضعة .

بعض المقتطفات من الكتاب:

·        إنك تعيش هنا في قبر ، شعبك كله هنا يعيش في قبر ، مظلم ، قاتم ، وطنك هذا الذي لك وليس لك ، لماذا لا تهجره ؟ لماذا ؟ إنهم يفتحون لكم الطريق ويساعدونكم على ذلك ، وإلى أي مكان تريدون!
·        لأنني إذا هجرتك يومًا ، يا أمي ويا أرضي ، تهجرني روحي ، وإذا نسيتك ينساني الفرح.
·        والله ماني هاجرك يا هالبلد ، ولو بفطس في زقاقك وما بلاقي مين يدفني.

ملاحظة خارج النص:

سعيدة جدًا بعودتي إلى قراءة الكتب الورقية.

******


هناك تعليقان (2):

  1. الردود
    1. أتمنى أن تتمكني يومًا من الحصول على نسخة وقراءتها .

      حذف