الخميس، 3 أبريل 2014

أرض البرتقال الحزين


# حوليات
(277)
في بيتنا كتاب
أرض البرتقال الحزين لـ / غسان كنفاني


لأول مرة في حياتي استعير كتاب من مكتبة وأتردد كثيرًا في إرجاعه ، وخاصة أنني بحثت عنه مرارًا وتكرارًا ولم أجده في المكتبات التجارية في غزة.

كتاب – كالعادة – حزين وموجع ، كيف لا وهو ينقل لنا صورة الفلسطينيين بعد النكبة والسنين التي تلتها من تشرد ولجوء وتشرذم في كل مكان بعيدًا عن أرض الوطن.

بقلمه المتفرد ، يؤرخ غسان كنفاني قضيتنا الفلسطينية ويروي حكاياتنا وقصصنا غير المنتهية ، من غيرك يا غسان قادر على فعل ذلك بكل هذه السلاسة والضربات المتتالية وكأنها شواكيش تدق على الرأس بانتظام مرعب ومخيف.

" أرض البرتقال الحزين"  زادت حزني ووجعي وحنيني إلى يافا والبلاد المسلوبة الضائعة.

وعلى الرغم أنها ليست المرة الأولى التي اقرأ فيها هذه المجموعة القصصية إلا أن مشاعر الحزن والفقد تتجدد كلما نكأت الجرح الفلسطيني القديم أو رششت عليه القليل من الملح وذلك بقراءتي لقصص وروايات غسان كنفاني.

مقتطفات من الكتاب أوجعتني بشدة :

" سيدي! إن مؤسستنا تقدم خدمات أخرى لا يحصيها العد ، نحن مثلاً أكثر جماعة ملائمة من أجل أن تكون مادة درس للبقية … الأحوال السياسية مستعصية صعبة؟ إذن , اضرب المخيمات! اسجن بعض اللاجئين ، بل كلهم إذ استطعت ! أعطِ مواطنيك درسًا قاسيًا دون أن تؤذيهم .. ولماذا تؤذيهم إذا كان لديك جماعة مخصصة تستطيع أن تجري تجاربك في ساحاتها؟
أريد أن الفت نظرك يا سيدي إلى أمور كثيرة أخرى, أنت تستطيع أن تؤكد ولاء مواطنيك عن طريق الادعاء بأن المتذمرين إنما هم بعض الفلسطينيين , وإذا فشل مشروع من مشاريعك فقل أن الفلسطينيين سبب ذلك الفشل ، كيف ؟ إنه أمر لا يحتاج إلى تفكر طويل ، قل إنهم مروا من هناك مثلاً. . أو أنهم رغبوا في المشاركة . . أو أي شيء آخر، إذ ما من أحد سينبري لمحاسبتك . . ولماذا ينبري؟ من يملك ، بعد خمسة عشر عامًا، جرأة التطويح بنفسه في القضاء دون هدف ؟ ".

*****

" غزة هذه ، أضيق من نفس نائم أصابه كابوس مريع".

*****

فكل زائر يجب أن يذهب إلى المخيمات ، وعلي اللاجئين أن يقفوا بالصف ، وأن يطلقوا وجوههم بكل الأسى الممكن ، زيادة على الأصل ، فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور، ويحزن قليلاً ، ثم يذهب إلي بلده ويقول "زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا".

*****

لقد حاولوا أن يذوبوني كقطعة سكر في فنجان شاي ساخن وبذلوا، يشهد الله ، جهدًا عجيبًا من أجل ذلك ، و لكنني مازلت موجودًا رغم كل شيء.

*****

أنا لست صوتًا انتخابيًا ، و أنا لست مواطنًا بأي شكل من الأشكال ، و أنا لست منحدرًا من صلب دولة تسأل بين الفينة و الأخرى عن أخبار رعاياها.

*****

هناك 3 تعليقات:

  1. يا الله .. ما كل هذا الوجع (من المقتطفات فقط) !!

    تحيتي على التقدمة الرائعة

    ردحذف