الثلاثاء، 3 يونيو 2014

حبر الروح


# حوليات
(338)
في بيتنا كتاب
حبر الروح لـ / خلوصي محمد عويضه


لم تعجبني بداية الرواية ، حيث بدأها الكاتب بوصف مطول لكل شخصية من شخصيات الرواية ، فلم يترك لي فرصة اكتشافها بنفسي أو معرفة مميزاتها أو عيوبها بل قدمها لي " مقشرة وخالصة " على طبق من ذهب ، وبالتالي سرق مني شغفي وانبهاري بالشخصيات منذ البداية ، وقد استمر ذلك الوصف حتى الصفحة الـ 64 ثم بدأت أحداث الرواية بعد ذلك!؟

في البداية ، كان هناك الكثير من السجع ومن ثم ظهر عدم التمييز بين " ه " و " ة " طوال الرواية بالإضافة إلى التطويل غير المبرر ، وظهور بعض الشخصيات واختفاؤها فجأة ، ومحاولة ملء الرواية بالأشعار والحكم جعلها تشبه موضوع التعبير المدرسي بالإضافة إلى حشو الرواية بأفكار ومعتقدات كثيرة ومتداخلة ونثرها على لسان أبطاله الذين حاول أن يجعلهم متناقضين وفي كل سطر من الرواية يخبرني بذلك التناقض ويؤكده بصورة مباشرة وغريبة ، كل هذا فصلني عن القراءة وعن الاستمتاع بها.

وجاءت النهاية لتحبطني أكثر ، فقد كانت مبتورة وغير مبررة وكأن الكاتب لم يعرف كيف ينهي الرواية ، فقام بقتل بطلين من أبطالها هكذا بدون مقدمات لتنتهي الرواية فجأة ، ولم اعرف ما المغزى وراء موتهما بهذه الطريقة.

الجميل في الرواية هو تطرق الكاتب إلى كل جوانب الحياة في غزة ، ولم يترك شاردة ولا واردة ، فتحدث عن الانقسام – حرب غزة الأولى – البضائع الصينية التي غزت الأسواق – قناة الجزيرة – الفلسطينيين المغتربين في دول الخليج – الفلسطينيين العالقين في مطار القاهرة الدولي – شوارع غزة – بحر غزة ، كل شيء تقريبًا تحدث عنه الكاتب.

لن أخبرك –  طبعًا –  قصة الرواية ولا عن ماذا تدور ، لأنني لا أريد أن احرق أحداث الرواية التي لن تجد لها أي أثر على الانترنت لا هي ولا كاتبها ، سوى أنه فاز برحلة عمرة إلى السعودية من البنك الإسلامي العربي !؟

استغرب وبشدة كيف لكاتب أن يكتب رواية في وقتنا الحالي ولا يحاول أن ينشر خبر صدورها ، على الأقل ، على صفحات الانترنت ؟! لا خبر ، لا صورة للغلاف ، لا شيء البتة !!

وفي النهاية لا أستطيع أن أخفي استمتاعي ببعض الحوارات بين الأبطال لكن تكرارها من آن لآخر لم يكن لطيفًا بالمرة.

ولا أنكر أن موضوع الرواية الذي اختاره الكاتب جميل وهو عن الأصدقاء والوفاء ، وإن كنت لم أتمكن من ربط فكرة الرواية باسمها " حبر الروح "، وكنت أتمنى لو أن الكاتب تناول الرواية بشكل أفضل لخرجت بصورة أكثر جمالاً وأكثر اتزانًا لكن يشفع له أنها روايته الأولى.

أتمنى أن تكون الرواية القادمة أكثر تماسكًا وأكثر جمالاً بإذن الله تعالى ، كما أتمنى كل التوفيق للكاتب الغزي خلوصي عويضه.




*******



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق