الأربعاء، 22 أبريل 2015

أنا والكتَّاب الشباب قصة لن يفهمها الكثيرون


أنا والكتَّاب الشباب قصة لن يفهمها الكثيرون



دائمًا ما يتم اتهامي بتحيزي واهتمامي بالكتَّاب الشباب وأنني اقرأ كثيرًا لهم ، وهذا الشيء لا انكره ولا اتهرب منه ، فهو حقيقة واقعة بالنسبة لي ، والمتابع لقراءاتي على موقع الجودريدز يرى بأن الكثير من كتب المؤلفين الشباب تحتل جزء كبير من قائمة كتبي المقروءة.

والسبب في ذلك ليس سرًا ، فغالبية الكتَّاب الشباب الذين اقرأ لهم هم أصدقاء افتراضيين لي على شبكات التواصل الاجتماعي وأشهرها الفيس بوك  وهذا لا أنفيه ولا اخجل من ذكره ، بل على العكس هو شيء يسعدني ويبهجني وخاصة عندما يرسلون لي بنسخ الكترونية خاصة من كتبهم الورقية الصادرة حديثًا وهي ثقة منهم اعتز بها وأبجلها ، فهم يدركون بأني قارئة جيدة قبل أن أكون كاتبة مبتدئة وأن رأيي في كتبهم سوف يفيدهم في تقييم موهبتهم وتشجيعهم على الاستمرار في الكتابة ، فكل كاتب شاب ( مثلي ) يبحث عن ناقد ينقد له عمله الأدبي يخبره بالإيجابيات والسلبيات ، يخبره بنقاط الضعف والقوة في نصه ، ولأن هذا الناقد – للأسف – غير موجود فعليًا لذلك نجد بأن القراء هم من يقومون بهذا الدور أحيانًا بطلب من المؤلف نفسه وأحيانًا يكون رغبة نابعة من القارئ وحده حيث يرغب بأن يدلو بدلوه في هذا الكتاب ويعبر عن رأيه الشخصي فيه بكل أريحية بعيدًا عن المجاملات.

والمتتبع لموقعيَّ الجودريدز وأبجد يلاحظ بأن مراجعات بعض القراء الجادين قد أوفت بالمطلوب على أكمل وجه بحيث يقومون بنقد الكتاب نقدًا بنَّاءً موضوعيًا في غالب الأحيان ، ويتطرقون من خلال مراجعاتهم إلى كل ما يهم المؤلف ، يخبروه بما أعجبهم وبما لم يعجبهم ، ويحللون ويناقشون كتابه ويربطون بينه وبين الكتب الأخرى ولا يتركون كبيرة أو صغيرة ولا شاردة أو واردة إلا وقد تناولوها بالبحث والدراسة والتمحيص ، وهم لا يبتغون من وراء ذلك أي شيء مادي فالنقد بالنسبة لهم هواية بجانب هواية القراءة.

والكثير من المؤلفين الشباب – وأنا منهم –  وخاصة المشتركين في هذين الموقعين تكون عينهم على قراء معينين ، يتمنون أن تحظى كتبهم بشرف الوصول لأيدي هؤلاء القراء النقاد.

ولا أخفيكم سرًا بأن شهادتي أحيانًا تكون مجروحة في حق هؤلاء الكتَّاب الشباب وذلك لتعاطفي معهم كيف لا وهم رفقاء مهنة واحدة ، وكل واحد منا يشق طريقه في عالم الكتابة الكبير بخطى راجفة واجفة ومتعثرة.

لذلك أحاول على قدر استطاعتي بأن تكون شهادتي ورأيي في كتبهم موضوعية حيادية بعيدة عن المجاملات وفي نفس الوقت بعيدة عن تثبيط الهمة والسخرية والاستهزاء.

أحاول على قدر استطاعتي بأن أمسك العصا من المنتصف ، وأحاول أيضًا أن أقول لهم رأيي بكل صراحة ، اعبر لهم عن إعجابي ببعض النصوص وأنوه عن بعض ملامح التقصير وأنصحهم بمزيد من العمل على صقل الموهبة وتنميتها عن طريق ممارسة عادة الكتابة والقراءة الجادة واليومية.

وفي النهاية ، قبل أن أكون قارئة أو كاتبة فأنا إنسانة ليست من عادتي السخرية من أحد أو التهجم عليه أو وصفه بما يكره أو بما يقلل من شأنه أو حتى بما يجرحه أو يحرجه أو يضايقه ، وأحاول أن أكون – على قدر استطاعتي – حسنة الأخلاق ولطيفة المعشر مع الجميع بلا استثناء.

عامًة ، اشكر كل كاتب شاب رأى في شخصي الثقة والظن الحسن ودفع لي بكتابه حتى اقرأه واعتذر منهم بشدة بسبب تقصيري وتأخري في كتابة مراجعة تليق بكتبهم بسبب ظروف قاهرة خارجة عن إرادتي لا داعي لذكرها في هذا المقام ، وهذه الظروف قد أثرت أيضًا سلبًا على معدل قراءاتي في العام المنصرم وفي هذا العام الحالي.

أتمنى أن تتحسن الظروف وأعود لممارسة هوايتي المحببة على نفسي وهي الكتابة والقراءة ، وأعدكم بأنني لن اتوقف عن القراءة للكتَّاب الشباب وسوف يكون هناك متسع ووقت مستقطع لهم ضمن خطة وقائمة القراءات الخاصة بي دومًا.

*****




هناك 8 تعليقات:

  1. القرأه للشباب حلوه .. مافيش كلام
    لكنها لن تمدك بالثقافه والخبره والتجارب والحرفيه فى الكتابه
    خصوصا كونك توجهتى للكتابه المطبوعه

    كتابات الشباب ربما تكون بمثابه المسرح التجريبى
    لكنها لا تغنى ابدا عن المسرح التام
    كتابات الشباب بكل مافيها من طاقه وابداع عفوى واطلاق ومغامره واندفاع
    الا انها ينقصها الكثير الكثير من الخبره والحكمه والفلسفه ومهارات الكتابه والحكى

    لا انكر انى اتابع كتابات شباب جيلى - وانت منهم - طبعا
    وارى مدى تفوق الكاتبات الاناث على الكتاب الذكور سواء فى العدد او فى نوعية المنتج

    لكن كل هذا الزخم لا يثنينى ابدا عن القراءه للكبار واسعى جاهدا لقرائتهم بلغتهم الاصليه
    حتى لو اضطررت لتعلم لغه جده لمتابعه كاتب بلغته الاصليه

    بوست رائع


    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. اتفق معاك في جزئية أن القراءة للكتاب الشباب لا تثنينا عن القراءة للكبار وهذا ما افعله أنا أيضًا ، لكن في كثير من الأحيان يتم مهاجمة الشباب وعدم اعطائهم فرصة لإثبات وجودهم الأدبي على الساحة ، فالكبار كانوا يومًا ما صغار وكان يهاجمونهم الأدباء الأكبر منهم وكان القراء القدامى يرفضونهم ، لكن لو نظرنا إليهم الآن إلى أولئك الكتاب الصغار والذين كبروا فسوف نرى فيهم عظمة وفلسفة وحكمة وتجارب حياة ، وهذا ما يحدث مع الكتاب الشباب ، يهاجمونهم القراء ولا يعطونهم فرصة وسوف يكبرون يوما ما وتصبح كتاباتهم صفا لصف مع كتب العمالقة وطبعا أنا اقصد من الكتاب الشباب المجتهدين والمميزين فالساحة الأدبية مليئة بالدخلاء للأسف ولكنهم لن يستمروا ، فهم ظاهرة وسوف تختفي اليوم أو غدًا والبقاء للأفضل.

      سعيدة بمرورك وتعليقك.

      حذف
  2. كلامك اليوم جداً رهيب. تحية

    ردحذف
  3. أختي أستاذة امتياز ..
    بدايةً ليست القراءة للكتاب الشباب تهمة يُتهم المرء بها ..
    وقد كنت أريد أن أقول لك بالفعل إن شباب اليوم هم عظماء الغد لكنني وجدت أنك أتيتِ بهذا المعنى في ردك على التعليق الأول ..
    شخصياً ربما لا أكثر من القراءة .. وربما لا أحب الروايات كثيراً ما لم يكن عامل الجذب فيها قوياً لأنني سريع الملل ..
    لكن أحييك وأحيي نشاطك في القراءة والكتابة على حد سواء ..
    أحسنتِ في النقد في الاتجاهين الإيجابي الذي يرفع الهمة والأدبي الذي يساعد الكاتب في تحسين سوية كتاباته يوماً بعد يوم ..
    تحيتي لك طيبة مباركة ..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا لك أخي الكريم وسعيدة بمرورك وتعليقك

      حذف
  4. السلام عليكم

    أتفق معك أستاذة امتياز فالكتاب الشباب مبدعون جدا وكتاباتهم راائعة ورااقية ويحسنون للقلم والورق ويخرجون مشاعرهم وانفعالاتهم بكل اقتدار

    ومنهم من يستحق أن يكون فى أعلى القمم


    تحيااتى لكِ

    ردحذف