قالوا عن
قالت ( نيللي علي – مصر
) عن رواية أوجاع الروح:
استطاعت الكاتبة
امتياز زعرب أن تمثل كفاح شعب فلسطين في أسرة ليلى المكونة من زوجها وأبنائها
وأخيها -الغير شقيق- وأمها وأبيها.
فنرى في ليلي المرأة
الوفية لوطنها الصغير في بيتها والكبير في بلدها؛ فترحل رغمًا عنها عن بيتها التي
قضت فيه أيام جميلة لتعود إلى بيتها التي قضت فيه طفولتها، والزوجة المحبة لأسرتها
فتخاف عليهم وتجلد نفسها على كل تقصير تجاههم، ويظهر هذا بوضوح عندما أقترب الموت
منها فلامت نفسها على منع ابنها من أن يشتري لون وسادة أحبه كثيرًا لمجرد إنها رأت
أنه قد لا يتماشى مع لون غرفته، والابنة البارة لوالديها؛ فترتمي في حضن أمها
وتبكي لتشفى من أحزانها، وأبيها كان مرآتها فتشاهد أجمل ما فيها، وعندما توفى لم
يعرف قلبها طعم الفرحة، فلقد كان سندها في هذه الحياة، والأخت الحنونة على أخيها
فعلى الرغم من حزنها وقلقها وخوفها الذي يهز كيانها إلا إنها كانت تحاول أن تخفف
عنه الألم الذي ينخر قلبه جراء الاعتقال والحرب، والجارة المحبة والمطمئنة لجارتها
أم سائد التي كانت تحترق شوقًا لرؤية ابنها التي انقطعت أخباره عنها.
ليلى كانت جميلة
وحنونة ولكن أوجاع روحها لم تعطي لها فرصة لهذا، وكانت ترى كل شيء من حولها وطن،
ولكنها كانت تفتقد وطنها الأكبر فلسطين، وطن ترتمي فيه هي وأهلها وجيرانها، وطن
تكسو أرضه اللون الأخضر وليس اللون الأحمر، الشمس لا تغيب عنه ويلعب على دفئها
الأطفال من دون خوف أو بكاء أو عويل.
قبل أن تموت ليلى رأت
فلسطين التي تحلم بها، صباح طازج تلبس فيه ثياب تبدو فيها كالأميرة وتتناول
الإفطار مع أهلها، وضجيج أبنائها لا يهدأ، ويكتمل صباحها بمجيء أبيها وحينها ستشفى
من أوجاع الروح.
وهكذا رأيت معاناة شعب
من خلال قلم امتياز وأحلم أن أرى في كتاباتها أيضًا نضال الفلسطينيين من أجل
أحلامهم، فكما تألمت لأوجاعهم أريد أن أفرح من أجل تحقيق أحلامهم.
******
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف