خوف
" قصة قصيرة "
في
طريق عودتهم من المدرسة .. مر أحمد وصديقه وائل من أمام الملعب الترابي القريب من
الثكنة العسكرية الصهيونية .. رأوا بعض
الفتية وهم يلعبون كرة القدم .. اقترح وائل على صديقه الانضمام إليهم .. تردد أحمد
قليلاً ولكنه قبل في النهاية طالباً من صديقه عدم التأخر في العودة للمنزل ..
خوفاً من غضب والده.
-
مرر الكرة بسرعة .. هيا !
-
لا أستطيع .
-
لماذا ؟
-
أخاف على الحذاء الجديد ، أخاف أن
أتلفه فيغضب مني والدي .
-
أوه .. حسناً .. ضعه من قدمك ، والعب
بدونه .
-
حسناً.
حاول
أن يلعب .. لكن الكرة أبت أن تأتي إليه .. حاول أن يلاحقها من هنا وهناك .. ولكنها
لا تأتي .. انتظر قليلاً لعلها تكون من نصيبه هذه المرة.
علّت
صيحات الفتية ، واختلطت الأصوات .. لم يسكتهم سوى وابل من الرصاصات التي اخترقت
عالمهم من الثكنة العسكرية القريبة من الملعب ..
صمتوا
وانتظروا .. وسرعان ما هربوا من الملعب بعد أن رأوا الرصاصات تغوص تحت أقدامهم في
التراب ..
بعضهم
خاف .. والبعض الآخر بدأ في الضحك .. هربوا بسرعة من الملعب .. ورصاصات العدو
تلاحقهم ..
-
انتظر ..
-
انتظر ماذا ؟
-
لقد نسيت حذائي .
-
إذن ؟!
-
سوف أعود واحضره .
-
هل جننت ؟
-
أخاف أن يوبخني والدي إذا عدت إلى
البيت حافياً بدون حذائي الجديد.
-
دعك من الحذاء الآن .. لنهرب قبل أن
تصيبنا تلك الطلقات..
-
لا .. سوف اذهب لأحضره ..وأعود سريعاً
.. انتظرني هنا.
لم
ينتظر رد صديقه .. أسرع بخطواته نحو الملعب .. يتسارع في داخله الخوف من الرصاص
والخوف من والده.
لم
يعبأ بالرصاص .. ظل فكره مشغولاً بالعقاب الذي سوف يحل عليه إن عاد إلى البيت بدون
الحذاء.
اقترب
أكثر فأكثر .. التقط حذائه .. وقبل أن يهم بالعودة .. وقع على الأرض مضرجاً بدمائه
.. نظر إلى صدره وإذا بالدماء تغطي قميصه .. أسند رأسه على الأرض .. شعر بالبرودة
تجتاح جسده الصغير .. وقال قبل أن يغمض عينيه للأبد:
سوف
يغضب والدي كثيراً .. لأني لطخت قميصي الأبيض بالدماء !
*****