السبت، 1 مارس 2014

قيد الفراشة


# حوليات
(244)
في بيتنا كتاب
قيد الفراشة لـ / شيرين سامي


كان من حسن حظي حصولي على نسخة من هذه الرواية ، فقد جاءتني كهدية ومفاجأة جميلة ومميزة من الصديقة العزيزة شيرين ، فشكرًا لكرمها بحجم السماء.

تعتبر هذه الرواية من أجمل الروايات النسائية التي قرأتها مؤخرًا ، عشت مع أبطالها في حكاياتهم وقصصهم ، تعاطفت مع أغلبهم ووجدت المبررات لقسوة البعض منهم وأخطائهم.

جذبتني شخصية بطليَّ الرواية عالية وحسن ، ووقفت لبعض الوقت أمام حكايات صديقات البطلة مروة ونورا وفرح.

لقد كانت شخصيات الرواية متنوعة وغنية ، ولم تفقد شيرين خيوط روايتها أثناء تنقلها بين الشخصيات والأحداث ، كل شيء كان مرسومًا بشكل ممتاز.

كما وازنت أيضًا بين السرد والحوار ، فلم يطغى أحدهما على الآخر ، لغتها جاءت رقيقة شاعرية وواقعية في نفس الوقت ، لم تكن مغرقة في الرومانسية المائعة ولا الواقعية الفجة ، كانت بين البينين.

وقد أعجبتني التشبيهات والأوصاف التي استخدمتها في روايتها ومنها على سبيل المثال: " كيف يغار وهو لها النخلة السامقة وهم عشب الأرض".

لكني فوجئت بشيرين أخرى ، هنا ، أكثر جرأة وشجاعة ، تعبيراتها جاءت قوية وحادة وفي بعض الأحيان خادشة وصادمة.

شيرين المتمردة في " قيد الفراشة " مختلفة كل الاختلاف عن شيرين الهادئة في " كتاب بنكهة مصر " ، يبدو أنها كسرت تلك القيود وما عاد شيءٌ يلجمها بعد الآن.

بالنسبة لاجترار الذكريات والفلاش باك في نهاية كل فصل ، فقد كان بمثابة وقوف قصير حتى نلتقط أنفاسنا قبل مواصلة الأحداث ، والتي بدأت تتصاعد تدريجيًا.

لم اشعر بأن أحداث الثورة قد أُقحمت إقحامًا في الرواية ، بل جاءت عفوية وضرورة من ضروريات النص ومناسبة لفكرة الرواية وهي الثورة على كل القيود سواء أكانت شخصية أو عامة ، ومع اقتراب النهاية لم أعد اعرف من هي الفراشة الحقيقية التي تخلصت من القيود والتي كانت تقصدها شيرين هل هي عالية " الفرد " أم المجتمع ككل ؟!

بالنسبة للنهاية ، فقد كانت موفقة وإن كنتُ أتمنى أن تطول الرواية أكثر وأكثر ، وبدأت أتخيل بقية الأحداث التي لم تكتبها شيرين ، كنتُ أرغب بمعرفة ردة فعل عالية عند عودة محمود ، وكنتُ انتظر نهاية سعيدة لقصتها مع حسن ، لوهلة اعتقدت بأن النهاية مفتوحة لكن عندما أعدت قراءة السطور الأخيرة منها اكتشفت أنها لم تكن كذلك ، لقد اختارت البطلة النهاية المناسبة لروايتها.

سيطرت هذه الرواية على تفكيري ، واعتقد بأني سوف أعود لقراءتها مرة أخرى ، كما أنني احترت في تقييمها بين خمس نجمات أو أربع ، ربما صداقتي مع شيرين جعلت شهادتي مجروحة في حقها.

شيرين سامي تتفوق على نفسها في هذه الرواية ، ومن الواضح أنها تحاول أن تحفر في الصخر حتى تصنع لها اسمًا في عالم الأدب والأدباء ، استمري يا عزيزتي ، فلقد وضعتِ قدمك على أول الطريق.

وهذه بعض المقتطفات من الرواية:

·        فرق بين أن نُحب لأننا نحتاج وأن نحتاج لأننا نحب ، فالاحتياج عندما يتحقق لا يغنينا عن الحب لكن الحب عندما يتحقق يغنينا عن الاحتياج.
·        نحن لا نفقد المنطق إلا عندما نعشق.
·        أنا من ضعت فيك حتى المنتهى ومن غيرتني عيناك إلى كائن ينبض ، وأنت من أمطر حبه بمواسم الفرح على جفاف أيامي.
·        إذا عشقنا ترحل عنا عقولنا ويغادرنا المنطق.
·        وكثرة التغاضي تُمرض القلب وتُذهب الحب.
·        ما آلمها أن الموت كان بخنجر وهي نائمة على صدر القاتل.
·        الرجال عندما يدركون أن المرأة مضمونة لا يكترثون بمشاعرها وعندما يجدون منها التسامح الكبير يكررون أخطاءهم ويتمادون فيها.
·        لكن خبرتها علمتها أن الرجال هم الخذلان في أبدع صوره.
·        والخائف دائمًا يتعثر فيما يخيفه.



*******


هناك تعليقان (2):

  1. كل مرة كنتي بتكتبي عن رواية كنت بسأل نفسي إمتى بقى؟ إمتى إمتياز تقرى روايتي اللي لسه مكتبتهاش :D حتى و أنا بكتب الرواية كنت بفتكر ريفيوهاتك و أقول في بالي إمتى بقى؟ :)
    الله يبارك فيكي و يسعدك يا إمتياز زي ما أسعدتيني رأيك إداني دفعة كبيرة..و تشجيع مش ممكن تتخيليه مش بس لأنك صديقة و كاتبة مميزة لأنك كمان قارئة من العيار الثقيل :) رأيك هيفضل وسام على صدري و أفتخر بيه طول الوقت :) :*

    ردحذف
    الردود
    1. كلامك أنتِ هو اللي أسعدني ، ثقتك برأيي وانتظارك له هو اللي شهادة اعتز فيها .

      أتمنى أن تستمري في كتابة الروايات وامتاعنا بها.

      كل التوفيق يا صديقتي العزيزة على قلبي جدًا جدًا.

      حذف