#
حوليات
(244)
في بيتنا كتاب
قيد الفراشة لـ / شيرين سامي
كان من حسن حظي حصولي
على نسخة من هذه الرواية ، فقد جاءتني كهدية ومفاجأة جميلة ومميزة من الصديقة
العزيزة شيرين ، فشكرًا لكرمها بحجم السماء.
تعتبر هذه الرواية من
أجمل الروايات النسائية التي قرأتها مؤخرًا ، عشت مع أبطالها في حكاياتهم وقصصهم ،
تعاطفت مع أغلبهم ووجدت المبررات لقسوة البعض منهم وأخطائهم.
جذبتني شخصية بطليَّ
الرواية عالية وحسن ، ووقفت لبعض الوقت أمام حكايات صديقات البطلة مروة ونورا
وفرح.
لقد كانت شخصيات
الرواية متنوعة وغنية ، ولم تفقد شيرين خيوط روايتها أثناء تنقلها بين الشخصيات
والأحداث ، كل شيء كان مرسومًا بشكل ممتاز.
كما وازنت أيضًا بين
السرد والحوار ، فلم يطغى أحدهما على الآخر ، لغتها جاءت رقيقة شاعرية وواقعية في
نفس الوقت ، لم تكن مغرقة في الرومانسية المائعة ولا الواقعية الفجة ، كانت بين
البينين.
وقد أعجبتني التشبيهات
والأوصاف التي استخدمتها في روايتها ومنها على سبيل المثال: " كيف يغار وهو
لها النخلة السامقة وهم عشب الأرض".
لكني فوجئت بشيرين
أخرى ، هنا ، أكثر جرأة وشجاعة ، تعبيراتها جاءت قوية وحادة وفي بعض الأحيان خادشة
وصادمة.
شيرين المتمردة في
" قيد الفراشة " مختلفة كل الاختلاف عن شيرين الهادئة في " كتاب
بنكهة مصر " ، يبدو أنها كسرت تلك القيود وما عاد شيءٌ يلجمها بعد الآن.
بالنسبة لاجترار
الذكريات والفلاش باك في نهاية كل فصل ، فقد كان بمثابة وقوف قصير حتى نلتقط
أنفاسنا قبل مواصلة الأحداث ، والتي بدأت تتصاعد تدريجيًا.
لم اشعر بأن أحداث
الثورة قد أُقحمت إقحامًا في الرواية ، بل جاءت عفوية وضرورة من ضروريات النص
ومناسبة لفكرة الرواية وهي الثورة على كل القيود سواء أكانت شخصية أو عامة ، ومع
اقتراب النهاية لم أعد اعرف من هي الفراشة الحقيقية التي تخلصت من القيود والتي
كانت تقصدها شيرين هل هي عالية " الفرد " أم المجتمع ككل ؟!
بالنسبة للنهاية ، فقد
كانت موفقة وإن كنتُ أتمنى أن تطول الرواية أكثر وأكثر ، وبدأت أتخيل بقية الأحداث
التي لم تكتبها شيرين ، كنتُ أرغب بمعرفة ردة فعل عالية عند عودة محمود ، وكنتُ
انتظر نهاية سعيدة لقصتها مع حسن ، لوهلة اعتقدت بأن النهاية مفتوحة لكن عندما
أعدت قراءة السطور الأخيرة منها اكتشفت أنها لم تكن كذلك ، لقد اختارت البطلة
النهاية المناسبة لروايتها.
سيطرت هذه الرواية على
تفكيري ، واعتقد بأني سوف أعود لقراءتها مرة أخرى ، كما أنني احترت في تقييمها بين
خمس نجمات أو أربع ، ربما صداقتي مع شيرين جعلت شهادتي مجروحة في حقها.
شيرين سامي تتفوق على
نفسها في هذه الرواية ، ومن الواضح أنها تحاول أن تحفر في الصخر حتى تصنع لها
اسمًا في عالم الأدب والأدباء ، استمري يا عزيزتي ، فلقد وضعتِ قدمك على أول
الطريق.
وهذه بعض المقتطفات من
الرواية:
·
فرق
بين أن نُحب لأننا نحتاج وأن نحتاج لأننا نحب ، فالاحتياج عندما يتحقق لا يغنينا
عن الحب لكن الحب عندما يتحقق يغنينا عن الاحتياج.
·
نحن
لا نفقد المنطق إلا عندما نعشق.
·
أنا
من ضعت فيك حتى المنتهى ومن غيرتني عيناك إلى كائن ينبض ، وأنت من أمطر حبه بمواسم
الفرح على جفاف أيامي.
·
إذا
عشقنا ترحل عنا عقولنا ويغادرنا المنطق.
·
وكثرة
التغاضي تُمرض القلب وتُذهب الحب.
·
ما
آلمها أن الموت كان بخنجر وهي نائمة على صدر القاتل.
·
الرجال
عندما يدركون أن المرأة مضمونة لا يكترثون بمشاعرها وعندما يجدون منها التسامح
الكبير يكررون أخطاءهم ويتمادون فيها.
·
لكن
خبرتها علمتها أن الرجال هم الخذلان في أبدع صوره.
·
والخائف
دائمًا يتعثر فيما يخيفه.
*******
كل مرة كنتي بتكتبي عن رواية كنت بسأل نفسي إمتى بقى؟ إمتى إمتياز تقرى روايتي اللي لسه مكتبتهاش :D حتى و أنا بكتب الرواية كنت بفتكر ريفيوهاتك و أقول في بالي إمتى بقى؟ :)
ردحذفالله يبارك فيكي و يسعدك يا إمتياز زي ما أسعدتيني رأيك إداني دفعة كبيرة..و تشجيع مش ممكن تتخيليه مش بس لأنك صديقة و كاتبة مميزة لأنك كمان قارئة من العيار الثقيل :) رأيك هيفضل وسام على صدري و أفتخر بيه طول الوقت :) :*
كلامك أنتِ هو اللي أسعدني ، ثقتك برأيي وانتظارك له هو اللي شهادة اعتز فيها .
حذفأتمنى أن تستمري في كتابة الروايات وامتاعنا بها.
كل التوفيق يا صديقتي العزيزة على قلبي جدًا جدًا.