#
حوليات
(270)
صباح فيروزي
جميل أن تستيقظ على صوت فيروز يأتيك "
على غفلة " من بعيد ، فتنهض من فراشك وتتوجه إلى النافذة لتستطلع الأمر ،
فتجد الخياط الذي يستأجر المحل أسفل منزلك قد باشر عمله في الساعات الأولى من
النهار وهو يستمع لهذا الصوت الملائكي .
"مريت
بالشوارع .. شوارع القدس العتيقة
قدام
الدكاكين .. اللي بقيت من فلسطين
حكينا
سوا الخبرية .. وعطيوني مزهرية
قالوا
لي هيدي هدية .. من الناس الناطرين"
تلتقط أذنك كلماتها الجميلة وتحاول أن
تستنشق المزيد من الهواء النقي ، ترى بعض المارة وهم يلقون بتحية الصباح على هذا
العامل النشيط ، وتلمح من بعيد عمال النظافة الذين يعملون بجد ونشاط في تنظيف الحي
الذي تسكن فيه.
تتمتم بسرك : الحمد لله على نعم الله
التي لا تحصى ولا تعد.
" سنرجع يومًا إلى
حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا "
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا "
تعد قهوتك الصباحية وأنت تفكر في السر
وراء ارتباط فيروز بالصباح ، الجميع يحب سماع صوتها في الصباح وكأنها الشفرة التي
تفك سر اليوم ، تدخل السعادة والبهجة للنفس ، وتزرع الأمل والتفاؤل في الدرب.
" أنا أينما صلى
الأنام رأت عيني السماء تفتحت جودا
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا "
لو رملة هتفت بمبدعها شجوا لكنت لشجوها عودا "
لست من هواة سماع الأغاني – حاليًا –
ولكني لا أمانع من الاستماع إليها وخاصة عندما تأتي بدون ميعاد أو ترتيب أو تدبير
مني ، عندما تأتي من حيث لا أدري ، تفاجئني وتحاصرني وتجبرني على الإنصات إليها بكل
جوارحي.
"أنا لا أنساك
فلسطينُ.. ويشدُّ يشدُّ بي البعدُ
أنا في أفيائك نسرينُ.. أنا زهر الشوك ، أنا الوردُ"
أنا في أفيائك نسرينُ.. أنا زهر الشوك ، أنا الوردُ"
وفيروز من هؤلاء الذين يجبروك على
الانتباه والإنصات إليهم ، وكما ترتبط أم كلثوم بالمساء فإن الصباح مرتبط بفيروز.
" وطني.. يا جبل
الغيم الأزرق
وطني.. يا قمر الندي
والزنبق
يا وجوه الـ بيحبّونا..
يا تراب اللي سبقونا..
يا زغيّر ووسع الدني.. وسع
الدني يا وطني"
..
شكرًا ، فيروز لأنكِ صنعتي بهجة يومي
..
أما أنتم يا أصدقاء فصباحكم فيروزي إن
شاء الله ..
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق