#
حوليات
(326)
في بيتنا كتاب
دعاء الكروان لـ / طه حسين
طوال قراءتي لهذه الرواية ، كانت كلمات نزار قباني
ترن في أذني:
اِرمِ نظّارَتَيْكَ ما
أنـتَ أعمى إنّمـا نحـنُ جـوقـةُ العميـانِ
هكذا يكون الأدب ، هكذا تكون الكتابة ، هكذا يكون الإحساس
، هكذا تكون اللغة.
دعاء الكروان من أروع الروايات الخالدة في تاريخ
الأدب العربي ، من الروايات التي تتسلل إلى داخلك وتسكن في تفكيرك وتشغل بالك
لأيام وأيام.
لغة طه حسين لغة جزلة رقيقة انسيابية وتحيرني قدرته
الفائقة ، وقدرة الكفيف بشكل عام ، على وصف مشاهد ومناظر لم تراها عيناه من قبل.
الغريب أني شعرت وكأنني اقرأ الرواية لأول مرة في
حياتي ، لقد كان مذاقها مختلفًا جدًا هذه المرة ، على ما يبدو أن الحالة النفسية
أثناء القراءة تلعب دورًا كبيرًا في درجة الاستمتاع وتقييم الرواية ، اذكر أني قرأت
دعاء الكروان الكترونيًا قبل فترة لكنها لم تشدني كثيرًا وتوقفت عن متابعة القراءة
أما الآن فلقد قرأتها بتأني شديد وكنت أتباطأ بالقراءة مستمتعة بكل كلمة ، بل بكل
حرف منها.
أما بالنسبة لفيلم " دعاء الكروان " والمأخوذ
عن الرواية ، من بطولة فاتن حمامه وأحمد مظهر فهو يعتبر من العلامات الفارقة في تاريخ
السينما العربية ، وهو من أجمل الأفلام من وجهة نظري ، فلقد ترك بصمته في ذاكرتي ،
وكذلك الرواية الأصلية تعتبر هي الأخرى من العلامات الفارقة في الأدب العربي.
ولو قارنا بين الفيلم والرواية فسوف نجد أن نهاية
الفيلم ربما كانت منطقية وأكثر واقعية لكنها بالنسبة لي كانت قاسية جدًا أما نهاية
الرواية فهي أكثر رأفة ورحمة وقد تركت في نفسي بصيص من الأمل!
لقد كانت طه حسين الأديب رحيمًا بقرائه بينما هنري
بركات ( مخرج الفيلم ) لم يكن كذلك أبدًا.
أنا سعيدة جدًا لأنني حققت رغبة كانت تسكنني من
فترة بعيدة وهي اقتناء نسخة ورقية من الرواية وإضافتها لقائمة كتبي في مكتبتي.
دعاء الكروان من الروايات القلائل التي قرأتها
وأحزنني فراقهن لكن يعزيني أنها هنا على رفوف مكتبتي في متناول يدي ، أعود إليها
وقتما أريد ووقتما يجرفني الحنين إلى آمنة وهنادي والبشمهندس!
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق