الخبز الحافي

# حوليات

(313)

في بيتنا كتاب

الخبز الحافي لـ / محمد شكري

" إذا بليتم فاستتروا " ، ظلت هذه الجملة على لساني طوال قراءتي لهذه السيرة الذاتية الغريبة والمريبة.

في ماذا كان يفكر محمد شكري عندما أخرج هذا الكتاب للنور ؟ ما هي الفائدة الأدبية أو المعنوية التي سوف تعود على القارئ إذا علم بكل تلك التفاصيل المخزية من حياته ؟

عندما يكتب أحدهم سيرته الذاتية يكون هدفها إظهار حكمة معينة ، مسيرة شقاء وكفاح أو فشل يتبعه نجاح ، عرض فائدة أو متعة أدبية أو عرض خبرة صاحب السيرة لجمهور القراء ، لكن ماذا سوف يستفيد القارئ من سيرة محمد شكري؟

لا اعتبر ما جاء في هذه السيرة نوع من الصراحة والمكاشفة بل هي وقاحة وقلة أدب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول : عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه " رواه البخاري.

لقد فضح نفسه وأبيه وأمه ، ليس مبررًا على الإطلاق ذكر كل تلك المشاهد الجنسية الشاذة المقيتة والاستفاضة والتطويل في وصفها بكل فجاجة مستخدمًا الألفاظ النابية البذيئة ، كان يجدر به التركيز على الفقر والجوع وذكر كل ما فعله في حياته بصورة أكثر تهذيبًا واحترامًا.

هذا الكتاب أشبه ما يكون بمجلة الـ بلاي بوي والتي تهدف لاستثارة الغريزة الجنسية لدى المراهقين وضعاف النفوس من البشر.

للأسف الكثير من أدبائنا يميلون لهذه الطريقة في الكتابة حتى يصلوا للعالمية ويُقال عنهم أنهم أدباء عالميون فيحصلون على أرفع الأوسمة وأعلى الجوائز.

قد أكون قاسية في رأيي ، لكن هذه السيرة لم تعجبني البتة لأنها تسببت بتكدير صفوي وشعوري برغبة في التقيؤ ، ليتني ما أكملتها.

*****

Tweet