# حوليات
(90)
في بيتنا كتاب
رجم ثريا
لـ / فريدون صاحب جم
كنتُ قد شاهدت الفيلم قبل قراءة الرواية والتي تستند في
أحداثها عن قصة حقيقية وقعت في ثمانينات القرن الماضي في إيران بعد الثورة
الخمينية على حكم الشاه ، تدور أحداث الرواية حول امرأة اسمها ثريا تعيش في قرية
نائية يتم رجمها حتى الموت بعد أن اتهمها زوجها بالفاحشة ، والفاحشة هنا يا سادة
يا كرام ما هي إلا أنها ابتسمت لرجل أخر وتبادلت معه بعض الكلمات الهامسة وطبعًا
هذا حسب إدعاءه.
عندما شاهدت الفيلم ، صدمني وبشدة مشهد الرجم ، كان عنيفًا
ومتوحشًا وهذه هي أول مرة في حياتي أشاهد مثل هذا المنظر ، شعرت بكل حجر وطوبة تم
إلقاؤها على ثريا ، شعرت بالصفعات المتتالية على وجهي ، وصرخت في وجوههم جميعًا :
" أليس بينكم رجلٌ رشيد ؟"
ما كل هذا الظلم والقسوة والطغيان ، ما كل هذا الجهل والتخلف ،
ما كل هذه الوحشية والحيوانية التي تسكن دواخلكم ، تقتلون امرأة لمجرد أن زوجها
اتهمها بالزنا ، أين شهودكم على تلك الواقعة ، أين أنتم من دينكم الصحيح ، مئات
الأسئلة تزاحمت في عقلي ، ودفعتني إلى العدول عن قراءة الرواية التي تم أخذ الفيلم
عنها والتي تحمل نفس الاسم.
وقبل يومين فقط ، قررت قراءتها ، وقد كان هناك اختلاف نوعًا ما
بين الفيلم والرواية وذلك في الأحداث والشخصيات ، لكن القصة هي هي ولكن أكثر
إيلامًا لأنها تتطرق لأمور أخرى غير القصة الرئيسية وهي الرجم ، فهي تتحدث عن
عمليات الإعدام الكثيرة والتي طالت العديد من المثقفين والوزراء والمعارضين ، كما
تتطرق لقصة المتعة – المعروفة عند الشيعة – وأمور أخرى.
الكتاب مؤلم ومرهق نفسيًا ، ومشهد الرجم وما تلاه من ذهاب
الرجال للاحتفال وحكمهم على المغدورة بعدم الدفن لأن أمثالها لا يستحقن الدفن
وتركها للكلاب تنهش ما تبقى منها ، كل هذا تسبب في ألم شديد في معدتي ورغبة جامحة
في التقيؤ!
لقد فاق الإنسان في جبروته وساديته وقدرته على الظلم كل
الكائنات والمخلوقات.
****
لطالما كانت إيران وقوانينها مدعاة للتأمل في التفتق العجيب لذهن الانسان عن أساليب القهر والجبروت.
ردحذفرواية يبدو أنها رائعة وتستحق القراءة.
تحياتي
السيدة الفاضلة امتياز النحال
ردحذفلقد شاهدت الفيلم الموجع قبل سنتين لكني لم أكن اعلم بنشر الرواية مترجمة للعربية إلا عن طريق مقالك. الفيلم المأخوذ عن قصة صحفية للصحفي فريدون سايجام وهو من أصل إيراني موجع إلي آخر ما شاء الوجع أن يفعل بنا ويتعس من يراه كل هذا الظلم أن يقع علي إنسان. ربما الأكثر إيلاماً كما تفضلت مشهد الرجم المفجع وربما القاتل حين يقوم إبناها بالمشاركة في الرجم. من يحلو له تناول الفيلم من وجهة مشكلة المجتمع الذكوري حر لكني أجد نفس الظلم في مواضع شتي من عالمنا يا سيدتي وبصورة يومية يقع فوق رؤوس الناس سواء، حتي أصبح كما وصف صلاح جاهين الحزن في رباعياته التي ناقشتها سالفاً " الحزن مابقالوش جلال ياجدع ... الحزن زي البرد زي الصداع" الظلم أيضا يا سيدتي لم يترك لحياتنا ذرة جلال. أنا مش ح اقدر أوعدك بالبحث عن الرواية وقراءتها أنا قلبي اتوجع من الفيلم بكفاية. تحياتي
د. محمد زكريا الأسود
شكرا لك اني اعتمد على ملخصك الجميل في قرأة الكتاب من عدمه.
ردحذفشكرا