الأحد، 22 سبتمبر 2013

الغريب



# حوليات

(84)

في بيتنا كتاب

 الغريب لـ / البير كامو

أول تجربة مع كامو ، لم أكن اخطط هذا المساء لقراءة هذا الكتاب ، كنت قد مللت من الكتب الكثيرة المفتوحة أمامي وبحثت عن كتاب جديد ، لفت انتباهي هذا العنوان " الغريب " وشجعني على قراءته عدد صفحاته القليل والذي يتجاوز المائة بسبعة عشر صفحة.

بداية الكتاب مملة وبطيئة ، كنت انتظر الحدث الأكبر أو ذروة الأحداث ، وعندما تأخرت لجأت إلى موقع جودريدز لاستطلع آراء من سبقوني في قراءته ، فاكتشفت أن البير كامو هو كاتب وجودي عبثي ، وهذا يفسر العبثية الناضحة في الكتاب ويفسر أيضًا اللامبالاة غير الطبيعية لدى بطل الرواية والذي جعلني أصفه بالبلادة أكثر من اللامبالاة ، فهو لا يشعر بشيء ، إحساسه متبلد ، فكيف لإنسان لا يسأل عن والدته في دار العجزة كل هذه المدة ، ولا يتأثر بوفاتها وكأنها لا تعنيه في شيء ، كيف يقدم على ارتكاب جريمة بدون أي أسباب واضحة أو عقلانية ، ولا يتألم لوضعه في السجن أو يتضايق من التحقيق أو المحاكمة ولم يبدي أي ملامح للندم على فعلته الشنعاء ، وكل ما يشغل باله في نهاية الرواية هو كيف يستطيع أن يهرب من حد المقصلة ، حتى الكاتب لم ينوه لي عن أسباب ارتكاب بطله لهذه الجريمة ، هل الشمس وحرارتها قادرة على صنع إنسان قاتل ؟!

جرت أحداث هذه الجريمة في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي لها ، كما أن القتيل هو شاب عربي مغربي ، ذهب بي الخيال بعيداً عما جالت به آراء من سبقوني بالقراءة ، وهو أن حياة العربي لا قامت ولا قعدت عند المحتل الفرنسي رغم أن القضاء الفرنسي قد حكم على القاتل بالإعدام إلا أن الكاتب لم يغفل عن إظهار تعاطف القاضي والمحامي مع القاتل ومحاولتهم تبرئته رغم اعترافه بقتل الشاب العربي. 

في الجزء الأخير من الرواية والخاص بالكاهن ، لم يعجبني موقفه الباهت الضعيف في محاولته لإقناع البطل بالإيمان بالله والمسيح ، شعرت بأن كامو أراده ضعيفًا مهتزاً حتى يثبت نظريته الوجودية العبثية والتي يؤمن بها ويدعو لها.

هذه الرواية هي منتهى العبث ، فقد نجح الكاتب – رغم كل شيء – في إيصال فكرته لي رغم اعتراضي على معتقداته وأفكاره والتي ساقها على لسان بطل روايته.

لم اندم على قراءتها وأتمنى أن تتاح لي الفرصة لقراءة المزيد لـ البير كامو.



*****

هناك تعليقان (2):

  1. استمري مع كتاباته.. لن تندمي :)

    ردحذف
    الردود
    1. أضفت كتبه إلى قائمة الكتب التي ارغب بقراءتها ،،

      شكرا لحضورك الدائم وتشجيعك .

      حذف