# حوليات
(101)
في بيتنا كتاب
رسائل غسان كنفاني إلى غادة
السمان
أعود من جديد لقراءة رسائل غسان كنفاني ، بعد مرور عامين على
القراءة الأولى ، وهذه المرة من نسخة مصورة سكنر عن الكتاب الأصلي وفيها مقدمة
غادة السمان " التي لم تكن موجودة في النسخة القديمة بالإضافة إلى النصوص
الأصلية للرسائل مع آراء بعض النقاد والكُتاب الصحفيين.
مذاق الكتاب هذه المرة مختلف تمامًا عن المرة السابقة، اشعر
بأني اقرأ الكتاب لأول مرة ، مشاعر كثيرة
انتابتني منها رغبتي الشديدة في البكاء ، وإحساسي الغريب بأن غسان كان يوجه رسائله
لي أنا ، أنا وحدي !؟؟!؟ (ربما تقمصت دور غادة ، لا اعرف ) !!!
هنا ، لأول مرة ، أدرك أن غادة صادقة في كلامها عندما قالت
أنها طلبت ممن يحتفظ برسائلها لغسان نشرها وأنها لم تكن تحتفظ بمسودات عن تلك الرسائل
، وأنها بحوزة ، ربما ، أحد أفراد عائلته.
هنا لأول مرة تؤلمني كلماتها في المقدمة :" نعم . .
كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني".
لقد عمل هذا الكتاب على أنسنة غسان كنفاني المناضل والأديب ،
فلقد تعرفت على غسان الإنسان الضعيف ، المريض الشقي ، والعاشق البائس ، لقد كسر
هذا الكتاب " الأسطورة والهالة التي يضعها البعض حول الشهداء " وكأنهم
ليسوا بشراً يحبون ويكرهون ، يخافون ويشجعون ، نافين عنهم الضعف الإنساني وكل المشاعر
الإنسانية الطبيعية ، رافعينهم لمرتبة أعلى من مرتبة البشر!
لكن الطريف في الأمر ، أن هذه النسخة من الكتاب تحتوي على آراء
الكثير من النقاد والصحفيين والأدباء والمثقفين والذين انقسموا ما بين معارضين
لنشر الرسائل وما بين من لا يرون غضاضة في الأمر ، وأكثر شيء لفت انتباهي وأضحكني
هو رأي " ديزي الأمير " والتي نشرت رسائل الشاعر الراحل " خليل
الحاوي " إليها دون أن تذكر اسمها ، فلقد هاجمت ديزي غادة على نشرها للرسائل
وقالت:
" غادة
السمان ( في نشرها لرسائل غسان كنفاني إليها) لها رأيها وقناعاتها وأنا احترم
رأيها ، لكن برأيي الأسرار يجب أن تُحترم ، مع أني لا أتلقى رسائل مثل التي
تتلقاها غادة ، فأصدقائي كتبوا لي بعد أن كبرت ، وحين كنت صبية لم أكتب لأحد ولم
يكتب لي أحد ، حتى إني لم أسلم على رجل وأنا طالبة بالجامعة ولا حتى بكلمة صباح
الخير ، لقد كنت طوال عمري محافظة ، ومن السيئ فضح الآخرين."
بعد قراءتي الثانية للرسائل ، ازدادت محبتي لغسان ، لكن
الحواجز " للأسف " ما تزال منصوبة بيني وبين غادة !
هذه الرسائل موجعة ومؤلمة ، اشعر بعد قراءتها بأن غسان قد قُتل
ليلة أمس ، ليلة أمس فقط !
رحم الله الشهيد غسان كنفاني.
******
وفي هذا السياق أعيد نشر تعليقي على الرسائل في قراءتي الأولى
لها قبل عامين :
"الكتاب
أكثر من رائع وخاصة أنه بقلم الكاتب الفلسطيني صاحب القلم الجميل غسان كنفاني وبغض
النظر عن تعليقات غادة السمان على رسائله بطريقتها المستفزة.
لكني في نفس الوقت سعيدة
لوصول هذه الرسائل إلى يدي فلقد قربتني من الشخصية الإنسانية لغسان وليس فقط الأديب
بل شعرت بأني اعرفه معرفة شخصية وهذه نقطة قد تكون في صالح غادة وتشكر عليها
لمشاركتنا إياها .. البعض استنكر عليها أن تنشر رسائله وهو رجل ميت وكان متزوجًا ولديه
أطفال .. لكن ما المانع من ذلك ؟؟ لا اشعر بأن هناك إهانة لزوجته .. لأنه لطالما
كان شخصية عامة محبوبة من الجميع ولا يوجد في الرسائل ما يهينها أو يجرح كرامتها
.. وطالما أنه كان متفقا مع غادة على نشر الرسائل بعد وفاة احدهم ..
عموما اقرؤوها واستمتعوا
برسائل إنسان .. وأديب .. وفلسطيني."
*****
اعتقد بعد قراءتي الثانية للرسائل قد تغير رأيي كثيراً ربما
يعود ذلك إلى أن النسخة التي قرأتها من قبل لم تكن مرفوعة على السكنر من الكتاب
نفسه ، وربما طالها الكثير من الحذف والتنقيح.
أنصح بقراءة تلك الرسائل (النسخة الأصلية) ، فهي تجربة ممتعة
في الغوص بداخل غسان كنفاني الإنسان والعاشق!
لتحميل النسخة الأصلية اضغط : هنــــــــــــــا
******
استغربت لهنيهة عند قراءة العنوان.. لم أتوقع أن تكون (الرسائل) قد فاتتك :)
ردحذفأحب القراءات الثانية .. تضفي أفكاراً+ مشاعر جديدة
-------------
للأسف فقدنا غسان!
فعلا .. للاسف فقدنا غسان .. الله يرحمه يا رب ، لو غاب جسده فكلماته خالدة للأبد ..
حذفلو سمحتو كيف احمل الكتاب
حذفراسلني على حسابي على الفيس emtiaz zourob
حذفأو على ايميلي :
rafah81@hotmail.com
وسوف أرسل لك نسخة الكترونية من الكتاب