# حوليات
(11)
مجرد أشياء
بينما كنت في المطبخ ، سمعت صغيرتي تقول / "سوف
تنال العقاب المناسب لك أيها الشرير " ، هرعت إلى حجرتها ظناً مني أنها تهدد
أخيها الصغير الذي لم يبلغ بعد العشرة أشهر . وهناك فوجئت بها تمسك الأسد اللعبة
وتلقي به على الأرض ، قلت لها حرام عليك ، لا تفعلي به هذا ، أتحبين أن يفعل بك
أحدهم هكذا ؟ ، ردت بكل برود وعدم اكتراث / "ماما ، إنه مجرد لعبة ! " .
نعم إنه مجرد لعبة ، مجرد قطعة من البلاستيك
والقماش المحشو بالقطن ، لكني منذ كنت طفلة ، وأنا أعامل ألعابي على أنها كائنات
ذات روح ، أمسك بها بحنان ، والعب بها بهدوء ، وأحافظ عليها ، احتفظ بها نظيفة
واضعها بجانبي على سريري ، ولا اسمح لأحد أن يلعب بها ، لذلك عاشت ألعابي معي مدة
طويلة وأصبحت في منزلة فرد من أفراد الأسرة.
وعندما تُكسر لعبة ما ، آخر ما أفكر فيه هو رميها
في سلة المهملات ، اشعر بتأنيب الضمير من فعلتي تلك رغم أني لست المسئولة عن كسرها
، مازلت اذكر ذاك الجمل ذا القدم الواحدة ، والحصان الأعور ، والسيارة بلا عجلات
والعروس محروقة الشعر !
ولولا أمي ومغافلتها لي لتكدست الأشياء التالفة في حجرتي ، كانت
تستغل فترة ذهابي إلى الجامعة حيث أعود إلى البيت وقد قامت بتنظيف الحجرة من كل
تلك " الكراكيب " .
لم يقتصر هذا الشيء فقط على الألعاب بل تجاوزها
لكل ما هو جماد ، أتعامل مع باب البيت باحترام ، وأغلق صنبور الماء بعناية ، أنظف
السجادة بحرص ، والتقط الأشياء وكأنها أطفال صغار .
حتى ثيابي القديمة مازلت احتفظ بها وأعلقها في
دولابي المكتظ ، لكل قطعة ملابس ذكرى طيبة في قلبي ولا أستطيع الاستغناء عنها أو
رميها.
اذكر ذات مرة ، أني رأيت صديقتي تحمل شاحن الجوال
من السلك بينما يتدلى الشاحن نفسه نحو الأسفل ، شعرت بالحرقة الشديدة وصرخت بها "
هل تحبين أن يرفعك أحدهم من قدمك بينما يتدلى رأسك إلى الأسفل ؟ "، نظرت لي
باستغراب واستهجان وقالت:" إنه مجرد شاحن ".
نعم ، إنه مجرد شاحن بالنسبة لصديقتي ، ومجرد لعبة
بالنسبة لطفلتي ، ومجرد كراكيب بالنسبة لوالدتي ، ومجرد ملابس قديمة بالنسبة لزوجي
، لكنهم بالنسبة لي يحملون روحاً خفية بين جنبات أسلاكهم المعدنية وأجسادهم
البلاستيكية ، وثيابهم المزركشة ، وليسوا مجرد أشياء كما يعتقدون!
إن العبرة في رمزية الأشياء لا في كينونتها .
إن العبرة في رمزية الأشياء لا في كينونتها .
****
عندما تفيض الرحمة :)
ردحذفهذا جميلٌ جدا!
اهم حاجة ان الاطفال مبقوش عاطفيين زى زمان
ردحذفهههههههههه.. راما والله ما هي قليلة
ردحذفإنتي متلي ع فكرة.. وإمي وأختي بيتهموني بالهبل هههههههههه
حتى فكرت حالي مريضة نفسيا ههههههه
هههههههههههههههههههههههههه
ردحذفتعرفى ان معاكى حق جدااااااااااااااااااااااااا
انا زيك بارتبط بالاشياء لكن مش لدرجة الاحتفاظ و المحافظة عليها
اصل انا بطبعى مهمل
طيب كويس أنه في حدا مثلي في هالزمن :)
ردحذفصديقتي الرائعة .. ابدعت بوصفك
ردحذفلقد كتبت يوماً تدوينه من الذكريات تشبه الفكرة إلي حد كبير
سعيدة بتوارد خواطرنا .. دمت رائعة
ده رابط التدوينة
http://shaawa22001.blogspot.com/2011/06/blog-post_07.html
وأنا سعيدة بتوارد الخواطر هذا .. اروح اقرأ تدوينتك .
ردحذفهكذا عزيزتي الأشياء إما أن تكون مقدسة وإما رميت أدراج الهواء ليس لسبب فيها وإنما قدرها من فيض قلوب الأحباء...هوني على نفسك مجرد لعبة يلهو بها صبية وأصدقاء ، فما بالك بقلوب لها أرواح وأسماء .. لا يأبهون بها كأنها لعبة أو تسلية سواء...فدام قلبك فيض رحمة وحب وهناء.
ردحذفشكرا يا ميرة على مرورك وتعليقك .. وصدقتِ :)
ردحذف