الجمعة، 4 أكتوبر 2013

دفاتر فلسطينية


# حوليات
(96)
في بيتنا كتاب
دفاتر فلسطينية لـ / معين بسيسو


هي تجربتي الأولى مع الشاعر الفلسطيني الراحل معين بسيسو ، وقد بحثت كثيراً عن دواوينه الشعرية ولم أجدها لكن أثناء بحثي تعثرت بهذا الكتاب النثري.

اعتقد أن الاسم الأفضل والمناسب لهذا الكتاب هو : دفاتر شيوعية فلسطينية ، فالكاتب يحكي هنا عن تجربته كمعتقل شيوعي في السجون المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتنقله بين السجن الحربي وسجن الواحات الخارجة ، كما يتحدث عن نضال الحزب الشيوعي في ثورة مارس 1955م  في غزة ضد مشروع توطين اللاجئين في سيناء والذي عرف آنذاك باسم : مشروع سيناء ، وكان شعارهم : لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان.

في هذا الكتاب تعرفت على وجه مدينتي غزة في تلك الفترة من تاريخنا بعيون مناضل شيوعي أحب غزة حتى النخاع ، ورأيت سكة حديد غزة والتي لم يبقى منها إلا الاسم " السكة " ، وسينما السامر الذي تحول إلى ترخيص ودوار السامر ، رأيت شارع عمر المختار ، والرمال ، رأيت " السجاعية " كما كان يلفظها أهل حي الشجاعية في غزة ، والشيخ خلوصي بسيسو و " حاملة الجمرة " صهباء البربري.  

تعرفت على شخصيات فلسطينية جديدة منها الشهيد حسني بلال ، المربي والأستاذ خليل عويضة ، فريد أبو وردة وعبد الرحمن عوض الله وغيرهم ، وتعرفت على فرج الله الحلو من الحزب الشيوعي اللبناني السوري والذي مات على يد رجال المخابرات من شدة التعذيب ، ومن ثم قاموا بإذابة جسده بالأسيد في البانيو !

حزنت أشد الحزن على الخالة " وظيفة " خالة الشاعر والتي سقطت ميتة إثر ذبحة صدرية أثناء اعتقال معين من بيتها وعدم تمكن العائلة من الاتصال بطبيب لأن رجال المباحث والمخابرات قاموا بقطع سلك الهاتف!

وحزنت أيضًا على ذلك الفلسطيني الذي حاول الهرب من سجن الواحات الخارجة وهو أول سجين يفر من السجن ، ذلك السجين الذي قايض أرغفة الخبز بحذاء ليتمكن من تحمل رمال الصحراء الحارقة ، والذي وجده حراس السجن ملقى في الصحراء وقد أكلته الغربان.

" لو كان معه بندقية ، لما أكلته الطيور "

تحفظاتي على هذا الكتاب ، أني لا أحبذ الشيوعية ولا الاشتراكية ولا أي فكر من هذه النوعية ، لكن هذا لا يمنع احترامي لنضال هؤلاء الشيوعيين ودفاعهم المستميت عن أفكارهم ومبادئهم ، يبهرني إصرارهم وتحملهم لمختلف صنوف العذاب في سبيل إخلاصهم لفكرة معينة.

" الآن يستطيع الواحد منا أن يرى عيني أمه وأبيه ، يستطيع أن يواجه البحر بتلك العينين اللتين لم يلوثهما حبر الارتداد".

أيضًا من تحفظاتي على هذا الكتاب ، تقديس معين للاتحاد السوفيتي ولينين ، شعرت لوهلة بأنه يرى في روسيا الوطن الأم!

بشكل عام ، الكتاب يستحق القراءة ، وقد استمتعت بخوض هذه التجربة.

لتحميل نسخة من الكتاب اضغط : هنـــــــــــــــــا.

























*****

هناك تعليق واحد:

  1. تمرد = الخيانة ، الخيانة = العقوبة ، العقوبة = الموت ، أبقى بعيدا من أجل حياتك

    ردحذف