# حوليات
(156)
شهادتي على حرب غزة الثانية
في الذكرى الأولى للحرب
الجزء (8)
لا اذكر في أي يوم
بالضبط من أيام الحرب الثمانية سمعت في الأخبار عن استشهاد سيف الدين محمود صادق
أو عوض حمدي النحال.
الأول عرفته طفلًا
مهذبًا خلوقًا ، كانت ابتسامته لا تفارق محياه وكان خجولًا ، كلما تحدثت معه لا
يرفع بصره لينظر لمحدثته ، لقد كان آية في الأدب والأخلاق ، كنتُ اعرف والده
ووالدته وأعمامه فقد كانت تربطنا بهم علاقة مصاهرة.
كان شبلًا وطنيًا
بامتياز شارك في انتفاضة الأقصى ورشق جنود الاحتلال بالحجارة ، وكانت له صورة
اشتهرت على صفحات الجرائد وهو يتحدى أحد الجنود الصهاينة الذي حاول أن يقنص عليه
ليقتله.
انقطعت عني أخباره حتى
رأيت اسمه يزين نشرات الأخبار ويسبق ذلك الاسم لقب القائد الميداني في سرايا القدس
التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ، وقد تم اغتياله بقصف السيارة التي كان يستقلها
أثناء عودته من مدينة رفح إلى مدينته خان يونس بعد أن شارك مع رفاقه في التصدي
للقصف الصهيوني المستمر على مدينة رفح.
أما الثاني فقد عرفته
طفلًا لأحد الأقارب أيضًا وزميلًا على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية
والإعدادية ، اذكر أنه كان دائم الحركة والابتسام ، وكان خفيف الدم ، يضحكنا
بحركاته الغريبة ، وهو الأخر انقطعت عني أخباره بعد انتهاء الدراسة ، لأفاجئ به أيضًا
من خلال شاشة التلفاز ، لم يكن من رجال المقاومة ، بل كان إنسانًا عاديًا يجلس
أمام بيته في أحد ليالي الحرب الطويلة ، وفجأة سقط صاروخ خلف البيت على مجموعة من
الشباب ، فسارع إليهم حتى يشارك في إنقاذهم، لكن الصاروخ الثاني كان أسرع ولم
يمهله الوقت لفعل ذلك ، فأصبح هو من يبحث عن منقذ!
تأثرت لاستشهاد
الاثنين ، شعرت بغصة وحرقة شديدتين ، لكني كنت أؤمن بأن هذا الوقت ليس وقت الحزن
والبكاء ، كنا ننتظر حتى تنتهي هذه الحرب اللعينة لنحصي خسائرنا ومكاسبنا ،
ونسترجع أنفسنا ونلتقط أنفاسنا ، ثم لنا الوقت كله لكي نقف على شواهد قبورنا ونبكي
قتلانا.
يتبع
..
******
الشهيد عوض حمدي النحال |
اللهم تقبلهما عندك شهداء بررة، وكل شهداء الأرض المقدسة..
ردحذفبين ضفاف مدونتك أشعر دائما بهبة رياح الشجاعة، والنخوة والاصرار..
واصلي أختي امتياز واصلي الحكي كشهرزاد تحكي واقعا وليس خيالا
Allah yir7amhoma + jamee3 al shohadaa2
ردحذف