الاثنين، 16 ديسمبر 2013

فلسطين في رسائل فرانز كافكا


# حوليات
(169)
في بيتنا كتاب
فلسطين في رسائل فرانز كافكا
ترجمة / محمد أبو خضور


كان الكاتب الألماني اليهودي فرانز كافكا مثار جدل في أوساط المثقفين العرب ، فمنهم من قال بأنه يهودي صهيوني ومنهم من نفى تلك التهمة عنه ، واستمر ذلك الجدل لمدة ليست بالقصيرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي وبداية الثمانينات.

وعند الكشف عن رسائل كافكا لخطيبته فيليس في بداية الستينيات ، والتي يتحدث فيها عن بيت الرب اليهودي وحلم الذهاب إلى فلسطين تأكدت شكوك البعض في صهيونيته.

بالنسبة لهذا الكتاب ، فهو عبارة عن مقدمة يشرح فيها المترجم جدلية الخلاف حول كافكا ومن ثم ينتقل للرسائل التي أرسلها إلى خطيبته ومن ثم محاولات فهم وربط رموز رواياته وقصصه بالمجتمع اليهودي والدعوة إلى الصهيونية ، وفي نهاية الكتاب ، وضع المترجم بعض أغلفة كتب كافكا ودفاع أحد المثقفين العرب عنه " من باب عرض الرأي والرأي المخالف " بالإضافة إلى المصادر التي اعتمد عليها أثناء الترجمة.

بعد انتهائي من القراءة ، لم أجد ما يثبت هذه التهمة – تهمة الصهيونية – على كافكا ، فهو لم يذكرها أو يصرح بها ، الجملة الوحيدة التي وردت في رسائله لخطيبته وكانت تتعلق بالصهيونية قوله : " أنا معجب بالصهيونية ، أنا اشمئز منها " !! وهي جملة غير مفهومة وغير واضحة ، فكيف يكون معجب بالصهيونية ويدافع عنها بل ويدعو لها وفي نفس الوقت يشمئز منها؟!

ولقد استشهد الكاتب بما جاء في مذكرات هرتزل عندما قال أن كافكا كان يعمل على بث الثقة في نفوس اليهود من خلال كتاباته ، لكن لا يوجد دليل واضح على أنه كان يدعو للصهيونية والهجرة إلى فلسطين. ، وإن كانت كتاباته مستوحاة من القصص اليهودية التي ذكرت في التوراة فهذا شيء طبيعي لأن الكاتب يدين باليهودية رغم أنه ذكر بأنه ليس متدينًا بالمعنى الحرفي.

كما أن سيرة ذهابه إلى فلسطين لم تكن محور تلك الرسائل ، كانت رغبة راودته هو وخطيبته في زيارة تلك البلد التي لم يُشر إليها بإسرائيل أو بأرض الميعاد في أي رسالة من رسائله.

اعتقد بأن عنوان الكتاب مضلل نوعًا ما ، ففلسطين لم تكن محور تلك الرسائل أبدًا ، بل ذكرها الكاتب بشكل عفوي غير مقصود مرة أو مرتين.

عامًة هو كتاب جيد رغم أن الترجمة كانت حرفية نوعًا ما لكني سعدت بقراءته وإن شاء الله أكرر التجربة بقراءة بعض من روايات وقصص كافكا.

*****


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق