# حوليات
(165)
حكومة رام الله تنفض يدها
من قطاع غزة وموظفيها
فوجئ موظفو قطاع غزة المدنيين
المستنكفين باقتطاع بدل المواصلات والعلاوة الإشرافية من رواتبهم هذا الشهر ، وقد
أدى هذا الاقتطاع إلى حالة من الاستنكار والاستهجان الكبيرين من قبل الموظفين.
كيف لحكومة رام الله
التي طالبت موظفيها بالتوقف عن العمل عندما وقع الانقلاب/الحسم العسكري في غزة عام
2007م ، والتي أخبرتهم بأن حقوقهم الوظيفية محفوظة كاملةً، كيف تقوم الآن بخصم تلك
الخصومات ، ألم يجدر بها في البداية دفع مستحقاتهم المتأخرة لديها من علاوات سنوية
واجتماعية ودرجات مستحقة وترقيات بالإضافة إلى استرداد الزوجين الموظفين لأموال
التأمين الصحي المقتطعة من رواتبهما رغم أن لهما تأمين صحي واحد!!
كان يجب على الحكومة
التفكير مليًا في القرار الذي اتخذته عام 2007 م قبل أن تنفذه على أرض الواقع ،
كان يجدر بها تقييم الأوضاع جيدًا قبل أن تطلب من موظفيها الاستنكاف والجلوس في
البيت كخطوة احتجاجية لما قامت به حركة حماس في ذلك الوقت.
اعتقد بأن حكومة رام
الله الآن تندم أشد الندم على ذلك القرار غير الصائب والذي أدى إلى أنها تدفع
رواتب لموظفين وهم جالسين في بيوتهم بالإضافة إلى علاواتهم الإشرافية وبدل
المواصلات ، وهي تعتقد بأن الموظفين في غاية السعادة والسرور لحصولهم على رواتبهم
دون أن يعملوا.
لكن ما لا تعلمه حكومة
رام الله أن غالبية موظفي غزة يودون العودة لأماكن عملهم اليوم قبل الغد ، فالحياة
بدون عمل لا طعم لها ، فالغالبية قد أصابهم الملل والاكتئاب ناهيك عن الوضع
الاقتصادي الصعب والحصار الذي يعاني منه القطاع بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء وشح
الوقود وغاز الطهي وتردي الأوضاع الأمنية.
وللعلم ، أنا لستُ ضد
وقف صرف بدل المواصلات ، لكن كان على الحكومة وقفه منذ بداية استنكاف الموظفين
وجلوسهم في البيت لا بعد أكثر من ست سنوات ، والأدهى من هذا كله أن مبررها لاقتطاع
المواصلات أنها سوف تدفعها لأهالي الشهداء !
بمعنى أن الحكومة
" تبقشش " من جيب غيرها ، وبهذه الطريقة لا تخسر الحكومة فلسًا جديدًا
من خزينتها.
إن الحكومة التي تسعى
لتحصيل حقوقها من مواطنيها دون تقديم واجباتها تجاههم لا تستحق أن تبقى في الحكم ،
عليها أن تستقيل وترحمنا من قراراتها غير المقبولة.
من الواضح أن حكومة
رام الله تنفض يدها من قطاع غزة وموظفيها ومواطنيها وإن كانت في العلن لا تصرح
بذلك.
إن الطرق الملتوية
التي تستخدمها حكومة رام الله ضد مواطني قطاع غزة وموظفيها ما هي إلا نوعًا من
الضغط على هذا الشعب المضطهد لأنه من وجهة نظر الحكومة لم يفعل شيئًا من أجل من
يدفع له راتبه في رام الله ضد من يحكمه في غزة ، إنهم يطلبون من موظفي غزة – وإن
كان بشكل غير رسمي أو معلن – الثورة والتمرد على الظروف التي تحكمهم هنا في
غزة ، ولسان حالها – أي حكومة رام الله –
يقول اذهبوا وقاتلوا إنا هاهنا قاعدون!!
لكن مواطني غزة – للأسف – لا يرون أفضلية لحكومة رام الله على
حكومة غزة ، ولا يرون أيضًا أفضلية لحزب معين على حزب آخر ، فكلهم في الفساد والظلم
سواء!
والانتخابات القادمة –
إن كان هناك فعلاً انتخابات قادمة – سوف
تكشف أوراق الجميع وتعريهم وسوف يكون سقوطهم في تلك الساعة مدويًا ، فالشعب الذي
عانى من طرفي الصراع طويلًا لن يرحم أحد.
فاعتبروا
يا أولي الألباب ..
******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق