# حوليات
(197)
رسالة إلى مخيم اليرموك
اعذرني أيها المخيم ،
لقد سرقوا من جيبي كل شيء ،
لم يبقى لي سوى هذا
القلم المقصوف وبعض أوراق الخريف المهترئة ،
فهل تقبل مني مجرد
كلمات لن تستفيد منها شيئًا ، لن تدفأ أطفالك ولن تسد رمقهم ،
لن تبعد عنهم شبح
الموت ، لن تصد عنهم طلقة طائشة أو قذيفة مجنونة ،
لن تشفع لهم عند تلك
الكلاب السعرانة ، لن توقف حقدًا أسودًا يسري مسرى الدم في الوريد.
مجرد كلمات أيها
المخيم لن تفيد أطفالك في شيء ، ولكن وآسفاه هي كل ما أملك.
ماذا تملك أن تفعل لك
امرأة محاصرة في بقعة منسية تبعد عنك آلاف الأميال ،
امرأة صرخت من قبلك:
وامعتصماه .. واعرباه ، ولم تجد لصدى صوتها أي ترجيع.
ماذا يمكنها أن تفعل
وهي المحاصرة مثلك مثلها وإن كانت لم تصل لمرحلة الموت جوعًا ،
إلا أنها تموت كل يوم
قهرًا ، وذلًا ، وعجزًا.
اغفر لها أيها المخيم
، فهي تسير في نفس الدرب الذي سرت فيه يومًا ،
لا تملك أن تدفع عن
صغارها الشر المتأصل في نفوس هذه البشرية ،
لا تملك إلا دموعًا
تذرفها سرًا في ليلة معتمة خالية من أي قمر.
يا مخيمي الموجوع ، لا
تستسلم ، لا تمت ، قم وقاتل ..
إن كانت أنياب الجوع
أمامك ، وسكاكين الغدر خلفك ، فلا تستسلم وقاوم !
تقدم واكسر حصارهم
الغاشم ، يموت من يموت وتنبت السنابل
استحلفك بالله لا تمت
، قم وقاتل ..
كُلْ حشيش الأرض وقاتل
، صلَّ وقاتل ،
ثم صلَّ وقاتل ، ثم
صلَّ وقاتل ...
*****
كان الله فى عونهم... بقع الخراب تزداد، كان الله فى عوننا جميعًا
ردحذفبعين الله ..
ردحذفيارب يزيح الغمة ويهدى الحال ان شاء الله..
ردحذفيارب .
حذفكان الله فى عونهم جميعا
ردحذف