#
حوليات
(200)
في بيتنا كتاب
الانمساخ أو" المسخ "
لـ / فرانز كافكا
اعتقد بأن هذه القصة
الطويلة قد أخذت حجمًا أكبر من حجمها ، ولا أعرف حقيقًة لماذا أثيرت حولها كل تلك
النقاشات والأبحاث والتحليلات ، كما لا أعرف أيضًا لماذا أثيرت حول كاتبها
الألماني اليهودي فرانز كافكا كل هذه الأقاويل والضجة وأصبح موضوع " صهيونيته
" مجال للمناقشة في أوساط المثقفين العرب لفترة تجاوزت العقدين "
السبعينيات والثمانينيات " ، وأنا هنا لا أقلل من شأن كافكا أو قصته ولكنه لا
يختلف عن كُتاب آخرين أبدعوا وتفوقوا في مجال كتابة القصة والرواية ، فلماذا كافكا
بالتحديد ؟!؟
كنتُ قد عقدتُ العزمَ
على قراءة جميع أعماله ، وعلى رأسها المحاكمة والمسخ ، وذلك بعد أن قرأت كتاب
" فلسطين في رسائل فرانز كافكا ".
وعن طريق القارئة المخضرمة
دينا نبيل ، توصلت لسلسلة " الآثار الكاملة لكافكا مع تفسيراتها " وهي
من إعداد: إبراهيم وطفي ، الذي ترجم قصص كافكا ونقلها عن اللغة الألمانية ، وهي
اللغة الأم التي كُتِبَتْ بها تلك القصص.
وعلى الرغم من الكاتب
يفخر بأنه قد ترجم تلك القصة عن الألمانية مباشرة وبدون وسيط ، وأنها أفضل ترجمة
للقصة ، وبعد أن أخبرنا بأن ترجمة منير البلعبكي لم تكن موفقة لأنها نقلت عن اللغة
الانجليزية ، أجد نفسي ، بعد كل هذا ، قد نفرت من الترجمة التي ربما كانت حرفية
أكثر منها أدبية ، كما أنني شعرت بالقليل من الملل أثناء القراءة.
القصة جيدة ، وفكرتها
جديدة لكن أن تُكتب عنها مئات الدراسات والمقالات "وقد أورد الكاتب منها سبع
دراسات فقط" ، وأن يحاول الكاتب أن يفسر كل كلمة وردت في القصة – وطبعًا لم
أفهم شيئًا من تفسيراته التي لم تأتي بالجديد ، والتي هي بحاجة أحيانًا لمن يقوم
بتفسيرها – ثم يحاول أن يرسم لنا شكل الحشرة التي انمسخ إليها سامسا " بطل
القصة " ويرسم لنا حجرته وموقعها بالنسبة لباقي حجرات المنزل (!) ، ثم يورد
كل المقالات والتحليلات التي تناولت القصة ، وكأن كل هؤلاء النقاد والأدباء لم يكن
لهم همًا طوال قرن بكامله سوى محاولة تحليل وسبر أغوار قصة كافكا ؟!؟
لماذا حملوها أكثر مما
تحتمل ، ومنحوها حجمًا أكبر من حجمها ، فهي مجرد قصة غير منطقية عن شخص يستيقظ في
الصباح ليجد نفسه وقد تم مسخه لحشرة ، وكيف أنه لم ينزعج أو يسأل عن سبب مسخه أما
عائلته فقد تقبلت الأمر كله وكأنه شيء عادي أن يتم مسخ ابنهم لحشرة !! وكل ما قامت
به هو أن تحبسه في إحدى الحجرات وتقدم له الأكل العفن ، وعندما شعروا بعد فترة بضرورة
التخلص منه ، مات من الجوع وتم التخلص منه كما يتم التخلص من الحيوانات النافقة !
القصة غريبة وإن كان
الانمساخ موجودًا في الديانة اليهودية ، حيث مسخ الله اليهود قرودًا عندما اخلفوا
أوامره ، وربما من هنا جاءت فكرة القصة لكافكا.
طبعًا لا أنسى أن أقول
أن كافكا كان يُسقطْ أحداث هذه القصة على شخصيته الحقيقية ، فنلاحظ تشابه اسم
البطل باسم المؤلف سامسا – كافكا ، كما أنه وصف شخصية والد البطل بنفس صفات شخصية
والده الحقيقي ، وكأنه كان يتحدث عن حياته ولكن بشكل موارب.
ومن الواضح ، من خلال
هذه الكتابات ، أن كافكا يحاول أن يثور على قانون العائلة في سبيل الحرية... الخ.
عمومًا الذي يهمني ،
في النهاية ، أنني قد استمتعت بقراءة القصة ، وأنني غير معنية أو مهتمة الآن بمعرفة
تفسيراتها المنطقية أو غير المنطقية ، لقد خرجت منها بالمتعة فقط وهذا يكفيني
حاليًا.
*****
أنتِ أستمتعتى بالقصة
ردحذفوأنا شخصياً استمتعت
بعرضك لهـــــــــــــا
فــــــــــــشكرا جزيلاً
العفو .. يا رب دايما تستمتعي بما اكتب :)
حذفone of the works by Kafka that I did not finish! Didn`t like it and althu I have an urge to go back to it to better see/judge y all the fuss was about this part. work of his , I haven`t done so yet!
ردحذفالعمل معقد ، فيه فكرة لكنه حصل على ضجة كبيرة لا اعرف هل يستحقها أم لا ؟! وهل أنا بمكانة حتى انتقد عمل كهذا ، كانت نظرتي نظرة قارئة ليس اكثر وربما خفيت عنها بعض الأمور أثناء القراءة ، في الواقع لا اعرف بالضبط ، لكن حاول أن تعود لقراءته من جديد ، ربا توصلت لشيء ما ، وعد هنا وأخبرني عن رأيك في الكتاب .
حذف