الاثنين، 29 يوليو 2013

حين يرتجف الهواء



# حوليات

(29)

في بيتنا كتاب

حين يرتجف الهواء لـ / آلاء القطراوي

 
آلاء القطراوي شاعرة فلسطينية أقل ما يقال عنها أنها رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة رائعة.

وديوانها هذا يستحق كل دقيقة أمضيتها في صحبته ، فهو ديوان أقل ما يقال عنه أنه رائع أيضًا.

كلمات متقنة جميلة معبرة سلسة ، تشعر بأنفاس نازك الملائكة والسياب ودرويش  تنساب بين السطور، ولقد استمتعت فعلًا  بإبحاري مع آلاء في ديوانها الأول.

ولهذا الديوان قصة غريبة معي ، فلقد كان حفل التوقيع الجماعي لأربع دواوين شعرية لأربع شاعرات فلسطينيات شابات في صالة السلام على شاطئ بحر غزة برعاية رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين ، حيث قررت الذهاب للحفل لحضور هذا العرس الثقافي والحصول على النسخ الأربعة ، ولقد كان هذا اليوم هو أول يوم اخرج به من البيت بعد "الولادة" بدون طفلي الصغير أحمد وكانت أول مرة في حياتي أقابل الدكتور نبيل فاروق وعبد الرحمن يوسف وكريم الشاذلي ، كما أنه تم اغتيال الجعبري أثناء الحفل وتأثر جميع الحضور إلا أنهم أصروا على إكمال الحفل ، ومن ثم بدأت الحرب على غزة ، وبسبب الحرب انقطعت عن القراءة ونسيت تلك الدواوين على رف المكتبة ثم عدت بعد ذلك للبحث عنها في مكتبتي وقرأت هذا الديوان.

ولقد أخطأت في تأخري في قراءته ، ولكن عذري بأني لم أكن اعلم أنه بهذه الروعة.

وهذه بعض الاقتباسات من الديوان:

لا تبتئسْ إن غارَ خنجَرُهُم بصدركَ
قل لهمْ : شكراً
وخفِّفْ قسوتَكْ !

***

إذا لم تُعَلّم عصافيرَ روحكَ كيفَ تطيرُ ..
فكمْ كُنْتَ قبرَكْ .. !
هنالك متسعٌ للحياةِ
وأنت تمدُّ يديكَ
لتُطْعِمَ ثَغْرَ الفراشاتِ
عِطْرَكْ .. !

***

بروحيَ توقٌ وتوقٌ وتوقْ
يقولونَ : أعلى
أقولُ : وفوقْ .. !
ولو تعلم الأرضُ سرَّ الحنينِ
لفكَّتْ وثاقيَ من فرطِ ( شَوقْ )
وسافرتُ أنّى أريدُ كطيرٍ
وكبّلتُ كلَّ الحدودِ بطوقْ

***
أنا كيفَ لا أهواهُ ؟ والحبُّ اشتعالُ
الروحِ مذ بدأتْ تخاليقُ النطفْ
حتّى النخيلُ يحنُّ لو يدرِ النخيلُ
لشدّهُ من ثوبهِ حينَ ارتجَفْ
يبكي إليهِ الجذعُ منكسراً وكَمْ
في صدريَ المشتاق من جذعٍ نزَفْ !
لو لم يكن في الأرضِ إلا خطوهُ
لكفى الجياعَ قليلُ أوراقِ السعفْ !
لو أنّهم يدرونَ ؟ كم من غيمةٍ
هرعت إليهِ تظلّهُ حين انعطَفْ
كيف استطال سجودهُ , خوفاً عليهِ
من الوقوعِ صغيرُ ابنتهِ الأخَفْ
ترك الحسينَ وقد تعلّقَ فوقَهُ
خشيَ الوقوفَ وقد أظنّوه أزفْ
لكنّهُ القلبُ الذي في جوفهِ رجلٌ
على كلِّ الخليقةِ قد عطفْ
ماذا أقولُ لهُ : حبيبي ؟ بلْ أرقُّ
عليَّ حين أضيقُ من مطرٍ ندَفْ
ولكَم أتوقُ لرشفةٍ من كفّهِ
يروى الفؤادُ إذا براحتهِ ارتشفْ !

***

يا كربلاءُ تعبتُ
ماذا لو أعرتيني قليلاً من دموعكِ في مزاراتِ الحُسَينْ
يا كربلاءُ الليلُ أسودُ حالكٌ
والحبُّ مدفونٌ كجُثَّةِ عاشقَينْ !
والقبلةُ الأولى تَأذّتْ
من مرورِ رصاصةٍ قبل اكتمالِ الرعشتينْ
ما كلُّ هذا الموتِ ما ... ؟
حتّى القبورُ توسعتْ
فترى بأنَّ على صدورِ الأمهاتِ نمت من الحزن المُعقّدِ
وردتينْ !
ما ذنبُ عصفورٍ دمشقيٍّ يغنّي
كي يُوارَى صوتهُ في طلقَتَينْ
ما ذنبُ هذا الياسمينِ
على جدارِ المنزلِ القرويِّ
أنْ يذوي ولم ترجفْ بهِ بعدُ الصبايا
لمْ تُعَلِقْهُ السماءُ كنَجْمَتَينْ
ما ذنبُ أمٍّ أن تضمَّ صغيرها
المفقودَ صورةْ .. ؟!
وتعيشَ بَيْنَ جنازتينْ !
ضَعْ قُبلةً أخرى ليرتعشَ الجَسَدْ
ضَعْ قبلةً أقوى , فقدَ مات الولدْ .. !

***

هناك 4 تعليقات:

  1. أختي امتياز ..
    يؤسفني أنني في عجالةٍ منعتني من القراءة بروية ..
    لكن لا بد لي من إلقاء التحية ..
    فكل عام وأنتم بألف خير ..

    ردحذف
  2. شوقتني للقراءة اختي
    وانا من عشاق القراءة سأحاول الحصول عليه وقراءته بإذن الله

    دمت بود

    ردحذف
  3. سعيدة بتواجدكم هنا وكل عام وأنتم بخير

    ردحذف