الخميس، 2 يناير 2014

ماذا علمتني الحياة ؟


# حوليات
(186)
في بيتنا كتاب
ماذا علمتني الحياة ؟ لـ / جلال أمين


كعادتي عند قراءة الكتب الجميلة ، يقف قلمي عاجزًا عن كتابة انطباعي عنها أو أي شيء تجاهها ، وهذا ما حدث معي هنا أيضًا عند قراءتي لهذا الكتاب الممتع ، لا اعرف ما السر وراء حبي الشديد لقراءة كتب السير الذاتية ، فهي أكثر ما يعلق في بالي من كتب ، وهي تقربني من الشخصيات التي اقرأ لها ، وتعرفني على حياتهم الشخصية وتشرح لي ظروف معيشتهم وتطور موهبتهم وتتطرق إلى حياتهم اليومية ومشاعرهم الإنسانية والوجدانية.

منذ فترة طويلة وأنا اسمع بجلال أمين وكتابه المشهور "ماذا حدث للمصريين" ، ووضعته على قائمة القراءة ، وكنت أظن بأن كتاب " ماذا علمتني الحياة ؟" هو نفسه كتاب "هكذا علمتني الحياة" والذي قرأته قبل فترة طويلة جدًا لدرجة أني ربطت بين الكتابين بصورة كبيرة ظنًا مني بأنهما كتابًا واحدًا وأن الصورة التي على غلاف كتاب جلال أمين " صورة والده الكاتب والمفكر الإسلامي أحمد أمين " هي صورة " السباعي" مؤلف كتاب "هكذا علمتني الحياة" !!

كان لهذا الالتباس دورًا كبيرًا في تأجيل قراءة هذا الكتاب الممتع والرائع لاعتقادي بأني قرأته من قبل، وفي الأيام السابقة أحببت أن أعاود قراءة كتاب " السباعي " فإذا بي اعثر على كتاب جلال أمين ، وهنا فقط اتضح لي فداحة الأمر ، واكتشفت أن هناك كتابين مختلفين بعنوانين مختلفين أيضًا ، وشرعت سريعًا بقراءة كتاب جلال أمين " ماذا علمتني الحياة ؟" والذي لم ارفع بصري عنه مطلقًا حتى انتهيت منه.

في هذا الكتاب تعرفت على أحمد أمين " الأب " وعلى الأم والأخوة والأخوات ، وقصص نجاحهم أو فشلهم في الحياة.

وبسبب هذا الكتاب بحثت عن كتاب " حياتي " لوالده ، وكتب أخيه حسين أمين ، فوجدت كتابه المثير للجدل " دليل المسلم الحزين " ، والذي أجلت قراءته عدة مرات دون أن اعرف أن حسين ابن أحمد أمين وأخو جلال أمين!!

من خلال هذا الكتاب استمتعت بحكايات والدته الظريفة والغريبة في نفس الوقت ، وحزنت على والده وهواجسه وأحببت أن امنحه مزيدًا من الوقت لقراءة كتبه وأولهم طبعًا كتاب " حياتي" ، ولا أنكر إعجابي أيضًا بفكرة تبادل الرسائل العائلية بينه وبين والدته في البداية ثم بعد وفاتها بينه وبين أخيه حسين.

أحببت تلك العائلة الكبيرة والممتدة ، وأحببت أكثر تشجيعهم للعلم والأدب وتميزهم في كل المجالات التي خاضوها ، كما احترمت جلال أمين كثيرًا لأنه لم يحاول تجميل صورته أو صورة عائلته بل نقل لنا كل شيء بكثير من الصراحة والشفافية ونقد الذات.

كان هذا الكتاب مفاجأة بالنسبة لي في عدة أشياء وعلى عدة أصعدة منها على سبيل المثال حديثه عن مصر وانجلترا والتغيرات التي طرأت على كلا البلدين وأرائه السياسية عن فترة الستينات والسبعينات ورأيه في عبد الناصر وكيف أنه لم يُخدع به ولا بشعاراته ، وانتقاده أيضًا لسياسة السادات بالإضافة إلى بعض المواقف التي ذكرها حول أشهر الأدباء والصحفيين المصريين والتي كانت صادمة بالنسبة لي مثل حديثه عن ثروت أباظة وتوفيق الحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ.

في الجزء الذي تحدث فيه عن سفره إلى انجلترا ورحلاته العملية والعلمية وعمله بالكويت ثم سفره لبعض دول آسيا ، كل هذا ذكرني برحلة أنيس منصور حول العالم في 200 يوم.

أما في الجزء الذي تحدث فيه عن الجامعة وعلم الاقتصاد ، فقد أصابني ببعض الملل والفتور ربما لأنني لست من محبي هذا التخصص ، ومع ذلك فقد ذكرني حكيه عن الجامعة ودكاترة الجامعة بـ " أثقل من رضوى ".

أعجبتني القصص الطريفة التي رواها عن زملائه وأساتذته ، وكذلك حديثه عن الجامعة الأمريكية كان مشوقًا ورائعًا ، كما أعجبني إفراده لمساحة واسعة لقصة الكنترول والامتحانات والغش بين الطلبة في الجامعة.

كما استمتعت بمشاهدة الصور العائلية المرفقة في أخر الكتاب للأب والأم والأخوة والأخوات والزوجة والأبناء والأحفاد.

عامًة الكتاب مفيد وممتع في نفس الوقت ، أتمنى أن تمنحوه بعضًا من وقتكم في العام الجديد ، فهو من الكتب التي تستحق أن تُقْرأ.

*****







هناك تعليقان (2):

  1. كنت عارفة ان رأيك هو اللي هيشجعني على قراءة هذا الكتاب :)

    إسراء

    ردحذف
    الردود
    1. فعلا الكتاب يستحق القراءة ،،،،

      حذف