الأحد، 3 نوفمبر 2013

أنا والكتب الـ pdf


# حوليات
(126)
أنا والكتب الـ pdf


بدأت اشعر بالضيق من فكرة قراءة الكتب الحديثة pdf دون إذن من أصحابها وخاصة بأن أغلبيتهم معترضين على ذلك ، وهذا حقهم الشرعي ، لذلك أفكر بشكل جدي بالإقلاع عن قراءة الكتب الحديثة وتركها لفترة طويلة حتى تصبح قديمة ومن ثم قراءتها بعد أن يتم فك الحظر عنها أو على الأقل بعد أن يستفيد الكاتب ماديًا منها (!)، فأسعار الكتب هذه الأيام خيالية كما أني لم أعد احتمل قراءة الكتب الورقية للأسف ، فلقد تعودت على القراءة الالكترونية ، لكن قراري هذا سوف يقلص حجم ومجال وطبيعة ونوعية الكتب القديمة أو المتاحة لي من قبل أصحابها أو حتى الكتب التي ينشرها مؤلفيها بأنفسهم فيما بعد على الانترنت حتى تصل كلماتهم لأكبر عدد من القراء.

هذا الموضوع يشغل بالي وتفكيري بشكل كبير هذه الأيام ، أحاول أن اتخذ قرار لكني ضعيفة جداً ، هل أصبح حب القراءة تهمة في ظل الغلاء الفاحش للكتب ؟! هل يتوجب علي أن أتوقف عن القراءة لأني لا أستطيع الحصول على تلك الكتب وأنا في مدينة محاصرة مثل غزة ؟! وفي نفس الوقت ما يتوافر من كتب لا أستطيع شراءها بسبب الثمن المبالغ فيه والذي يتجاوز قدرتي الشرائية ، ولو فكرت في الشراء ، فكم ستكون خيبة أملي لو كان الكتاب الذي اشتريته بالشيء الفلاني لا يستحق ولا شيكل دفع فيه ؟!

لو أقلعت عن قراءة الكتب مجانًا ، هل يفضل الكاتب خسارة قارئ من قرائه مقابل أن لا يخسر فلسًا واحداً من نقوده؟! وهل لو توقفت عن قراءة الكتب الكترونيًا سوف يتوقف أيضًا من يقوم بنشرها على الانترنت؟! بالطبع لن يتوقف.

تعجبني عبارة يكتبها " أبو عبدو البغل " في مقدمة كل كتاب يقوم برفعه على الانترنت يقول فيها:

{ إذا أعجبك الكتاب ، فرجاءً حاول شراء النسخة الورقية ، تذكر أن الكتاب العرب معترون والكل يستوطي حيطهم ، دعمنا لهم يضمن استمرار عطائهم}.

 كنت اعتقد ، وما زلت ، بأن الكتب خُلقت للقراءة مجانًا وللتوزيع مجانًا حبًا من مؤلفيها لنشر العلم والثقافة والأدب ، وليس للاستفادة المادية ، لكن للأسف هناك من الأدباء من يتخذ من الكتابة مهنة يقتات بها هو وعائلته ، وهذا شأنٌ خاص به ، لكن ما ذنبي أنا ونظرتي الطفولية تجاه عالم الكتب؟!

ولعلم هؤلاء الكُتاب ، فأنا لست مجرد قارئة بل يمكن اعتباري زميلة مهنة ، فلقد كانت لدي تجربتين في النشر الورقي ، كان حلم حياتي أن انشر كتبي ورقيًا لكن هذا لم يمنعني من توفير نسخ الكترونية " مجانية " لمن لا يستطيع الحصول عليها ، ولقد تمنيت – وبصدق – أن يتم تسريب نسخة الكترونية من كتابي الأول " حد الوجع " لتصل لكل قارئ في كل أنحاء الكرة الأرضية لكن احترامي للعقد الموقع بيني وبين دار النشر التي وقفت بجانبي في بداية طريقي والتي تحملت نصف تكاليف النشر منعني من القيام بذلك بشكل مباشر.

 هدفي الأول من النشر لم يكن ماديًا إطلاقًا ، فكل ما أردته أن احقق أمنية تمنيتها من صغري وهي أن أصبح كاتبة ذات يومٍ ، وأن يكون لكتاباتي هدف ورسالة اعبر بها عن أحلام وهموم شعبي الفلسطيني ، وتبقى من بعدي كدليل على مروري هنا في هذه الحياة الفانية.

وهذا ما فعلته مع كتابي الثاني " فلسطينيات " ، فلقد حققت حلمي بأن ينشر الكتاب ورقيًا بنسخ محدودة توضع في المكتبات العامة ومكتبات الجامعات الفلسطينية في مدينة غزة بالإضافة إلى بعض المكتبات التجارية لمن يرغب بقراءته ورقيًا ، وفي نفس الوقت نشرت نسخ الكترونية من الكتاب للمهتمين ، لقد نشرت كتابي الثاني على حسابي الشخصي ، والله وحده يعلم كيف قمت بتوفير ثمن الطباعة وبهذا أكون قد تحررت من تبعية دار النشر التي قد تشاركني في أرباح الكتاب ويكون لها رأي أخر في نشره بشكل مجاني على الانترنت.

أدرك أن قراري بالتوقف عن قراءة الكتب الجديدة وخاصة للكُتاب الشباب قرار صعب وشبه مستحيل وذلك لعشقي اللا محدود للقراءة ، لكني سوف أحاول على قدر استطاعتي إيجاد حل يرضي الطرفين ، الكاتب والقارئ ، ربما عن طريق مخاطبة هؤلاء الكُتاب عبر صفحاتهم الاجتماعية والتي يتواصلون من خلالها مع جمهور القراء.

وهذا ما حدث بالفعل مع الكاتب الدكتور ياسر ثابت والذي أهداني نسخة الكترونية من كتابه " لحظات تويتر " ، وهو أيضًا ما حدث مع الكاتب شادي عبد السلام ، والذي راسلته لمعرفة إذا كانت كتبه متوفرة في غزة ، فقام مشكوراً بإرسال نسختين الكترونيتين من كتبه " الرجالة العوانس " و" اقرئي يا بلادي" ، هؤلاء هم الكُتاب الحقيقيون الذين يريدون لأفكارهم وكتاباتهم أن تصل لأكبر قدر من القراء بغض النظر عن الربح المادي أو التجاري ، يكفينا أن نعرف أن سعر كتاب " اقرئي يا بلادي " لـ / شادي عبد السلام هو سبعة جنيه فقط تعود بكاملها لصاحب فرشة الكتب أو المكتبة التجارية.

لا أستطيع التوقف عن القراءة ، فهي وسيلتي الوحيدة التي تساعدني على مواصلة هذه الحياة بكل مصاعبها وأهوالها ، هي التي تهون عليَّ وتعطيني دفعات من الأمل ، وجرعات متدفقة من أكسير الحياة ، لو توقفت عن القراءة أموت!
أتمنى أن أجد بديلًا مناسبًا وحلًا ناجعًا لهذه المعضلة التي تؤرقني وتنغص عليَّ حياتي، فمن لديه حلول أو مقترحات أتمنى أن يسعفني بها حالًا.


******

هناك 14 تعليقًا:

  1. كنت على وشك البكاء من تدوينتك هذه :(

    عن نفسي احاول دائما البحث و شراء النسخ الورقية كلما امكنني ذلك
    لكن عندما لا يمكنني ذلك اعتبر نفسي قمت باستعارة الكتاب من رافع النسخة الالكترونية

    بالمناسبة .. أشكرك على توفير نسخة الكترونية لي من كتابك فلسطينيات و جاري البحث عن كتابك حد الوجع في المكتبات

    إسراء

    ردحذف
    الردود
    1. لا شكر ع واجب ، أتمنى أن يعجبك الكتاب.

      حذف
  2. نفس اللي بفكر فيه يا إمتياز
    لما بلاقي كاتب بيتكلم إنه مضايق من نشر كتابة بنسخة إليكترونية بحس إن مش من حقي أقرأها
    بس لما برجع أفكر إن زي ماهو مش بيقدر القراء اللي حابين يقرأه له وبيخلي الكتاب تمنه ضخم يفوق حتي الكٌتاب الكٌبار يبقي ياتري من حقة إني أقدره؟!
    وبيفضل النقاش جوايا يا حقه بيغلب يا حقي أنا في الأطلاع والقراءة بيغلب
    والواحد لو فكر يشتري كل الكتب ورقي بيتهيألي هنعيش في أفلاس كلنا!

    بمناسبة كل الكلام دة.. أتمني إني أحصل علي نسخة إليكترونية من كتابك فلسطينيات لو تسمحِ لي يا أمتياز :)

    ردحذف
    الردود
    1. من عينيا ، أول ما ادخل من اللاب ع ابعتلك نسخة ، أنت تؤمري يا دينا .

      حذف
  3. أحزنتني تدوينتك جدا امتياز وطبعا هذه مأساة جميع القراء الحقيقيين
    لكن المسألة بالنسبة لي كانت مختلفة لسبب بسيط أني لا أجيد قراءة الكتب الالكترونية لذلك فأنا لا ألجأ لها إلا في أوقات الشدة أي عند وجود كتاب لم أستطيع الحصول عليه ورقيا وكان من الضروري لي قراءته
    في الحقيقة أنا شخصية ورقية إلى أبعد الحدود لابد من وجود ورق في يدي أكتب عليه وأؤشر وأخطط وأتفاعل معه إلى أبعد الحدود وهذا لا يتسنى لي مع القراءة الالكترونية
    لهذا إن زرتي بيتي ذات يوم فإنك لن تجدي فيه تحف سوى الكتب ( فلوسي قليلة كانت أو كثيرة لا أشتري بها سوى الكتب )
    لنا الله يا امتياز أنا وأنت وكل ذي عقل وفكر حر
    تحياتي :)

    ردحذف
    الردود
    1. كنت مثلك بالضبط لكن قلة الحيلة وغلو سعر الكتب أجبروني ع القراءة الالكترونية ، الغريب الآن أني لا استطيع القراءة الورقية ، ترهقني وبشدة ، القصة صدقيني تعود ليس أكثر.

      حذف
  4. ياااااااااااااااه التدوينة دى بالحرف كلام بينى وبين نفسى دايما واحساس بالذنب لغاية فعلا لما توقفت عن قراءة الكتب الجديدة وبقيت ادور على الروايات القديمة .. انا فى مكان مافيهوش مكتبة واحدة بتبيع كتب اصلا غير بعض الاماكن للكتب الدينية المعتادة زى السيرة وفقه النساء وكده ومعنديش القدرة المالية اللى تخلينى اشترى كم الكتب اللى اتمناه لو سافرت فى يوم مكان فيه كتب ومبعرفش كمان افاصل ^^ فى الشراء قريت فتوى ان ممكن اقرا الكتاب الجديد بعد مرور 3 سنين فى نظرى الكتابة ليست مهنة لكن من حق الكتاب الانتفاع المادى مثلما ذكرتى نظرا لقيود دور النشر وايضا تكون وسيلته الوحيدة وعمله الذى يرزق منه اضع نفسى احيانا فى مكان الكاتب ان قرألى مائة شخص افضل ام ان قرأ لى الف قرأو لى انا تطلعوا وبحثوا عن كتابى انا وصل لهم كلامى وافكارى اعتقد ان الكاتب لابد وان يسعد كثيرا ان هناك من يقرأون له بأى وسيلة قراءة ال pdf مرهقه جدا ومع ذلك يصر القارىء ان يقرأ لك فهذا هو النجاح .. لابد ان تكون هناك نسخة الكترونية لهواة القراءة الالكترونية فليس الجميع قادرين على مواصلة تلك القراءة وهناك الكثير من يفضل القراءة الورقية اذن الكاتب قد يكون النسخة الالكترونية مروجه له اكثر وقد تزيد من نسبة الشراء :)

    ردحذف
    الردود
    1. المستقبل للكتب الالكترونية ، كلها مسألة وقت لا أكثر.

      حذف
  5. مقتنعه بكل الاسباب اللي ذكرتيها وبتواجهني
    بس بصراحه مش ح أوقف قراءه كتب pdf ...
    , و يا رب يسامحني ويسامحوني اصحاب حقوق نشر الكتب.

    ردحذف
  6. أحييك على هذه المشاعر النبيلة
    بارك الله فيك وأعزك

    ردحذف
  7. السلام عليكم ....
    ابحث عن كتبك منذ عام تقريبا سواء الورقية او الالكترونية
    لكن للاسف لم اوفق في الحصول عليها اضع اقتباسك
    " انها فلسطين يا ليلي كلما اغفو توقظني وتقض مضجعي "
    كصورة غلاف لحسابي علي فيس يوك لكن للاسف لم استطيع
    الحصول علي " حد الوجع " او " اوجاع الروح "
    ارجو اعلامي بمكتبة الكترونية تبيع كتبك في صيغة PDF
    وشكرا.

    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام
      كتبي متوفرة في دار ليلى كيان كورب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لكن إذا رغبت في نسخة الكترونية ، الرجاء مراسلتي على عنوان بريدي الالكتروني وسوف أرسلهم لك إن شاء الله:
      rafah81@hotmail.com

      حذف